قصة مصطفى الذي قاتل حتى نفاد ذخيرته كما يرويها أخوه

صورة الجندي العراقي الأسير الذي قتله داعش في الفلوجة وعلقوه على الجسر، أصبحت الصورة الأكثر انتشاراً على صفحات (فيسبوك) منذ أمس.

ملخص الحكاية التي بات يعرفها الجميع ان الجندي مصطفى ناصر هاني الصبيحاوي كان مع قوة داهمتها داعش في الكرمة، وأصيب  في أجزاء عدة من جسده وتعرض ساقه للكسر فلم يقو على الانسحاب مع أفراد القوة التي انسحبت ولاذ بأحد البيوت هرباً من أعين أعدائه، وبعد يومين قبض عليه الدواعش واقتادوه إلى الفلوجة ليعذبوه ويطوفوا به السوق بين الحشود قبل أن يشنقوه على الجسر.

هذا ما بات يعرفه الجميع، لكن ما لا يعرفه أحد هو ان مصطفى ظل يتصل بأهله طوال اليومين الذين قاوم بهما داعش، وانه استنفد ذخيرته قبل أن يلقى القبض عليه، وان أخاه (رائد) اتصل بمسؤولين كبار في الدولة وبعضهم وعده بإنقاذ أخيه والبعض الآخر قال له صراحة لا نستطيع الاقتراب من المنطقة.

رائد شقيق الشهيد مصطفى الصبيحاوي تحدث لـ"القرطاس نيوز" عن الجحيم الذي عاناه هو وعائلته طوال يومين عصيبين، قال "وردني اتصال من مصطفى انه جريح، وان القوة التي كان بضمنها تفرقت يميناً وشمالاً وقد تركوه كسير الساق لا يقوى على المشي أو النهوض".

يتابع رائد "مصطفى كان في قوة ضمن فوج المغاوير الأول لعمليات بغداد، وقد تم تنسيبه لهذه القوة منذ شهرين لا أكثر، شارك في معارك عدة قبل هذه إذ كان متطوعاً في الحشد الشعبي قبل تعيينه".

يضيف "حين سمعت ما قاله لي شقيقي فزعت فاتصلت بمعارفي على أمل إيصال استنجاده إلى المسؤولين عنه، فحصلت على موعد للقاء وزير الدفاع، ذهبت اليه وشرحت له القصة بالتفصيل فقال لي بالحرف أصبح لدينا علم بذلك، لا تقلق، خلال ساعتين أنا شخصيا سأتصرف وسيتم إخلاؤه".

ولم يحدث شيء، يقول رائد "بدأ اليأس يدبّ في نفسي بعد وعد الوزير الذي لم يتحقق فاتصلت بقائد عمليات بغداد الذي قال لي صراحة اننا لا نستطيع فعل شيء الآن، المنطقة خطيرة للغاية ولا نستطيع إيصال مدد"، الأمر ذاته حدث خلال لقائي بقائد الفرقة 11 الذي أعاد عليّ نفس الكلام، وازداد يأسي بعد محاولتي الأخيرة مع مدير الاستخبارات في عمليات بغداد الذي لم يزد شيئاً على قول المسؤولين الأخيرين.

خلال هذه الفترة لم يكن المقاتل مصطفى القابع في بيت بالكرمة يملك سوى بندقيته وبعض الطلقات، "هكذا أخبرني، وامتلأت بالخوف مرة حين قال لي ان اثنين من داعش يجوبون البيت وأسمع صوتيهما يتحدثان، وسأقتلهما الآن".

هنا، يقول رائد، لم يبق لي إلا الاتصال بالحشد الشعبي لإنقاذ أخي، وفعلاً اتصلت بإحدى الفصائل التي أرسلت معي في اليوم التالي قوة لإنقاذ مصطفى وذهبت معهم إلى الكرمة.

مصطفى نصح أخاه بأن يحاول الخروج من البيت ليلاً، يقول " قلت له انزع خوذتك ودرعك واخرج زاحفاً من البيت تحامل على كسر ساقك وازحف واقتل كل من تصادفه منهم". يضيف "لا أعرف السبب الذي جعله يظل في البيت ربما كانوا خارج البيت بأعداد كبيرة، أو ربما نزفه الدم جعل قواه تخور فبقي في مكانه".

صباح اليوم التالي وصلنا الكرمة مع قوة الحشد الشعبي، وما ان كدنا نصل المنطقة حتى بلغنا النبأ الفاجع "ان داعش قبضت على أسير عراقي قاتلهم وهو جريح حتى نفاد ذخيرته فعرفت انه مصطفى أخي".

وباقي القصة معروفة، قبضوا على مصطفى، عذبوه ، وضعوه في سيارة حمل وطافوا به في الفلوجة وسط صيحات مؤيديهم وهتافاتهم ثم شنقوه على الجسر.
صورة الشهيد معلقاً على الجسر لا تختصر عذاب أهله كما لا تختصر صموده الذي سيكون مضرباً للأمثال.

القرطاس نيوز


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/26



كتابة تعليق لموضوع : قصة مصطفى الذي قاتل حتى نفاد ذخيرته كما يرويها أخوه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net