صفحة الكاتب : د . طالب الصراف

التآمر على ارادة المرجعية الشيعية
د . طالب الصراف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد انهيار الدكتاتورية في العراق نتيجة للضربات الماحقة من قبل دول التحالف بقيادة القوات الامريكية سنة 2003, ولابتعاد ابناء الشعب العراقي عن الدفاع ومساندة نظام دكتاتوري جائر بحق شعبه. ذلك النظام الصدامي العنصري الطائفي الذي كان سببا في استشهاد مئات الالاف من خيرة ابناءه نتيجة للتعذيب والاعدامات داخل سجون الرعب والارهاب او بسبب الحروب مع دول الجوار, اذ جعل الشرفاء من ابناء العراق يرفضون مساندته والوقوف معه, وقد سهل ذلك عن معرفة وكشف قدرة الدكتاتور صدام الحقيقية للمحتل التي كانت اوهى من خيط العنكبوت, فبعد ارتفاع الستار وانتهاك الحجاب عن معرفة ضعف حكومة صدام ونتيجة لتخلي الشعب عنها وهنت عزيمتها واستسلمت للمحتل دون مقاومة تذكر. وهنا حاولت قوات الاحتلال وخاصة بعد ان استلم (بريمر)ادارة الحكم ان تفرض قوانين واوامر تعارض المصلحة الوطنية والدينية للشعب العراقي مما حدى بالمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف في الوقوف بصلابة امام خطط المحتل. وحين ذالك ادركت الادارة الامريكية وحلفاءها ان الهيمنة على العراق والتصرف بمقدراته ليس بالهيّنة وانها من الصعوبة بمكان ان تفرض قوانين تعارض الشريعة الاسلامية والطقوس الاجتماعية وخاصة بوجود مرجعية دينية في النجف الاشرف تحرص على مصلحة ابناء العراق وبقية المسلمين في ارجاء المعمورة. ومن هنا بدأ التآمر على اضعاف دور وارادة المرجعية لما لها من موقع ديني واجتماعي بين كافة طبقات المجتمع العراقي, وخاصة للذين يؤمنون بان التقليد واجب شرعي يلزمهم بالاخذ باراء مرجع التقليد, هذه من جهة ومن جهة اخرى لكون المرجعية اشد حرصا على الاستقامة وابصر الناس بعواقب الحوادث التي يمر بها العراق الذي ينوء تحت حمل ثقيل من الفساد السياسي والمالي والاداري الذي شاركت في تكريسه المخابرات الامريكية والصهيونية والعائلة السعودية منذ الحرب على الجمهورية الاسلامية والى يومنا هذا لاسباب عديدة معروفة ذكرناها في مقالات سابقة لايسع المجال الى تكرارها.

وقد كانت قوى الاحتلال تعتقد ان القوة بيدها وان الاوامر اوامرها وسوف لاتوجد قوة ردع تواجه المحتل بعد هزيمة صدام وحزبه المقبور,وان الاوامر والقوانين من اختصاصها وليس من شأن الاخرين الا انها واجهت التصدي منذ يوم السقوط من قبل مرجعيتنا الرشيدة موضحة ان للشعب العراقي مصالح عامة لايجوز التفريط بها مما جعل دولة الاحتلال ان تفكر بوسائل اخرى رخيصة تضعف فيها من دور المرجعية, ومن بين هذه الوسائل استخدام مركز مجلس الوزراء العراقي باعتباره حصة الاكثرية الشيعية وزج بعض انصارها داخل هذا المجلس ان لم يكن جواسيسها سواء كانوا شيعة ام سنة او اكراد فهذا الصنف من الناس موجود بكل طبقات الشعوب واين ما كان في انحاء العالم, فاجهزة المخابرات العالمية تضرب باطنابها في كل ارجاء المعمورة مدعومة بالمال السعودي وافكارالتزندق الوهابي الصهيوني, وكذلك في الرئاسات الاخرى كرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب وقد اشار الى ذلك الكثير من النواب والمسؤولين الاكثر اخلاصا عربا او اكرادا سنة او شيعة. وفعلا بدأ البعض من هؤلاء الموالين لما هو غير عراقي والمعادين للمرجعية ببث سمومهم بين الناس؛ من تسفيه لموقع المرجعية واراءها وان السياسة ليست من اختصاصها وعليها ان تبقى مقتصرة على العلوم الشرعية. واذا استسلمنا لهذا الشعار الذي يعترف بقدرات واختصاص وفهم المرجعية بالامور الدينية, نقول ان هذا اعتراف من قبل الاعداء بقدرات وفهم المرجعية للعلوم الدينية والفلسفة وعلوم اللغة والتأريخ وعلم المنطق والمنهجية والاستدلال ولكن هل يوجد واحد من هؤلاء الذين انتقدوا المرجعية ومن ساداتهم ممن تبوؤا المناصب السياسية من يفهم بالامور السياسية او حتى الاخلاقية؟ فقد وصلت سرقاتهم من اموال الشعب العراقي بكل طبقاتهم ومذاهبهم وقومياتهم الى بنوك البلدان الاوربية ودول الخليج.

