صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

صرخة العراق (حفظه - رحمه الله)!!
د . صادق السامرائي

أنا العراق
قبل مسمياتكم وتوصيفاتكم , وإبتداءاتكم وحكاياتكم , وما فعلتم وأنجزتم وأحرقتم , فضعوا ما تعتقدون وما تفكرون وترون وتجتهدون في صرة , وناموا عليها ولا تصحوا أبدا.
وإذا أعجبكم فدثروا أنفسكم بما ترونه وتعتقدونه , ولا تقحموني بما لا أريد ولا أرضى ولا أرغب.

أنا العراق
يرقد في ترابي الأئمة والأولياء والصالحين , وقادة الحضارة الإسلامية , ورموزها الفكرية والثقافية  بزمن تألقها وسطوعها في الأرض , وأضم الأطهار والأخيار الطيبين من أبناء الأمة والدين.

أنا العراق
بلاد الرافدين دجلة والفرات , والنخيل والأعناب والرمان , والحنطة والذرة والشعير , والسهول والجبال والأهوار , وبلاد الحضارات قبل سومر وأكد وبابل وآشور , وما بعدها من أنوار الإنسانية المشرقة , بلاد الثقافة والقانون والقوة والإبداع , ووعاء المدارس والمذاهب والمعتقدات , والأفكار والفلسفات والثقافات والتطلعات.

أنا العراق
قلب الأرض ومهماز إنطلاقها الحضاري , فلماذا أنتم تهينون العراق , وتسقطوه من أعالي الآفاق إلى ضِيقِ وظلام الأنفاق؟!!

أنا العراق
ولا أكون إلا عراقا , أبنائي كل مَن ُولد على أرضي , لا أفرّق بين أحد منهم وأحبهم جميعا وهم عندي سواء , أطعمهم تمرا وأسقيهم ماءا , وأضعهم في أحضاني عند المساء , وأفرح لفرحهم , وأحزن لحزنهم , وأتألم لألمهم , ولا أرغب بدمائهم , فلا تلطخوا تربتي بدماء أبنائي ولا تبللونها بدموعهم.

فأنا أبوكم وأمكم , وحياتكم ومعنى وجودكم , فلا تذلوني بهذا الصراع , الذي أبكى كل ذرة من ترابي , وأشقى كل عزيز ينام في أرضي!!

لا تؤلموني , فتغرزوا خناجر جهلكم , وأسافين حقدكم في ظهري , فلا يجوز للأبناء قتل أبيهم أو أمهم , لا يجوز لكم أن تقامروا ببعضكم وتتصاغروا , وتصعّروا خدودكم للويلات , ولا يجوز أن تمشوا بالأرض بإضطراب وصراع مثلما يحصل للوحوش في الغاب.

أريدكم أحبة طيبين , وأخوة بررة صالحين , وعائلة واحدة , لا يمزقكم شر أو حزب أو طمع , أو كرسي أو مذهب أو دين , أريدكم يدا واحدة , وعصبة قوية متلاحمة , كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أريدكم أن تكونوا أمة واحدة وصوتا واحدا , فكلكم أبنائي , أريد سعادتكم وهناءكم وتقدمكم وقوتكم , أريد علمكم ووعيكم , وأكره جهالتكم وتنابزكم بالألقاب والمسميات , وأن يغتب بعضكم بعضا, وأكره أن يسعى الظن وتنمو الضغينة بينكم كالأفاعي السامة.

أريدكم جميعا بخير ورفاه , فلا تجلبوا لي التعاسة وتكونوا أبناءا عاقين , بل عيشوا أبناءا نافعين , ترفعون لوائي , وتديمون إرتقائي وسعادتي في الأرض , التي تتأسى لما يدور على ظهري من أوجاع وفتن وضلالات وإنحرافات , وتشوهات وإنفعالات وإندفاعات إلى جحيم يتلوه جحيم.

أنا العراق
فهل تحبوني , وتعشقون ترابي , فإرحموا أنفسكم وإرحموني , وتكاتفوا وأعينوني , وتحابوا ولا تباغضوا , فأنكم تغضبون الله , والأئمة والأولياء والصالحين , تحابوا بالله , وتوحدوا على كلمة لا إله إلا الله , وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , وكونوا عباد الله إخوانا.

كونوا أبنائي البررة الأزكياء , وصونونني , وحافظوا على وحدة ترابي , ووحدة أبنائي.
وقولوا بصوت واحد :
نعم يا عراق , سنكون أبناءك الأبرار , بعائلة واحدة وقلب واحد وصوت واحد يهتف بإسمك يا عراق , ولا صوت سيعلو على صوت العراق , ولا راية خفاقة في سمائك إلا راية العراق , وسنكون حولها وتحت ساريتها وننشد:
أنا عراقي أنا عراقي , وما أحلى العناق , ما بين الأحبة في العراق , وأروع التلاحم والإتفاق , فكلنا أبناؤك يا عراق.
وسنبقى ننادي , أنا عراقي , أنا عراقي!!
برغم الداء والأعداء , ستبقى كالنسر فوق القمة الشماء , وسترتقي كالبدر في ناصية السماء , أيها العراق يا مقارع الخطوب وحادي الرقاء.

حسنا قال العراق , فأنتم أبنائي , وعلى كل واحد منكم أن ينادي بأعلى صوته:
أنا عراقي...أنا عراقي , وليبتعد عن آفات الدمار والضياع والشقاق والخسران , وعن أمّارات السوء والبهتان.
ولنهتف جميعا:
أنا عراقي...يا عراق...!



                       هكذا نادتْ بلادي             فاسْمعوا صوتَ العراقي
                      واشْهدوا أنتمْ بأرضٍ                 في مداراتِ الوفاق
                      وانكروا بُغضا وحِقدا            واكْسروا ظهرَ الشِقاق
                      واجْعلوا اليومَ جَميلا                     وعَزيزا بالعِناق

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/28



كتابة تعليق لموضوع : صرخة العراق (حفظه - رحمه الله)!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net