صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

أعداء الدين ومثيرو الفتن هم المنافقون
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة| أن مثيرو الفتن  والفرقة الضالة هم يكون فريسة  سهلة وأداء حادة
ألم ٌبداخلي وأنين يصرخ  على شباب أمه غرر بهم  أعداء الدين  ومثيرو الفتن  والفرقة والفرق الضالة  ليكون فريسة  سهلة وأداء حادة  في حقل تجاربهم  الإجرامية، أي إجرام ؟! وأي فكر؟! وأي طائفة؟! أي دين هذا الذي يأمرك بقتل الأبرياء وهم  في بيوت الله..   أي دين ؟! يحثك على الغدر والقتل والخيانة لإخوانك من بني جلدتك وجنسك ودينك وحتى غير دينك؟!  وأي تغيرُ تريد آيها المسكين!!!!!    غسلوا عقولكم وأقفلوا أفواهكم عن الحق أفلا تعقلون،،  قتل الأبرياء واستنزاف دماء  المسلمين والبشر الأبرياء بجميع طوائفهم ومذاهبهم  جائز بفكرك؟؟ وواجب التنفيذ!!!  تقتل من يا هذا ؟؟ أناسٌ ذاهبون  أناء الليل وأطراف النهار ليقابلوا وجه ربهم الكريم،  يدعونه  تضرعا وخفيهً بان يعم الأمن والأمان على سائر المسلمين  وينجي الأمة من الغمامة  أي هدف تسعى إليه وأيا جنة تريدها ويداك مغمسة  بدماء الأبرياء  ... بيدك فقدت مفتاح النجاة وبقلبكً الأسود وفكرك الضال.  أضعت الطريق ولكن ثق تماماً وأنت في أكوام الحريق  ..بأن ..فكر..  أمه وقلب شعب وحنكه وسياسة حكومة وشجاعة جيشاً والتحالف والحشد الشعبي ..  سنقف.. وقفة يد باطشة من حديد ضد أي عدوان يحاك لبلادنا،  بل لهذه الأمة الإسلامية  لذلك هيهات ثم هيهات .
 
إذا كان الهدف زعزعت استقرار أرض  الرافدين . و إثارة الفتن  بين الطوائف الإسلامية  فيها فالسنة والشيعة نبض لقلب واحد  ..  نجسد  جسد واحد لنكون سياجا نارياً   ضد كل عابث ومخرب  لتراب هذا الوطن   لذلك كل أعيننا وسواعدنا معا ضد الإرهاب   فهذا شهيد يسقط وذاك إرهابي  يقتل فرق كبير بين جنه ونار ..
 
التفاصيل | 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران /103 .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾  النساء/ 1.
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )آل عمران /103.
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 105 .
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾  الحشر/ 18 .
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ )البقرة/ 217 .
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾  البقرة/ 214 .
أن كلمة الفتنة وما تصرف منها لفظ شرعي يخطئ البعض في هذا اللفظ، فيستخدمه في غير ما وضِع له عن قصد أو غير قصد، وربما وصِفَ المصلحون الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر بأنهم دعاة فتنة، وكلمة الفتنة وما تصرف منها واردة في نصوص الوحيين لمعان كثيرة، وفي هذا الموضوع أذكر استعمالات كلمة الفتنة في كتاب ربنا - بعد تتبعها - ليتبيَّن لنا معنى الفتنة، ولضيق المقام أكتفي بذكر دليل واحد على كل معنى . 
أن معاني الفتنة في النص كثيرة وسوف أضع لكم البعض ليتبين بأن كلام الله هو سند لنا جميعاً أصحاب الشهادتين جميعاً لا فرق بيننا ولم نسمح لأحد أن يدخل  بيننا لفرق جمعنا الذي جمعه كلام ربنا ودستورنا و مسعى رسول الله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى أصحابه منا ألف ألف تحية وسلام  وأترككم مع معاني الفتنة من النص : تعذيب أعداء الله في النار؛ كما في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾  الذاريات / 10 - 14 . 
