صفحة الكاتب : عبود مزهر الكرخي

العم سام وسياسته الجديدة في الحرب على داعش
عبود مزهر الكرخي

 بعد اجتماعات الدول السبع الصناعية الكبرى في ألمانيا وحضور د. حيدر العبادي هذا المؤتمر والمؤتمر الذي قبله فيما يخص محاربة داعش من قبل التحالف الدولي في باريس  وفيه تم اللقاء بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما والذي أحد الساسة من المكون السني ومن الساسة الأذكياء ذهب إلى التحليل بأن اوباما شيعي في الأصل ولهذا هو يجامل إيران في تحليل مثير للضحك والسخرية وهذا يدلل على مستوى من يقوم بهذا التحليل على ما يحمله من فكر طائفي مقيت وهو يمثل تفكير أغلب الساسة في المكون السني ومع الأسف الشديد والذي ما أدى إلى أن يكون العراق في هذا الحال المأساوي من طائفية وقتل وذبح على الهوية والمكون في ظاهرة غريبة لم تكن موجودة في البلد وهذا يؤشر إن كل ذلك يحدث بسبب وجود هذه الأجندات الطائفية الداخلية والتي تحركها أجندات خارجية عرفت كيف توظف هؤلاء الجهلة لتعزف على وتر الطائفية والعرقية في تمزيق العراق وشعبه وشرذمته.

المهم نرجع إلى موضوعنا وقد خرج اجتماع العبادي مع اوباما بتكوين سياسة جديدة لمحاربة داعش وكذلك خطط جديدة ولا ادري ما هذه الخطط والأساليب الجديدة؟مع العلم أنه قد صرح نفسه أوباما في اجتماعات الدول الصناعية السبع أن أميركا لا تمتلك خطة أو إستراتيجية واضحة لمحاربة داعش وقال بالحرف الواحد " إن التحالف الدولي لا يملك استراتيجية متكاملة في وجه التنظيم "دلالة على مدى تخبط الإدارة الأمريكية وجهلها بالأمور كما حدث ذلك عند سقوط الصنم واعترافهم أمريكا بأنهم لا يملكون تصور وخطة لإدارة العراق بعد السقوط ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في هذا التخبط الأمريكي والمعروف لدى الكثير من العراقيين.
ولا أدري كيف تفتقت العبقرية الأمريكية بين يوم وضحاها لرسم هذه السياسة الجديدة في محاربة داعش. ليكون أول أجراء لها هو أرسال (450)جندي أمريكي وحسب دعواها أنهم مستشارين وفي قاعدة جديدة يتم خلقها في الأنبار وهي تمثل كلها مقدمات لإيجاد موطئ لأمريكا بحجة الحرب على داعش وخلق قواعد أخرى في باقي المحافظات على غرار قاعدة التقدم التي تم تسميتها من قبل العم سام في الأنبار وهذا ما صرح به الجنرال العجوز مارتن ديمبسي بضرورة نشر هذه الفكرة والقواعد في باقي المدن ، وبالتالي يعني وبصورة أصح عودة الاحتلال الأمريكي من جديد والذي خرج من الباب ليدخل من الشباك مرة أخرى وكل هذا كان بطلب من رئيس الوزراء العراقي العبادي حسب ما صرح به أوباما والأمريكان.

ولو وقفنا على هذه المسألة وهذا الطلب فلا أدري مدى جدوى هذا الطلب وهل أن هؤلاء الجنود الجدد سوف يغيرون مجريات القتال والحرب مع داعش وبهذه الصورة العجيبة وإنهم يمتلكون عصا موسى كما يقال لتغيير مجريات الحرب مع العلم أنه كان يوجد قبلهم (3000) جندي أمريكي لم يغيروا أو يحركوا ساكناً حين سقوط الأنبار بيد داعش بل كانوا مستعدين للهروب والرحيل عند اقتراب الدواعش من قاعدة عين الأسد وقد رحلوا جزء منهم بالفعل في بداية السقوط أي أن ليس لهم أي دور قتالي أو مجابهة مع الدواعش بل دورهم الأساسي هو تدريب المتطوعين من أهل الأنبار والذين أثبتت الوقائع أنهم قلة وحتى يعدون على الأصابع وليس لديهم أي عزيمة قتالية في الدفاع عن إعراضهم وأرضهم ومدنهم وهذا ما اعترف وصرح به وزير الدفاع الأمريكي كارتر بخصوص نكسة الأنبار وانسحاب الشرطة المحلية وشرطة الأنبار من مواقعهم وبخطة محكمة وخيانة من قبل قائد الشرطة وقائد عمليات الأنبار وتسليم المحافظة والأكداس من الأسلحة والأعتدة والمعدات إلى الدواعش وعدم صمودهم أو قتالهم لتكون أحسن هدية تقدم لهم وهي خير دليل على ما نقول.

