صفحة الكاتب : عباس الكتبي

الحشد الشعبي ولادة من رحم القضية الحسينية..!
عباس الكتبي
إن للحسين في قلوب المؤمنين حرارة لا تبرد أبدا (حديث عن النبي صاوات ربي وسلامه عليه وعلى آله).
إن مصرع الحسين ـ عليه السلام ـ ترك أثرا بالغا، في نفوس الأئمة( عليهم السلام)، فترى ما من حادثة، تحدث لهم، إلاّ وتذكروا فيها مصيبة جدهم الحسين ـ سلام الله عليه ـ فألأمام زين العابدين( عليه السلام)، ما من طعام أو شراب قدم له، إلاّ وتذكر  ابيه الحسين عليه السلام وبكى، وظل على هذا الحال 35 عام، حتى عُد من البكائين. 
أو حادثة إحتراق دار الأمام الصادق عليه السلام، الذي يقول فيها: عندما رأيت عيالي تفر من النار، تذكرت حرق خيام جدي الحسين، وفرار عياله من النار. 
أو كما ذكروا، إن احد الأئمة عليهم السلام، مر بسوق الجزارين، فرءآهم يعرضون الماء على الكبش قبل ذبحه، فبكى عند مشاهدته المنظر، وقال: يعرضون الماء على الشاة والكبش، وإن جدي الحسين، يذبح عطشانا. 
وأخذوا يقيمون العزاء عليه، والرثاء فيه، حتى إن الامام الرضا عليه السلام، لا يُرى ضاحكا طيلة محرم الحرام، هكذا ربّى الأئمة عليهم السلام أتباعهم وشيعتهم، عبر التاريخ، على ذكر الحسين عليه السلام، وإحياء مصيبته، وإقامة العزاء عليه. 
إن هذه الحرارة التي في قلوب المؤمنين، على الحسين بن علي عليهما السلام، تنفخ فيها، وتؤجج نار الثورات على الظالمين والفاسدين، صرخة( هيهات منا الذلة)، لذلك نشاهد العديد من الثورات، بعد مصرعه عليه السلام، مطالبة بألاخذ بثاره، كثورة التوابين، وعقبتها ثورة المختار، وثوزة زيد بن علي، وأبنه يحيى، وغيرها من الثورات، التي كانت تحمل شعار الحسين، بل إن حتى العباسيين، نادوا بشعار( يا لثارات الحسين)..!
وهكذا توارثوا الشيعة( أيدهم الل… )، هذا المنهج من أئمتهم، ومن أسلافهم، فأخذوا يقيمون مجالس العزاء واللطم، على مصيبة أبا عبد الله الحسين عليه السلام، ولم ينقطعوا عن زيارته، التي أكدوا عليها وبشدة، ما لم تورد روايات بكثرتها في إمام غيره، وحثوا على زيارته مهما كانت الظروف والاحوال، كما توارثوا العمل الجهادي ضد حكام الجور، لأقامة العدل وإنصاف المظلومين والمستضعفين. 
والحشد الشعبي اليوم، في تلبيته لنداء المرجعية الدينية، وأستجابته للجهاد، وخروج الملايين من أتباع اهل البيت( عليهم السلام)، لنصرة الدين والمذهب والوطن، لم يأتي من فراغ، أو وليد صدفة، بل هو نابع من زيارة الحسين( عليه السلام) المليونية في أربعينيته، وتربية المنابر الحسينية، ومجالس العزاء والبكاء. 
هذا الأمر تنبه له، حكام الجور والفسق، فراحوا يحاربون الحسين عليه في شعائره، وفي زيارته، بل هاجموا قبره الشريف وأرادوا هدمه، عبر التاريخ، فالحسين يشكل تهديد لحكوماتهم، لانه عنوان:  للحرية ـ للأنسانية ـ للمظلومية ـ للمحرومية ـ للعدالة ـ للرحمة والرأفة بالضعفاء. 
ليس عجبا! من أن يتهم الحشد الشعبي، من صعاليك السياسة، والمهلوسيين بالطائفية، بشتى أنواع التهم، وتشويه سمعته، لأنه يدافع عن إمامه الحسين عليه السلام، الذي يمثّل تلك العناوين التي أشرت أليها قبل قليل، وليس عجبا أيضا..! من ان تغيّر، أسم عملية تحرير الأنبار، من لبيك يا حسين، الى لبيك يا عراق، وكأنّ الحسين خارج العراق! أو ليس كأنه ابن بنت النبي( عليها الصلاة والسلام)، أو كأنه ليس سيد شباب اهل الجنة الذي أخبر عنه جده..! العجب كل العجب من هكذا سياسيين في العراق..! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/04



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي ولادة من رحم القضية الحسينية..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net