وهذا نموذج أخر في النص: إمهال الظالم وعدم معاجلته بالعقوبة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾  الأنبياء/ 111 . 
هذا أيضاً  : ابتلاء أصحاب الدنيا من الأغنياء وأصحاب الرئاسات بمن يحتقرونهم، ممن هم دونهم في دنياهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾  الأنعام/ 53 . 
فإذا مَنَّ الله بالهداية والتوفيق على غيرهم، كان ذلك فتنة لهم، فربما صد ذلك الشريف عن قبول الحق والانقياد له تكبرًا منه أن يسلك مسلك من يراه حقيرًا . 
وهذا أيضاً  : الابتلاء بالمعاصي؛ ليتبين المطيع من العاصي؛ كما في قوله تعالى : ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾  البقرة/102. 
وهذا أيضاً : الابتلاء بالمباحات والنعم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ الأنفال/ 28 . 
وهذا أيضاً : الابتلاء بمصائب الدنيا؛ ليعلم الصابر على أقدار الله من الساخط؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾  الحج/ 11. 
فالخير والشر كلاهما اختبار لبني آدم: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾  الأنبياء/ 35 . 
وفتنة المصائب والمحن للخلق كلهم حتى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كما أخبرنا ربُّنا عن نبيه موسى - عليه السلام - بقوله: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾  طه/ 40 . 
أن ما ورد في النص : الصد عن دين الله، وذلك بالتعذيب والتنكيل بالمسلمين؛ حتى يرجعوا عن دينهم، وليخوف غيرهم ممن يفكر بالإيمان؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾  البروج/ 10. 
وهذا أيضاً : الصد عن دين الله؛ وذلك بتهوين الشر وتسويغه ليقبله ممن لا علم عنده من المسلمين، وذلك بترْك الاستدلال بالنصوص المحكمة والاستدلال بنصوص متشابهة؛ كما في قوله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾  آل عمران/ 7 . 
 وهذا أيضاً : فتنة المنافقين بتخذيل المؤمنين، ومحاولة التأثير على معنوياتهم وتخويفهم، وبث الفُرقة في أوساط المؤمنين، والتجسس على المؤمنين، وتوصيل أخبارهم لأعدائهم من كفرة أهل الكتاب وغيرهم، وكتابة التقارير عنهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾التوبة/ 47 - 48. 
فأعظم فتنة هي فتنة المنافقين، لا سيما حينما يصلون إلى مراكز اتخاذ القرار؛ فلذا ربنا - تبارك وتعالى - يقول عنهم: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ﴾المنافقون/ 4 .
ومن العجيب أن آل التحالف هم الذين بدوا الحرب في شهر الحرام الذي حرم الله فيه القتال وحتى في زمن الجاهلية كان في شهر الحرام يحرم فيه القتال فكيف بالمسلمين إذن؟! وأنظر للآية الكريمة {  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} البقرة..
المنافقين يتظاهرون بالرغبة بعدم الفتنة، فيزعمون أن بعض أحكام الله تثير الفتنة؛ فلذا كل من يخالف توجُّهاتهم يصفونه بأنه من دعاة الفتنة، ويسوقون بأباطيلهم بزعم عدم إثارة الفتنة والمحافظة على النسيج الاجتماعي، فيبين ربنا كذبهم بقوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )التوبة/ 49 . 
في قول ربِّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القلم/ 5 - 7. عزاءٌ للمصلحين فقد اتُّهِم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - بالفتنة . 
أعزتي وأحبتي أن ابتلاء المؤمنين بالفسق والكفر والمنافقين، بالتضييق عليهم، وإيذائهم، وربما وصل بهم الأمر لقتْلهم وقتالهم؛ ليتبين المؤمن الحق، وهذه سُنة الله؛ قال تعالى: ﴿ لم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )العنكبوت/ 1 - 3.
فهذه الفتنة هي التي تُهيئ عباد الله لدخول الجنة؛ كما أخبر ربنا - تبارك وتعالى - : ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾  البقرة/ 214 .
أن معنى الفتنة واضحة في النص : ترْك مجاهدة أعداء الدين، وإفساح المجال للمنحرفين لنشر باطلهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ )البقرة/ 193. 