ولنلقي الضوء على هذه المسألة ونقول ما هي الحكمة في استقدام والطلب بمجيء هذه القوات من قبل القائد العام للقوات المسلحة والممثل بالعبادي؟ وما هو دور قادتنا ومستشارينا العسكريين وعلى رأسهم وزير الدفاع في هذا الأمر؟ والذي يدلل على جهل مطبق بمجريات الوقائع وعدم الدراية بما يجري في ساحات القتال والمجابهة.

فمن المعلوم إن الضربات الجوية للتحالف الدولي قد فشلت في حتى تحجيم دور داعش بل بالعكس زادته قوة وقدرة على الهجمات من خلال ضرب هذا الطيران لقواتنا العراقية وموثقة بالصورة والدليل والتي غالياً ما الأمريكان ينكرون ذلك أو حتى يدعون القصف بالخطأ والمساندة والتصديق لهذه الادعاءات تكون من قبل الحكومة العراقية وكالعادة ، ناهيك عن ألقاء الأسلحة للدواعش من قبل الطيران وهذه لا يختلف اثنان عليها من العراقيين في دعم واضح لهذا الكيان المجرم وهو من صنع أمريكا والصهاينة وبامتياز وهي حقيقة ثابتة للجميع. مضافاً إليها قلة التسليح الأمريكي للعراق وعدم تنفيذ أغلب عقود التسليح التي عقدها مع أميركا والتباطؤ في تنفيذها وهي عقود بمليارات الدولارات.

ومن هنا فأن هذه الخطط التي تتبعها أميركا في الادعاء بحرب داعش هي خطط عقيمة وغير جدية والهدف منها أطالة المواجهة مع داعش قدر الإمكان من اجل تسويق منتجاتها الحربية المتكدسة في مصانع نورثروب جرومان الصهيونية  ولوكهيد مارتن ومن اجل رفع معدلات نمو لهذه المصانع الحرب والتي أصابها الكساد سواء للعراق أو لعربان الخليج ومن لف لفهم وذلك بالتلويح لوجود بعبع أسمه داعش هو خطر على هذه الدول وترتيب المنطقة حسب المصالح الإستراتيجية لأمريكا والحفاظ على أمن إسرائيل وهو أهم شيء بالنسبة للوبي الصهيوني وإسرائيل.

هذا من جهة أما الشق الثاني لخطة أميركا الجديدة فهي التصريح بالقيام بتجهيز العشائر السنية والبيشمركة بالسلاح وبمعزل عن الحكومة المركزية وقد طالعتنا الأخبار بقيام رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بزيارة لواشنطن وبوفد سني خالص لايوجد معه أي من المكونات ويبدو ان الجبوري يسير على نمط إسلافه من النجيفي والمشهداني في أن تكون وفودهم سنية خالصة فقط والتباحث والتسريع بتسليح العشائر السنية وقد تم الاتفاق على ذلك في لقاء الجبوري مع كل من أوباما وبايدن معاً لأنه وكما يبدو أن السيد سليم الجبوري قد نزع عنه رداء أنه رئيس برلمان العراق من شماله إلى جنوبه ورجع إلى رداء طائفته ليكون بالتالي ولائه للطائفة والحزب وليس للعراق وشعبه وهذا هو تفكير أغلب ساستنا وبالأخص من المكون السني وهذا ما أشرنا إليه في بداية مقالنا والذي باعتقادي المتواضع أن كل مباحثاته كانت تحت يافطة المطالب لطائفته ومكونه السني وليس من أجل العراق وشعبه. ومن هنا نلاحظ أن الإدارة الأمريكية وحكومتها قد عملت بجد في تنفيذ قرار التقسيم الأمريكي والذي قدم في الكونغرس لديهم وهي تعمل بحذافيره مع العلم أنه عند تقديم المشروع وقد رفض المشروع من قبل الحكومة الاتحادية والتي لا تمثل أي معيار ثقيل لديها ولكن رفض مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف) للقرار وأغلب القطاعات الشعبية قد جعل الإدارة الأمريكية تتراجع عن القرار لأن لديها رأي المرجعية من أهم الأمور التي تأخذ في حسبانها وتتوقف عنده كثيراً.

