صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

أرقام قياسية عراقية
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحقيق ألأرقام القياسية ليس بالأمر السهل ، ومسألة الحفاظ عليها يكون في غاية الصعوبة ، لكن في العراق تم تحقيق ارقاما قياسية فريدة جدا علاوة على الحفاظ عليها بشكل مستمر وقد يكون دائميا ، الارقام القياسية في العراق حققتها مؤوسسات الدولة المختلفة ومنها :
1 . وزارة الكهرباء العراقية تتربع في المركز الاول دون منافسة تذكر من خلال زيادة ساعات القطع ومنذ سنوات طويلة ، والحق يقال ان وزارة الكهرباء حافظت على ارقامها القياسية التي سجلتها في ساعات القطع الطويلة جدا ، وتحت مختلف الذرائع التي سأم سماعها المواطن ، علما ان كل دول جوار العراق تتمتع باستمرار التيار الكهربائي على مدار الساعة في الوقت الذي نمتلك اكثر مما يمتلكون من الموارد المالية ، فأين الخلل ؟
2 . القطاع الصحي بشكل عام متمثلا بوزارة الصحة ونقابة الاطباء والصيادلة وذوي المهن الصحية والرقابة الصحية ، سجل هو ألآخر ارقاما قياسية كبيرة جدا ، تلك الارقام تتمثل في عدد المستشفيات الرديئة ، والارتفاع الفاحش في اجور الاطباء في عياداتهم الخاصة والتي أصبحت أماكن لجمع الاموال الطائلة وبوقت سريع ، كذلك اسعار الادوية في الصيدليات الخاصة وكأنها دخلت في منافسة مع عيادات الاطباء من ناحية ألأجور ، ولايختلف ألأمر بالنسبة لعيادات الممرضين وعيادات التداوي والضمادات ، والتي اغلبها يعمل دون اجازة ممارسة المهنة ، بل ان عدد من عيادات التضميد اصبحت صيدليات مصغرة ، اما الرقابة الصحية فلقد سجلت رقمها القياسي المتمثل بغض النظر عن مئات باعة الادوية على الارصفة وهذا مالم يشهده بلد في العالم ، ناهيك عن الاغذية الفاسدة التي تغص بها الاسواق المحلية دون ادنى رد فعل من الرقابة الصحية ونادرا مانسمع انه تم منع المنتوج الفلاني من البيع في السوق المحلي لعدم صلاحيته للاستهلاك البشري .
3 . وزارة التربية العراقية أبت أن لاتسجل رقما قياسيا ضمن سلسلة الارقام المذكورة فكان لها رقما ممييزا في عدد المدارس الطينية التي تنتشر في عموم العراق ، علاوة على تردّي المستوى التعليمي بشكل كبير جدا نتيجة عدم اعطاء المادة حقها خلال الفصل الدراسي من قبل عدد غير قليل من المعلمين والمدرسين من اجل اجبار الطلبة على تلقّي الدروس الخصوصية عندهم ، مضافا لذلك انتشار المدارس ألأهلية بشكل كبير وهذا بحد ذاته كارثة من الكوارث التي عصفت بالواقع العلمي في العراق .
4 . وزارة التعليم العالي ايضا سجلت رقما قياسيا في عدد المناهج العلمية القديمة التي أصبحت لاتتناسب مع التطور العلمي الذي يشهده العالم لكنها تدرّس في الجامعات العراقية ، كذلك تتفوق وزارة التعليم العالي على نظيراتها في دول العالم من حيث رداءة المختبرات العلمية من اغلب الجوانب ، ناهيك عن نسب النجاح المتدنية ولكافة المراحل الجامعية على مستوى الدراسات الاولية والعليا .
5 . وزارة التجارة سجلت رقما لايستهان به وسيبقى خالدا في سجلاتها ذلك الرقم يتمثل في حجب اكبر عدد من مفردات البطاقة التموينية عن المواطنين وتحت مختلف الذرائع ، مضافا لذلك الصفقات الخاصة بجلب الشاي الملوث بذرات الحديد وحليب الاطفال الفاسد ، لكن في ذات الوقت يتم استيفاء كامل مبلغ مفردات الحصة التموينية من المواطن حتى لو استلم مادة واحدة فقط ! فما هو التبويب القانوني لأستيفاء تلك المبالغ ؟ وهل تعلم وزارة التجارة انها ساهمت بشكل فعال في زيادة اسعار المواد الغذائية في السوق المحلي بشكل كبير من خلال تعثر العمل بنظام البطاقة التموينية وعدم أيفاء الوزارة بوعودها التي تطلقها بين الحين وألآخر والمتمثلة بتحسين تجهيز مفردات البطاقة التموينية لكن الوعود ظلت حبرا على ورق واستمرت البطاقة في تعثرها الدائم .
