صفحة الكاتب : عباس العزاوي

أول الغيث... كاتم
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعرض اعضاء القائمة العراقية في فترة الانتخابات السابقة ومابعدها  الى حملة تصفيات جسدية لم يتم التركيز عليها في الاعلام بسبب احتدام الصراع السياسي انذاك بين القوائم الكبيرة حول الانتخابات ونتائجها والاتهامات المتبادلة بالتزوير, هذه الظاهرة الغريبة والمثيرة بدات فصولها الواضحة بعد تصريحات الدكتور اياد علاوي حول محاولات اغتياله شخصياً  في جريدة الاهرام المصرية دون الاشارة الى الجهة المسؤوله عن المخططات المزعومة رغم ورود تبليغات رسمية له من الجانب الامريكي حسب قوله.
القضية كانت استهداف مباشر لرموز وشخصيات من القائمة بدون التطرق الى التفاصيل والملابسات التي اكتنفت عمليات الاغتيال ولانعرف السبب الحقيقي وراء صمت القائمة وعلى غير عادتها على هذه الظاهرة المهمة التي تمس الامن الشخصي لاعضائها وعدم مطالبتهم الحكومة بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة !...ومع ذلك لم يغفلوا في معرض حديثهم عن جرائم الاغتيال الاشارة الى ضعف الاداء الحكومي في الجانب الامني وتاخر تشكيل الحكومة. لكن السؤال الاهم, لماذا تم استهداف اعضاء هذه القائمة بالتحديد ومن الجهة المسؤولة عن ذلك ؟
 استهداف لم تشهده القوائم الاخرى بهذا الشكل الواضح والمريب وهذا يتضمن عدة رسائل منها ان القائمة العراقية مستهدفة لانها قائمة وطنية!! ..والغرض هو ابعادها عن العملية السياسية من خلال التصفيات الجسدية... يعني الجميع ضدها الحكومة والارهابيين والبعثيين في حين ان اغلب عمليات الاغتيال  تقع في مناطق يفترض ان اغلبيتها من المؤيدين للقائمة ورموزها لكن الغريب في الامر ان العمليات الناجحة اقتصرت على شخصيات غير معروفة وليس لها ثقل سياسي كبير فماذا يعني ذلك؟؟
 وربما كان هذا مبرر ناهض لقيادات القائمة للبقاء خارج العراق الى ان يتم استلام زمام الامور في البلاد حسب ماكانوا يخططون, اضافة الى انه سبب كافي لتوجيه اصابع الاتهام الى خصومهم ـ المالكي وجماعته ـ وسهولة تسقيطهم او اسقاطهم فيما بعد!! حتى لو لم يثبت اي دليل للشارع العراقي بضلوع الحكومة او ائتلاف دولة القانون في قضية الاغتيالات, الناطقين باسم القائمة لم يشر ايُّ احد منهم بشكل صريح او حتى بطرف خفي للجهة المسؤولة عن هذه العمليات ليتركوا للشعب الاستنتاج الطبيعي والمنطقي من معطيات الاحداث والصراعات القائمة بين الاحزاب.
الواقع ان الضحايا كانوا مجرد قرابين سياسية تم تصفيتهم ليكونوا ورقة براءة  بيد بعض الشخصيات المتنفذة من داخل القائمة العراقية... ليتم تصفية اعدائهم ـ اعداء العراقية ـ  جسديا او حتى سياسياً  ولكن ستكون اهدافهم او اهداف "القاتل المجهول بالكاتم" شخصيات مهمة لها وزنها السياسي وتاثيراتها الواضحة في تحديد مسار العملية السياسية كما حدث بالامس للسيد الشهيد على اللامي الرئيس التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة الذي سقط شهيداً برصاص المخادعة الوطنية المباركة.

