صفحة الكاتب : ضياء المحسن

الى مصطفى الصبيحاوي: بعيدا عن السياسة. قريبا من الأخلاق!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد تبدو الكتابة عن الأخلاق أيسر شأنا من السياسة، بسبب دهاليز السياسة، لأنها وكما توصف بأنها (أُم الممكنات)، في حين أن الأخلاق لا يمكن أن تجد لها إلا تفسيرا واحدا، وهذا التفسير يمنح الشخص هوية بأن شخص خلوق؛ أو لا قدر الباري غير ذلك.

في الحرب أيضا تتجسد أخلاق المحارب، وفي أمة العرب التي ننتمي لها، نجد قصص كثيرة تمنحنا شعور بالعز والفخر لأولئك الرجال الذين ننتمي تأريخيا لهم، وكيف أنهم يتسامون على أنفسهم في العفو عن ألد أعدائهم والشواهد على ذلك كثيرة.

منذ أول واقعة خاض فيها الرسول الأكرم محمد (( عليه وعلى آله أفضل السلام وأتم التسليم))، نجد خلق الإسلام الحق في العفو والمسامحة حتى عن أعداءك الذين يقعون أسرى، عندما عفا عن كثير من المشركين، لقاء تعليم المسلمين القراءة والكتابة، أو بعد أن تعرفوا على تعاليم الدين الإسلامي.

والشواهد تترى ونصل الى واقعة الجمل بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبين معاوية، وحادثة عمرو بن العاص الشهيرة، وشتان بين خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين أخلاق عمرو بن العاص؛ الذي يكشف عن مؤخرته أمام الجند، بعد أن كاد علي بن أبي طالب أن يفتك به، ولكن خلق الإمام (عليه السلام) تمنعه من ذلك.

وصولا الى واقعة كربلاء، عندما حاصر جيش يزيد (لعنة الله عليه) الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ومع عنهم الماء، ولم يكتفوا بذلك، بل مثلوا بجثث الشهداء أبشع تمثيل، وسلبوا حتى ملابسهم، فهل هناك إنحطاط وخسة أكبر من ذلك، بل إنهم سبوا النساء وضربوهن بالسياط، كل هذا نتيجة لخستهم وقلة أخلاقهم.

واليوم والعراق يواجه هجمة شبيهة بهجمة يزيد (عليه اللعنة)، نشاهد تصرفات جيشه أمامنا في كثير من الحوادث التي حصلت، فهذه سبايكر، التي خلفت وجعة كبيرة في قلوب 1700 عائلة، لا لسبب وجيه؛ إلا لأنهم من أتباع الحسين وشيعته، ولم يكتف من نحسبهم أنفسنا بذلك، بل إنهم يتباهون ويضحكون عندما يُقتل أحد أبناءنا.

مصطفى الصبيحاوي خير شاهد على ذلك، عندما يهلل أبناء الفلوجة (شبابا وشيوخا) لإرهابيي داعش، وهم يطوفون بالشهيد الجريح مصطفى الصبيحاوي في شوارع الفلوجة، وبعد ذلك يعلقونه على الجسر، كما فعل أسلافهم بزيد الشهيد، والذي يقول فيه شاعرهم الأموي: صلبنا لكـم زيداً على جذع نخلة ولم ار مهديّا على الجذع يصلب 

بعد هذا سؤالي الى من يدعون الأخلاق من الإخوة السنة: هل هذه من أخلاق من تستنون بسنته وتقرأون كتابه الذي نزل به الروح الأمين على قلبه ليكون للعالمين بشيرا ونذير؟ لا أظن ذلك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/31



كتابة تعليق لموضوع : الى مصطفى الصبيحاوي: بعيدا عن السياسة. قريبا من الأخلاق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net