وليذهبوا ويقارنوا انفسهم بالمرجعية التي لاتملك من حطام الدنيا سوى التقوى والزهد وتسكن ببيوت بسيطة بنيت منذ مئات السنين وبايجارات زهيدة وحياة معيشية تتصف بالتقشف والكفاف ليتعلموا منها العدل بين الناس والحفاظ على اموال الشعب ومصالحه. وقد تضمنت هذه الخطة المعادية التي هدفها النيل من المرجعية الواعية اجندة تهدف الى اضعاف الترابط بين المرجعية واتباعها بمراحل متعاقبة ومنظمة وجندت لذلك قوى التآمر ووسائل الاعلام الرخيصة منذ ان طالب الامام السيستاني (رعاه الله بعنايته) ان تكون هنالك انتخابات ديمقراطية في العراق التي عارضتها ادارة (بريمر) الامريكية في وقتها الا ان السيد السيستاني اصر وشدد على ذالك مما دعا وسائل المخابرات الامريكية والصهيونية والسعودية بتوجيه الدعوات الى معارضي اطروحة السيد السيستاني, وبدأ هذا الصف المعادي بطرح شعارات معاكسة ومضللة لما ارادته المرجعية منها: ان العراق يحتاج الى رجل قوي كصدام المجرم وان الديمقراطية لاتعمل ولا تشتغل في العراق ويجب ابعاد الدين عن الدولة والهلال الشيعي "والصفويين" كل هذه الشعارات التي اغلبها اعطت نتائج معكوسة ولغير صالح من رفعها بجهود الشخصيات الاعلامية المخلصة والنزيهة واصحاب الكلمة الشريفة وانتصار الحق على الباطل, فكانت بداية كل تلك الشعارات والنشاطات المعادية لمصلحة الشعب العراقي تنزل الى الشارع العراقي منذ ان اعلن السيد السيستاني الالتزام بالديمقراطية كحل لتشكيل الحكومة في العراق, وما موقف طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية الذي كان سببا في تأجيل الانتخابات الا مثالا واضحا للمواقف المعادية للمصلحة العامة وحلقة من حلقات التآمر على نهج المرجعية, وما التشكيلة المريبة التي ظهرت منها القائمة العراقية والدفع بها الى الامام لتتصدر القوائم الاخرى بعملية مفبركة وما ازمة تشكيل الحكومة بعد سبعة اشهر من الانتخابات الا الدليل الواضح على التدخل من قبل الثالوث المذكور اعلاه. وبعد ان فشلت هذه المحاولات استبدلت بمحاولات اكثر دناءة من سابقاتها وذلك باعطاء الضوء الاخضر للعملاء الوهابيين بالتهجم بكلمات رخيصة وبذيئة للنيل من المرجعية الاسلامية في العراق كما هو الحال عندما استخدم العريفي كلمات قذرة تتناسب مع تربيته واخلاقه يهاجم بها امام الامة السيد الشريف الحسب والنسب النبوي الامام السيستاني, وقبل العريفي هيئة رجال المنافقين الوهابين التي اصدرت فتوى بتكفير الشيعة وكذلك بقية مشايخهم الزنادقة امثال صالح اللحيدان والكلباني.