وهذا أيضاً يدل  لكم من معنى في النص : العقوبة الجماعية إذا شاع المنكر ولم ينكر؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )الأنفال/25 . 
مثيرو الفتنة هم المخالفون أمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم- كما في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )النور/ 63 . 
فتنة الناس عن دينهم هي الإرهاب، بل هي أشد من الإرهاب؛ كما في قول ربنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)البقرة/ 191.
أحبتي وأخوتي وأعزتي أن  كلمة الفتنة مصطلح شرعي، فيُرجع إلى معرفة معناها إلى من يوثق بعلمه ودينه من أهل الاختصاص الذين ابيضَّت شعورهم في تعلُّم العلم وتعليمه، ليس كل فتنة مذمومة، فالدنيا التي امتنَّ الله بها علينا، فتنة ليعلم الشاكر من الكافر، فمن أدى حق الله فيما أعطاه، فقد نجا من فتنة الدنيا، ومن قصَّر في ذلك، فهو المفتون في الدنيا . 
الفتنة تكون محبوبة من جانب دون جانب؛ لما تؤول إليه من تميز حزب الرحمن من حزب الشيطان؛ كفتنة المنافقين الموجودين بينا . 
الفتنة تكون رفعة للمسلم، فالمصائب فتنة تكفَّر بها السيئات، وتُرفَع بها الدرجات . 
الفتنة سُنة الله في الخلق، باقية ما دام يوجد كفر ونفاق وإيمان .
أعظم الفتن وأشدها خطرًا: فتنة الناس عن دينهم، فالاعتداء على الدين أعظم جُرمًا من الاعتداء على النفوس .
أعظم دعاة الفتنة هم المنافقون؛ حيث يتستَّرون بدعاوى مختلفة، يفتون بها المسلمين عن دينهم . 
المنافقون يصفون المصلحين بدعاة الفتنة، وقد أخبرنا الله عنهم بأنهم سقطوا في الفتنة، فهم في وحل الفتنة يخوضون . 
من الفتن التي قد لا يتفطَّن إليها الكثير: فتنة المنافقين بصرف الناس عن دينهم، وتسويقهم للشر بزعم المصلحة وجمع الكلمة تارة، وبحجة وجود خلاف تارة أخرى . 
من الفتنة: ترْك إنكار المنكر، وعدم الاحتساب على الخارجين على الشريعة
من الفتنة، وإتاحة المجال للخارجين على الشريعة المنزلة بحجة التعددية . 
أخوتي، إذا حصل شك في شخص، هل هو من دعاة الفتنة أم لا، فانظر قربه من الشيطان وبُعده، فإمام المفتونين إبليس، فعلى قدر متابعته الشيطان، تحصل الفتنة لمتابعة، وعلى قدر بُعده عنه، يكون بعده عن الفتنة .وهنا لم ينفعنا إلا ما حثنا الله عليه هو : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران /103 . (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )104  .
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 105 . وهنا يجب أن نتحد ضد الخطر التكفيري في المنطقة مع دعاتهم ويجب علينا أن نتحد ونكون يداً واحدة وبالأخرى نبني ونسعى للخير وأرجو أن يفهم الجميع بأن المستعمرين هم رؤوس هذه الفتن وتحركها البترو دولار الخليجي وأبواقهم القلندرية المبطنة بالغدر والنفاق القومي وآل سعود وزمرهم التكفيريين ونحن نصحن الجميع بأن يعودوا للخير كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونكون شوكة في أعين الأعداء ومرة أخرى يداً بيد للتعاون والتآخي وحب الخير ودعم الدولة والجيش والحشد الشعبي وبارك الله بالجميع ولا تنسوا دعم المهجرين والأيتام والأرامل ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك وكل المنطقة إخواننا سوريا واليمن ولبنان والعراق ومصر ودعمهم واجب ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي منها نصيباً والمؤمنين والمؤمنات معاً والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم المحب 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : أعداء الدين ومثيرو الفتن هم المنافقون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net