كتموا انفاسه وصوته الوطني بدم  حاقد  اذناب واقزام البعث الفاشي وهو امر ليس بالغريب فهذا نهجهم  وطريقتهم المثلى في تصفية اعدائهم منذ تسلقوا كالقردة على مقاليد السلطة في العراق  1963 ... بل الغريب انهم انتظروا كل هذه المدة للقضاء عليه وهو يتجول دائما في بغداد وضواحيها بدون حماية تُذكر!!! مسؤول بهذا المستوى الرفيع والموقع الحساس بدون حماية حتى من شخص واحد!!!  امر يدعو للريبة واشكالية تحتاج الكثير من التوضيح من قبل حكومتنا الوطنية!!.
قال السيد ظافر العاني( أن مقتل رئيس هيئة المساءلة والعدالة ناتج عن سياسات الكراهية التي أدخلتها سياسات الانتقام والاجتثاث، فيما أعلن عن صفحه عن اللامي ومسامحته له وانه غير متشفي بمقتله. مشددا على أن الحادث يعتبر رسالة إلى السياسيين الذين مازالوا يماطلون بتنفيذ اتفاقيات أربيل!!!)
هل هناك تشفي وفرح اكثر من ذلك !!؟ وهل هنالك تهديد اوضح ياحكومة المالكي!؟ فلماذا تماطلون مع "اخوتكم" في المشاركة المشؤومة؟ هل ترغبون بالمزيد من كواتم الصوت على طريق محمد القاسم؟ ام مفخخات بوزن تفجيرات الاربعاء الدامي؟ ... ... فقد كان مصرع السيد علي اللامي اول الغيث ورسل القوم اليكم والبقية تاتي..
من جهة اخرى لم يكتم  حيدر الملا  فرحته ايضا بهذا الحدث المفجع للفقراء وضحايا البعث ووصفها بانها " رد فعل على الأعمال الانتقامية!!! التي قام بها  خلال الفترة الماضية"  فهل نحن مدركون حجم الحقد الذي تعتمر به قلوب القوم؟ ... ام مازال لدينا شك بنواياهم ومخططاتهم المستقبلية؟
 لو كان في العراق قانون صارم يحاسب المجرمين بغض النظرعن مكانتهم ومناصبهم السياسية!! لأستحق الملا والعاني المحاكمة على بث روح العداوة والبغضاء بين ابناء الشعب والتحريض على الارهاب , وارسال اشارات واضحة لمناصريهم الارهابيين لتصفية خصوم البعث في الحكومة, فتبريرهم وشرعنتهم العملية الجبانة التي طالت الفقيد اللامي دليل كاف لادانتهم! وفق الفقرة السابعة من الدستور العراقي الذي يقول ( يحظر اي كيان او نهج يتبنى العنصرية او ......., او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له.....).. فهل من رجل شجاع في حكومتنا يتبنى هذه القضية ضدهم؟!!
رحل علي اللامي ومن قبله محمد باقر الحكيم وعزالدين سليم وصالح العكيلي (رحمهم الله) وسيرحل اخرون بنفس الطريقة  وسنبكي عليهم كثيراً.... وسنمسح دموعنا بخرقة زيتونية فاخرة.. وننتظر الراحل الجديد وقبول التعازي " شكر الله سعيكم مولانا... وجعلها خاتمة السوء".... رحل علي عنا ... لاننا  لانحب الوطن ولانحب ابناءه الشرفاء المخلصين .. رحل لاننا مجاميع متنافرة واحزاب متصارعة تبحث عن مقعد هنا ومنصب هناك... رحل عنا لاننا انانيون وضعفاء, لم يمنحنا الحق صوته القوي الواضح ... ولم تمنحنا العدالة صرامتها في القصاص .......
 فلنستعد  أذن منذ الان لعمليات مشابه يومياً تطال الكثير من الشخصيات السياسية  المهمة وقيادات الجيش والداخلية خلال الفترة القادمة وسيكون في كل حادثة تبرير (تصريح)  مشابه من القائمة العراقية دون ادنى وجل اوحياء واحتجاج  خجول من الحكومة وقاتل مجهول الهوية والهوى سيختلف حول انتماءه واهدافه المحللون.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/02



كتابة تعليق لموضوع : أول الغيث... كاتم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net