ان هذا الثالوث المتآمر على المرجعية يريد وزراء للعراق كوزيرالدفاع السابق حازم الشعلان الذي سرق المال المخصص للدفاع والحفاظ على ارواح ابناء الشعب العراقي وذلك بشراء تجهيزات ومعدات للعاملين لحفظ الامن العراقي, يريد هذا الثالوث وزيرا للكهرباء امثال ايهم السامرائي الذي سرق مئات الملاين من الدولارات التي كانت مخصصة لتجهيز الشعب العراقي بالطاقة الكهربائية والذي لايزال يعاني من انقطاع التيار الكهربائي الى درجة مخزية اثناء حر صيف وهجير قيظ لايرحمان, وكل هذا وترى الوزيرين وامثالهما يصولان ويجولان في شوارع اوربا وامريكا التي حملت ايهم السامرائي على جنح الظلام بطائرة الى اراضيها لتقاسم الغنائم. فمن امثال هذه النوعية يبحث وينتقي هذا المثلث وزراءً للتآمرعلى المرجعية بواسطة هذه النوعيات التي خانت الله والوطن لتدير دفة الحكم بالعراق ولكنهم ليعلموا ان مآمراتهم على المرجعية لم يزيدها الا الايمان بالله ورسوله وال بيته وسوف تكون قرارتها في وقتها فاصلة لتخرس الباطل وترفع صوت الحق الذي يقف مع الذين استضعفوا في الارض في كل زمان ومكان والى يومنا هذا.

أن المسلمين المؤمنين بالمرجعية يعتبرونها اختيار الله سبحانه اذ يكتنفها العدل والعلم والورع فكل خطواتها مدروسة ومحسوبة بدقة ولا تخطو الا عن علم بما ينفع الناس ويبعد الضرر عنهم, وهي تعرف وتدرك جيدا ان هنالك مخطط مرعب ومخيف يواجه العراق وتحاول بكل ما لديها من حكمة ان تبعد العراق من شر مخطط المثلث الشيطاني الذي لايدركه الا الراسخون في العلم. نعم ان المرجعية طالبت بكل ما ينفع العراق فهي التي طالبت بالانتخابات بعد سقوط الدكتاتور صدام, والمرجعية هي التي اصرت ان يكتب الدستور بايادي عراقية منتخبة من قبل الشعب العراقي والمرجعية هي التي طالبت بالقائمة المفتوحة والمرجعية هي صمام الامان لكل الازمات التي واجهت الشعب العراقي كالجريمة التي حدثت للمقدسات في سامراء, وكذلك المواجهة بين جيش المهدي مع الامريكيين في النجف والوقوف بحزم امام كل من يعمل على تأجيج الصراعات الطائفية والعنصرية فكانت فعلا صمام امان للحفاظ على ارواح العراقيين وممتلكاتهم واعراضهم. واليوم ترى المرجعية الرشيدة نفسها ملزمة بان تتدخل في حل المعضلة الوزارية التي كان وراء تعقيداتها مثلث الغدر والتآمر على الشعب العراقي, فقد اشارت صحيفة الكارديان اللندنية بتاريخ 6-8-2010 الى ما ذكرناه تحت عنوان (رسالة اوباما الشديدة الحاجة لآية الله العراقيObama's desperate letter to Iraqi ayatollah ), الا ان قيادة المرجعية لم تهزها الاسماء ولا عناوين الوظائف والمناصب الحكومية فهي اكثر سموا ونبلا من ذلك, ولا تستطيع قوة غير قوة الله سبحانه ان تدفعها وتحثها بالقدوم للاخذ بقرار تتحق فيه المصالح العامة للناس, فهي لا تأخذ الا بقرارات تراها مفروضة عليها من الله لاغير وهي لاتزال تراقب وتتابع الاحداث وتحلل لتستنتج ثم تصرح حين ترى الحاجة للتصريح ووضع النقاط على الحروف لتغلق الباب على المتربصين بالعراق, عراق علي بن ابي طالب(ع) ذوالتربة الطاهرة التي سفكت عليها دماء ابي الشهداء الحسين بن علي(ع).