والنقطة المثيرة في الموضوع المهم هو صمت حكومتنا المطبق عن هذا الأمر بشقيه من ناحية إرسال الجنود و تسليح العشائر السنية في خنوع ما بعده خنوع وسكوتها عن هذا الأمر الخطير والذي في مشروع الكونغرس الأمريكي سابقاً قد رفضت هذا القانون جملة وتفصيلاً ولم تقبل والذي كما يبدو أنه كان بتأثير من مرجعيتنا الرشيدة وكذلك الرفض الشعبي والذي خافت أن تحيد عن توجيهاتها فتخسر كل شيء ولهذا رفضت ذلك القرار.

وهذا يؤشر حالة ومؤشر سلبي خطير في أن الإدارة الأمريكية لا تقيم أي وزن لحكومتنا الاتحادية ولا تدخلها في حساباتها الإستراتيجية وبالتالي فهذا يدلل ولنقولها بصراحة ولنضع النقاط على الحروف أن قرار العراق وشعبه بيد صانع القرار الأمريكي لأننا مازلنا دولة محتلة وهي من تصرف مجريات الأمور في العراق فيما يخص توجهاته ومشاكله إما ما موجود من حكومة وساسة وبرلمان فهم عبارة عن موظفين لدى الإدارة الأمريكية ولنقولها بملء الفم أنهم بيادق بيد الأمريكان يحركون متى يحلو لهم وكيفما يشاءون وهذه الحقيقة يجب أن نقر ونعترف بها ولا نحاول التعتيم على ذلك مع العلم إن أبسط مواطن يعرفها ويقر بهذه الحقيقة إلا حكومتنا وساستنا ومن في البرلمان في تصريحاتهم تشير إلى غير هذه الحقيقة وهي تصريحات وكلام لا يؤخر ولا يقدم ولغرض الاستهلاك المحلي والإعلامي.

وهناك نقطة نشير في ختام مقالنا وهي مدى تخبط الإدارة الأمريكية وهو عدم معرفتها كيفية ادارة الحرب على داعش وحتى إدارة العراق وهو تخبط كشفته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية ان استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، تكمن في تجنب إرسال جنود أمريكيين إلى هناك للمشاركة في حرب برية أخرى. وذكرت الصحيفة ان "الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد ان بلاده ليست لديها إستراتيجية كاملة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا"، لافتة إلى أن "الأرقام التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية هذا الأسبوع، تدعم تلك التصريحات".

ومن هنا فعلى حكومتنا وكل سياسي فيهم أن ينتبهوا لهذا المؤشر في أن أميركا تتخبط في سياستها وهذا طبيعي فهي لم تحتل  أي دولة أو تحاربها إلا وجلبت الدمار معها والأمثلة في كوريا وفيتنام وأفغانستان وحتى العراق لخير دليل على ذلك.

وفي الختام أن قرار التقسيم للعراق هو يتم تحضيره في المطابخ الأمريكية والصهيونية وسوف يتم تقديمه على الطاولة وفي أقرب وقت وما هذه الأمور التي تقوم بها أمريكا إلا مقدمات لهذا المشروع الخطير وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد ويبدو أن حكومتنا وكل من في الكابينة لا يعي لهذا المخطط أو أنه يتغافل عنه أما عن استغباء وعدم فهم إلى ما يجري من أمور أو هو تنفيذ لأجندات خارجية تريد الشر بعراقنا وشعبنا الصابر وعلى كل المثقفين ومن يملك الحس الوطني الغيور التنبه لذلك الأمر والذي يمس وجودنا وكياننا لأنه لو وقع سوف لن ينفع عض أصبع الندم ليصبح حال العراق في خبر كان(لاسمح الله)وعندها لا تنفع كل محاولات التصليح والترقيع لأن الفأس قد وقع في الرأس كما يقال وليقضي الله أمراً كان مفعولاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبود مزهر الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/17



كتابة تعليق لموضوع : العم سام وسياسته الجديدة في الحرب على داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net