الملتقى الفكري العالمي لمهرجان ربيع الشهادة الحادي عشر

 رغم التحديات السافرة من العصابات الارهابية والاوضاع غير المستقرة في البلاد التي فرضها اعداء الاسلام ومع كل ذلك  وبكل فخر واعتزاز يتصدى ابناء الامام الحسين (عليه السلام) لهذه الجبهات العديدة ,فالحشد الشعبي المقدس في الصفوف الامامية لمواجهة داعش الاجرام ,والجيش والقوى الامنية الباسلة تحمي الثغور في مناطق الوطن ...ومع هذا فهنالك ابناء وخدام الى سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) لايقل عملهم اهمية عن مواجهة الجبهات ,بل ان دورهم اكبر واعظم لاسيما ان مدار الحرب من اجل الفكر والقلم ,فحقيقة الحرب المفروضة على العراق من قبل تنظيم داعش المدعوم من جهات دولية هي ان  لاتتجدد نهضة الامام الحسين (عليه السلام) مره اخرى .
وهنا ياتي دور دعم رجال الفكر والقلم لتكون الاجابة لهم وللعالم اجمع ..نعم اننا نحارب من كل موقع وفي كل مكان من اجل ان تتجدد تلك النهضة الخالدة .
ورسالة اخرى ايضا لهم وللعالم برمته قائلين للجميع ..نقدم لحضراتكم دماء طاهره من اجل ان تنعمون بالسلام والامان ,ونقدم لحضراتكم افكارا حسينية توصلكم للسعادة الابدية .
وذلك برعاية العتبتين المقدّستين في انطلاقة جديدة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الحادي عشر تحت شعار: (الإمام الحسين(عليه السلام) رحمةٌ ربّانية ودعوةٌ إنسانية).
و يتجدد المهرجان من اجل  الوقوف على معاني الدين الحقيقية التي تحمل الحبّ والسلام وتحترم الاخر .
حيث قال السيد الصافي   ضمن كلمته التي ألقاها باسم الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين خلال حفل افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الحادي عشر: المهرجان هو عبارة عن موعدٍ سنويّ لتدارس الأفكار والرؤى والاستماع الى بحوثٍ علميةٍ رصينة تعوّدنا عليها، والتعرّف على أصحاب الفكر من العلماء الأعلام والباحثين الأعزاء وتهيئة فرصةٍ للخوض في أحاديث محبّبة لله ولرسوله ولأهل البيت(عليهم السلام) من شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها على اختلاف الألوان وتعدّد المشارب والمذاهب والأديان، وهو اجتماعٌ نحرص عليه مع كلّ الظروف التي قد لا تكون إيجابيةً في بعض الأحيان رغبةً منّا للتواصل مع أهل الفكر من إخوتنا وضيوفنا.وهذا هو ايضاح الامر الاول الذي ذكره السيد الصافي .
اما الأمر الثاني: إنّنا نواجه تحدّياً صارخاً ألا وهو الأحداث السريعة التي تشهدها المنطقة، وهذه الأحداث تتلبّس بلباس الدين وهي تتحدّى القيم النبيلة والمعارف السامية والأخلاق الحميدة، عارضةً صورةً بشعةً ومؤلمةً وفاقدة حتى لشريعة الغاب فضلاً عن شريعة الإنسان وهي تزداد شراسةً، بل الغريب أنّ بعض الدول والحكومات باتت تدعمها بصورةٍ علنيّة وبلا استحياء بحجّة أنّ الوضع السياسيّ يتطلّب ذلك، ولا ندري والله ما قيمة السياسة التي تشوّه معالم ديننا وما هو المبرّر الأهمّ من الدين في حسابات هؤلاء الساسة، الصراع حول حفنةٍ من المكاسب الوهمية أو الوقوع في شراك شياطين الإنس والجنّ، إنّنا نتعرّض أيّها الإخوة الى مسألة مصيريّة لابُدّ أن يكون لنا منها موقفٌ واضح ولا أعتقد أنّ مسألة الاستنكار وأمثاله من الاصطلاحات أصبحت وافية في رفض هذه الأفكار الهدّامة، بل السؤال والسؤال الجريء مَنْ كان وراء ذلك؟ وما هي المدارس التي تقيّأت هؤلاء الحثالة؟ ومَنْ هم أهلُ الرأي الذين يلعبون بالدين كيف شاءوا؟ ومَنْ؟ ومَنْ؟ إنّنا نجتمع هذا اليوم أيّها الأعزّة لنقف على معاني الدين الصحيحة الحقيقية غير المنحرفة التي لا تحمل إلّا معاني الحبّ والسلام وتحترم الآخر ومن يملك قناعةً أخرى وتصون الدم والمال والعرض، ولا نريد الاسترسال بل التأكيد ليس إلّا، ففي الحضور الكريم الكفاية في الرؤيا وعدم ضبابية الأشياء إنّنا نحتاج الى تشخيصٍ واضحٍ وصريحٍ والى علاجٍ نافعٍ وناجع، إنّنا الآن أين التفتنا وجدنا صراعاتٍ ومعارك طاحنة وعدوّنا اللّدود الحاقد يتفرّج علينا، هذه دعوةٌ ليس لأصحاب الفكر فقط بل الحكومات عليها أن تسند شعوبها لا أن يتكالبوا عليهم.
الأمر الثالث: إنّنا ومن منطلق المسؤولية نرى في الإمام الحسين(عليه السلام) الذي نجتمع الآن في حضرته، نرى أنّه المنقذ والهادي إذ لا يخفى على حضراتكم الكريمة أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد وضع معالم واضحة ولائحة لمن أراد الهداية وهو نبيّ الرحمة، وقد كان نصيب الحسين(عليه السلام) من أحاديث جدّه المصطفى(صلى الله عليه وآله) الشيء الكثير، حيث جعله(صلوات الله وسلامه عليه) أماناً من الانحراف والزيغ ففي العناوين الواضحة (الحسين مصباحُ الهدى وسفينة النجاة) (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة) (حسينٌ منّي وأنا من حسين) (أحبّ الله من أحبّ حسيناً) (حسينٌ سبطٌ من الأسباط) (إنّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا) وغيرها من الكلمات التي صدح بها فمُ النبيّ الأقدس(صلى الله عليه وآله) وهو الذي (لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى)، ولا ريب أنّ حرصه على أمّته كبير، لذا نرى أنّ الحسين(عليه السلام) علّمنا كيف نحيا حياةً طيّبةً بعيدةً عن الذلّ وبعيدةً عن الهوان، إنّنا نرى أيّها الأعزّاء -وأنتم أهل الفكر وأهل الرأي الثاقب وأهل الأصالة- أنّ العودة الى سبل الحقّ التي نادى بها الإمام الحسين(عليه السلام) وإظهارها الى معالم كثيرة ومواقع متعدّدة لهي السبيلُ الكفيلُ الحقُّ في أن تهدأ هذه الأمّة وترجع الى تراثها العميق والى ما نعتزّ به من تراثٍ خالدٍ وأصيل، نسأل الله سبحانه وتعالى ببركات النبيّ وآله وبركات وجودكم وأفكاركم أن تأخذ هذه الأمّة الكريمة محلّها وأن تكون رائدةً دائماً لمعاني الخير والوفاء والرحمة وأن يجمع شملنا دائماً على الهدى والتّقى إنّه سميعُ الدعاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/23



كتابة تعليق لموضوع : الملتقى الفكري العالمي لمهرجان ربيع الشهادة الحادي عشر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net