ورغم كل الظروف القاهرة التي مرت بها المرجعية الشيعية منذ استشهاد الامام علي(ع) والى يومنا هذا الا انها بقيت صامدة مؤيدة من الله سبحانه ومن قبل تابعيها وانصارها اينما تهاجر من ظلم وتعسف الحكام ملتزمة بنهج ووصايا الأئمة وتعليماتهم للحفاظ على ديمومتها وحياة مقلديها كوصية الامام جعفر الصادق (ع):"شيعتنا كونوا لنا دعاة صامتين" ومن هنا نرى ان أئمة الحوزة الدينية في النجف الاشرف قد حافظت على حياة ومعادلة ديمومة كيان وقوة المرجعية واتباعها وقد اعترف الاعلام الغربي بذلك قبل الغزو للعراق فقد جاء في موقع حقائق الاديانReligious Fact تحت عنوان (النجف,العراق:المدينة المقدسة للشيعة المسلمين)Najaf,Iraq: Holy City of Shi'a Islam :"لقد كان نظام صدام في حالة ريبة وشك من الشيعة في النجف وقد قام بتدميرها في سنة 1991 بوحشية من قبل جيشه وقواته العسكرية ثم بدأ بعد ذلك باعدام واغتيال قياداتها الدينية ووضع الكثير منهم في السجون ...". ورغم بطش الدكتاتور صدام والتعسف الذي لاقاه معظم قادة الحوزة الدينية في النجف الاشرف قبل الانتفاضة الشعبانية الذي بلغ اعدام واغتيال قيادات متميزة من الحوزة العلمية امثال السيد محمد باقر الصدر في نيسان 1980 وبقية المجتهدين الذين كانوا منارة علم للاسلام والمسلمين, وقد ازداد هذا القتل والتنكيل بعد الثورة الايرانية سنة 1979 التي هزت المنطقة وقلبت المعادلة الامبريالية في المنطقة وارتعدت فرائص الحكومات والحاكم في العراق الدكتاتور صدام وبعض حكام دويلات الخليج وخاصة السعودية الوهابية واسرائيل وفشل المخابرات الامريكية في الحفاظ على الشاه.
ومن هنا بدأ هذا المثلث التآمري على المنطقة بطرح شعارات الرعب والترهيب كمقولة :تصدير الثورة الايرانية والهلال الشيعي وولاء الشعب العراقي للجمهورية الاسلامية في ايران وان منابع النفط كلها باراض يقطنها الشيعة وقد يأتي اليوم الذي تكون الدولة الشيعية اغنى دول العالم وواحدة من اقواها وغيرها من الشعارات التي تقوض مضاجع الحكام الدكتاتوريين في الوطن العربي , ثم بدأت حملت الضغط والتنكيل بالحوزة العلمية وانصارها ورموزها وتهجير خيرة المثقفين والتجارمن ابناء الشعب العراقي, كل هذه الاعمال الاجرامية مدعومة بمخططات منظمة المخابرات الامريكية سي آي أي وعلاقات دك جيني بصدام وزياراته المتكررة الى العراق. والذي يبدو ان اكتشاف سر الثورة الايرانية وقوتها نتيجة لوجود قيادة دينية حوزوية التفت حولها الجماهير الملتزمة بحب ال بيت النبي محمد(ص), ومن هنا فكر مثلث التآمر بالمنطقة باضعاف مركز المرجعية في النجف والقضاء عليها تفاديا من حدوث ثورة اسلامية اخرى في العراق, وبدأت الخطة التآمرية تعتمد على نظريات واجندات من جهة وتطبيقات عملية من جهة اخرى, ففي الوقت التي سخرت المعاهد والجامعات والمراكز الدراسية في التركيز والتكثيف من معرفة وفهم ودراسة الفكر الشيعي وكذلك العلاقة ما بين المرجعية واتباعها منذ تأسيسها وكذلك نقاط التشابه ما بين المرجعية في ايران وشقيقتها في العراق والمناطق الاخرى. وقد خصصت لتلك الدراسات والبحوث الملايين من الدولارات ولا تزال هذه المؤسسات تبحث وتدرس اسباب قوة وديمومة المرجعية الشيعية وعلى سبيل المثال ما نشرته جريدة الاندبندنت البريطانية في اذار 2004 تحت عنوان :"آية الله العظمى علي السيستاني: الوجه الحقيقي للقوة في العراق".Grand Ayatollah Ali Sistani:The real face of power in Iraq. بقلم المحرر بول فَليلي Paul Vallely آذار 2004 وقد اوضح وقارن الكاتب نشاطات واعمال المرجعية في النجف مع غيرها من الذاهب الاسلامية فعلى سبيل المثال يذكر الكاتب :"ان المذاهب السنية اغلقت باب الاجتهاد منذ اكثر من 1000سنة بينما بقي عند الشيعة مفتوحا لمعالجة المسائل المستحدثة والمستجدة, ثم استمر الكاتب في المقارنة بضرب الامثلة المعاصرة ثم كيف ان المرجعية الشيعية لها قدرة التحاور مع الغرب بينما لايمكن توقع مثل هذا عند المتطرفين السنة كجماعة طالبان والقاعدة والوهابيين في السعودية."ثم يضيف الكلتب كيف :"ان المرجعية الشيعية تقدم الخدمات للناس؛ من بناء مدارس وجوامع ومستوصفات وبقية المراكز الاجتماعية المدنية لما يصلها من حقوق مالية."