صفحة الكاتب : صباح الرسام

الخوئي والسيستاني وشعبان في تاريخ العراق
صباح الرسام

 شهر الافراح التي يحتفل فيها المسلمين عامة والشيعة الجعفرية خاصة بمناسبة ولادات الائمة الاطهار ففيه ولادة ابو الأحرار الامام الحسين وولادة ابنه علي السجاد وولادة اخيه العباس عليهم السلام ، كما ان ولادة الامام الحجة القائم محمد ابن الحسن المهدي عج تعتبر من اهم المناسبات التي يحتفل فيها الموالين لآل بيت المصفى ع , هذا من الجانب العقائدي والروحي ، ولهذا الشهر ايضا خصوصية كبيرة لوجود انعاطفتين مهمتين في تاريخ العراق ، وهاتان الانعطافتان اللتان حدثتا في شهر شعبان المبارك كانتا بقيادة المرجعية الدينية العليا ، الاولى كانت في عام 1991 عندما ثار الشعب العراقي وحرر 14 محافظة من سيطرة النظام الصدامي ، وكانت للمرجعية العليا وقفة بطولية عندما تصدى زعيم الحوزة العلمية المرجع الديني الأعلى السيد ابو القاسم الخوئي لقيادة الانتفاضة الشعبانية المباركة ، وبات سقوط النظام الصدامي قاب قوسين او ادنى ، لو لا مساعدة الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت للنظام باستخدام الطائرات واستخدام الاسلحة المحرمة ، وقمع الانتفاضة وقتل مئات الالاف ودفنهم في المقابر الجماعية ، والقي القبض على زعيم الطائفة المرجع الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي ، وفي مسرحية تم عرضها على التلفاز جلوس الطاغية صدام مع السيد الخوئي ، لإيهام الناس انه يحترم السيد الخوئي الذي مثل الشجاعة خير تمثيل عندما سأله الطاغية صدام ، كيف حالك كي هي صحتك ؟؟؟ فكانت اجابته انا قريب من الموت والموت قريب مني ، ويقصد لا اهتم ان وقعت على الموت ام وقع الموت عليَ ، وعندما سأله عن الثوار ، اجابه هؤلاء غوغاء ، ولغباء السلطة انذاك وعداءها للثقافة ظنت ان كلمة غوغاء اهانة او مثلبة ، فظلت تسميهم غوغاء فترة طويلة ، وبعدها علموا ان كلمة غوغاء تعني ثورة الفقراء على الظلم او الثورة الغير منتظمة ، وعندما عرفوا بحقيقة كلمة الغوغاء تعني مدح الانتفاضة الشعبانية منعوا كل من يطلق هذه التسمية ، فاطلقوا على ثوار الانتفاضة تسمية المخربين وصفحة الغدر والخيانة ، كم كان السيد الخوئي عظيما وشجاعا وهو يمدح الثوار امام الطاغية وهذا موقف بطولي للمرجعية الدينية العليا في النجف ، وكانت الانتفاضة الشعبانية انعطافة كبيرة في تأريخ العراق ، فقد أظهرت شجاعة العراقيين ، وكسرت حاجز الخوف واضعفت النظام .
والانعطافة الثانية والتي كانت في شهر شعبان ايضا ونحن نعيش ذكراها والتي احيا العراقيون الذكرى السنوية الاولى لها ، وهي فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني ، بوجوب جهاد تنظيم داعش الارهابي الذي انتهك الارض والعرض وقتل الناس وهدم المعالم الأثرية والدوائر والدور وقتل الحياة ، واوشكت بغداد على السقوط والشعب فقد الأمل ، بسبب عجز وتقصير الحكومة التي دمرت المؤسسات الامنية كافة وفي مقدمتها الجيش العراقي الباسل ونشرت الفساد في دوائر الدولة ، الكل يائس الكل يترقب بدهشة ، ويتسائل كيف تسقط اربع محافظات واجزاء من بغداد وكركوك بهذه السرعة ؟ الكل كان يظن ان بغداد ومحافظة بابل وكربلاء ستسقط حالها حال الموصل وتكريت وديالى والرمادي ، لكن الظنون خابت بالموقف البطولي للسيد السيستاني الذي اطلق الفتوى العظمى فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي ، وكبرت الجوامع والحسينيات حي على الجهاد ، فهبت الحشود شيبا وشبابا ملبية لنداء المرجعية المتدين والغير متدين ومن جميع الاديان والمذاهب ومن جميع المكونات والشرائح العراقية لانها فتوى عراقية لانقاذ العراق من اعداء العراق ، فانقلبت الموازين وقد سجلت الحشود البطلة انتصارات تلو الانتصارات وأدهشت العالم ، وقد سجل العراقيين مواقف بطولية سيذكرها التاريخ بأحرف من نور ، لانهم صدوا خطر داعش وانتصروا عليه ، والكل يعلم ان تنظيم داعش الارهابي مدعوم من عدة دولة اقليمية ودولية وفي مقدمتها امريكا والدولة الصهيونية اللقيطة ، وهذه انعطافة كبيرة في تاريخ العراق والعالم ، باعتبار ان المجاهدين قاتلوا بالنيابة عن الانسانية جمعاء وعن العراق وشعب العراق بصورة خاصة .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح الرسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/11



كتابة تعليق لموضوع : الخوئي والسيستاني وشعبان في تاريخ العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net