6 . وزارة الهجرة والمهجرين سجلت رقما قياسيا في قلّة عدد المعاملات المنجزة والخاصة بعودة المغتربين العراقيين ، ولا نعلم متى سيتم انجاز كافة المعاملات ؟ ولاندري كيف سيتمكن المغترب من العودة الى ارض الوطن في ظل الاجراءات المترهلة جدا التي تتخذها وزارة الهجرة والمهجرين ؟ علما ان المغترب في كافة دول العالم عندما يعود الى وطنه يجد مايمكنه من مزاولة حياته بشكل طبيعي ، وفي مصر على سبيل المثال فأن المغترب الموظف عندما يعود الى وطنه يحصل على كافة استحقاقاته الوظيفية من حيث الترقية والترفيع أسوة بأقرانه المستمرين بالخدمة ، لكن الموظف العراقي حين يغترب فأن أول شيء يفصل منه هو الوظيفة .
7 . وزارة الصناعة سجلت رقما خرافيا وليس قياسيا فحسب في قلة الصناعات العراقية علاوة على عدم جودتها ان وجدت ، أغلب المصانع الحكومية متوقفة عن العمل لسبب أو لآخر ، بحيث أصبح العراق من أوائل الدول المستهلكة في العالم ، ولا نعلم لماذا لا تأخذ وزارة الصناعة على عاتقها مسألة تأهيل كافة المصانع المتوقفة ؟ وبذلك ستستقطب اعدادا كبيرة من العاطلين عن العمل ، ألأمر الذي سيساهم في انتعاش الواقع المعاشي للفرد العراقي .
8 . وزارة الزراعة هي الاخرى لن تكترث بالواقع الزراعي الذي يسير في خط بياني تنازلي وبشكل متسارع ، ولو اردنا احتساب المساحات غير المزروعة من الاراضي الصالحة للزراعة فبلا شك سنجدها ارقاما خيالية جدا .
9 . هيئة التقاعد الوطنية سجلت رقما قياسيا في مصادرة رواتب اكبر عدد من المتقاعدين الذين لن يتمكنوا من انجاز معاملاتهم التقاعدية خلال فترة التقادم التي ناضلت هيئة التقاعد من اجل ان تجعلها سنة واحدة بدلا من خمسة سنوات وتم اقراراها في قانون التقاعد النافذ حاليا ، علما ان سببب تأخير انجاز تلك المعاملات يعود الى الاجراءات المترهلة والبدائية التي تتبعها عدد من الدوائر ذات العلاقة ومن ضمنها هيئة التقاعد نفسها .
10 . رجال المرور سجلوا رقما قياسيا في غض النظر عن مخالفات سيارات الاجرة نوع ( كيا ) لكنهم يسارعون الى محاسبة سائق نسى ان يضع حزام ألأمان ، ولانعلم ماجدوى الحزام ؟ في شوارع تغص بالاختناقات المرورية في اغلب الاوقات نتيجة غلق عدد كبير من الشوارع الرئيسية والفرعية ألأمر الذي يجعل سرعة السيارة محدودة في اغلب الاوقات ، كذلك سجل رجال المرور رقما قياسيا في غض النظر عن اصحاب المحلات الذين يركنون سياراتهم امام محال عملهم منذ الصباح حتى وقت اغلاق المحلات ، وفي ذات الوقت يسارع رجل المرور لمحاسبة سائق يروم التوقف لفترة قصيرة جدا لشراء حاجة معينة من هذا المحل أو ذاك .
توجد ارقاما اخرى سجلتها سائر المؤوسسات العراقية ، لكن ماذكرناه يمثل المعاناة الحقيقية التي ترهق المواطن العراقي الذي اصبح يعيش حالة من اليأس في ظل وضع مزري وواقع مؤلم يتوجب عليه القبول به شاء أم أبى ! علما ان تلك ألأمور ليست مستحيلة ولاتحتاج الى معجزات وممكن تحقيق طموحات الشعب العراقي التي لاتتجاوز مسألة تقديم الخدمات اللائقة ، ممكن تجاوز تلك ألأمور لو تظافرت الجهود من اجل الارتقاء بالواقع الحالي الى افضل المستويات ، وهذا يتحقق حين تكون نظرة المسؤول للمنصب بأنه مكانا لخدمة الشعب وليس التسلط عليه .
khalidmaaljanabi@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/03



كتابة تعليق لموضوع : أرقام قياسية عراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net