وقد تطرق الكاتب ايضا الى كيفية وضع العراقيل امام الديمقراطية الحقيقية التي نادى بها الامام السيستاني حيث لاتزال قوي الاحتلال بالتعاون مع المخابرات الصهيونية والسعودية الوهابية تفرض قوانين وشعارت غرضها وضع ابناء العراق في دوامة يصعب الخروج منها فهي التي شجعت والزمت العاملين تحت المظلة السياسية بالمحاصصة السيئة الصيت من اجل استحالة استمرار الخطوات الديمقراطية التي نادت بها المرجعية. ان هذا الراي لاينبو عن تحيز او ضغينة اتجاه الحكومات الامريكية وانما هذا ماكتبته وناقشته العقول السياسية والاكاديمية الامريكية نفسها, فقد كتب البرفسور Stephen Zunes تحت عنوان (فرق تسد: الدور الامريكي في العنف الطائفي في العراق)في حزيران 2006 الذي ذكر:" ان هنالك شخصيات رئيسية في وزارة خارجية الحكومة الامريكية برئاسة جورج بوش الابن الذين يشكلون فريقا مسؤولا عن توجيه السياسة الامريكية يتألف من؛ David Wurmser و Richard Perle وDouglas Feith الذين توقعوا؛ ان العراق بعد صدام سيتمزق الى اجزاء لاسباب طائفية وانشقاقات اخرى وهم يطالبون حكومة الولايات المتحدة الاسراع بهذا الانهيار الذي لابد منه. وبدأت الحكومة الامريكية توجه اللوم الى الصراع الطائفي ولكنها هي التي تهيج الكره الطائفي السني-الشيعي في العراق ليصبح مؤثرا, ثم تقوم المخبرات الاجنبية باتهام الضحية." وتقوم شخصيات المحافظين الجدد بتمزيق الشرق الاوسط الى طوائف وقوميات ودويلات صغيرة تسمياتها كثيرة: كالعرب السنة والدروز والعرب الشيعة والمارونيين والوهابيين وغيرها من الاسماء في الادارة الامريكية والصهيونية والسعودية التي مصلحتها تمزيق البنية الاجتماعية في العراق واليمن ولبنان والسودان وغيرها من الدول الاسلامية الاخرى.

الا ان حزم ووعي المرجعية الشيعية في العراق ووقوفها مع الشعب العراقي هو الذي اوقف كل الخطط التي ترمي النيل من العراق وشعبه, وان الحملة الاعلامية التي شنتها اقلام مسمومة على الاكثرية في العراق ما هي الا عميلة رخيصة تحت شعارات طائفية قومية عربية شيفونية للنيل من الاكثرية الساحقة المسحوقة في العراق وكانت هذه الحملة الاعلامية ولا تزال سببا مهما من اسباب الفوضى في البلاد. وقد انتبه المفكرون والكتاب الاجانب الى ان اتهامات الملوك والزعماء العرب للشعب العراقي ومرجعيته الدينية وبانهما تحت تأثير الجمهورية الاسلامية هو العكس تماما فان المرجعية الشيعية في العراق هي صاحبة التأثير على الشعب الايراني في اغلب العصور التي مرت بها المرجعية حتى في اصعب واشد وأمرّ الحقب كفترة حكم الدكتاتور صدام حيث مرجعية اية الله العظمى الحكيم حتى 1970 ثم الخوئي الى السيد الامام السيستاني ادامه الله فكان اغلب ابناء الشيعة في العالم يتجهون الى هذه الاساطين من المرجعيات الدينية . وقد اشار ديفد ورمزر David Wurmser في كتابه (تحالف الطغاة المستبدين Tyranny`s Ally ) الى ان التأريخ يشهد على ان تأثير المرجعية في النجف على ايران كبير جدا وليس العكس كما يزيفه البعض وان طريق العلوم والاصلاح من النجف مدينة الامام علي بن ابي طالب (ع) الى الجمهورية الاسلامية. وفي الحقيقة هنالك تقارب بين الشعبين العراقي والايراني اكثر من بقية الشعوب وذلك لامور عدة اهمها حب ال بيت رسول الله (ص) وكون الشعبين جارين على اطول حدود ما بين العراق والدول المجاورة الاخرى بعربه في الوسط والجنوب من حدوده واكراده في الشمال. وقد كانت ايران من اهم المراكز للاجئين العراقين ايام الطاغية صدام لكل طوائفه وقومياته, وكذلك توجد علاقات تأريخية قديمة جدا بين القطرين الشقيقين وما قدمته ايران من شتى العلوم لخدمة الاسلام والمسلمين بكل طوائفه ومذاهبه حيث معظم علماء المسلمين اما من ايران او من اصول ايرانية منذ سلمان الفارسي مرورا بالدولة الاموية ثم العباسية والعثمانية الى يومنا هذا, وقد قال نبي الرحمة والاسلام محمد (ص) كما جاء في مقدمة ابن خلدون:"لو كانت العلوم في السماء لتناولتها ايادي من بلاد فارس." وهاهي الجمهورية الاسلامية اليوم واحدة من اقوى الدول من حيث التصنيع والعلوم والاقتصاد بل الاهم من ذلك هو الايمان بالله ورسوله والتعلق بحب ال بيت النبي (ص).
ولم ياتي هذا الحديث النبوي اعتباطا وانما هو تكملة للاوامر الربانية التي اشار اليها القرأن لتشجيع كل الامم التي انضوت تحت راية الاسلام للمثابرة والبحث في العلم والمعرفة, وكذلك ما ورد عن الامام علي بن ابي طالب(ع) في كتاب نهج البلاغة الذي لم تمر فيه خطبة لانصاره او وصية لولاته الا وذكر فيها العلم والعلماء ومن اقواله: "اذا ارذل الله عبدا حظر عليه العلم." وان امام المتقين لايحث على العلم ودراسته فقط وانما التعمق والغور فيه, فحين جعل الامام العدل احد دعائم الايمان وان اقسام العدل اربعة: اهمها العلم ثم تحدث عن:"غور العلم... فمن فَهِمَ عَلِمَ غور العلم, ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحُكم..." أي ان الذين أمنَّ اللهُ عليهم بالعلم سواء كانوا افرادأ كمرجعيتنا الفاضلة او حكومة كما هو في الجمهورية الاسلامية فلايحتاج هؤلاء الذين منَّ الله عليهم بالغور بالعلم الغزير بالعودة لحكمة الاخرين بل اللاخرين يحتاجون الى علم هؤلاء العلماء والدول. ولهذا يصعب التآمر على مثل هؤلاء العلماء والدول التي حصنها الله بالعلم والمعرفة والتقوى والايمان مهما كانت الاجندات ووسائل الاعلام والمؤامرات التي تبنتها الامبريالية العالمية ضد ايران منذ الثورة الاسلامية, ومثلث المخابرات العالمية والصهيونية والسعودية الوهابية ضد العراق ومرجعيته الدينية بعد سقوط الدكتاتورية سنة 2003 بفترة وجيزة وخاصة بعد نهاية سنة 2004 وذلك بشن حرب عليها سواء بصرف المال السعودي او باعمال مخابراتية صهيونية او بحرب نفسية ولكن والحمد لله ان المرجعية الشيعية في النجف الاشرف واعية لكل هذه الخطط والمخططات وهي اكثر علما ومعرفة بكل هذه التحركات حتى الخفية منها كالحرب السايكولوجية فالمرجعية هي التي هدأت ردود الفعل القوية التي كادت ان تؤدي بارواح الآلاف من ابناء الشعب العراق اثناء تفجيرات المرقدين الشريفين في سامراء التي خططت الايادي الاجنبية والسعودية الوهابية لذلك الحدث, الا ان المرجعية الرشيدة عالجة ذلك الحدث بحكمة ومعرفة وعلم سايكولوجي وذلك باعلان الحداد لمدة سبعة ايام وحرمت الاعتداء والثأر وطالبت باحتجاجات مدنية لكي يتنفس الغاضبون الصعداء وترويح انفسهم بدلا من الغليان الذي يؤدي الى سفك الدماء, ومرجعيتنا تعرف اليوم جيدا ان هنالك حرب سايكولوجية منذ الانتخابات الاخيرة المقصود منها الاستسلام للأملاءات الخارجية التي يقودها مثلث الحقد والتآمر بدعم المال السعودي,ولكن هذه المرجعية التي تنصر الله ورسوله وال بيته تؤمن ان من ينصر الله ينصره كما جاء في محكم كتابه العزيز:"يا ايها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم." صدق الله العلي العظيم.

د.طالب الصراف
18-09-2010 لندن
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طالب الصراف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/18



كتابة تعليق لموضوع : التآمر على ارادة المرجعية الشيعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net