صفحة الكاتب : صالح الطائي

هكذا يزيفون التاريخ؛ كتاب المراجعات أنموذجا
صالح الطائي
موضوع المراسلات بين السيد الشيعي عبد الحسين شرف الدين والشيخ السني سليم البشري(رحمهما الله وغفر لهما)؛ التي جمعت كمادة لكتاب سمي (المراجعات) يضم كما هو معروف مراسلات جرت بين السيد والشيخ نشرت بكتاب. ومنذ تاريخه لم ينفها الشيخ البشري، ولم يكذبها أحد من علماء السنة بالرغم من أن الكتاب طبع في طبعته الأولى في بيروت ووزع إلى جميع دول العالم ومنها مصر، وهذا يعني أن المراسلات صحيحة، أقر بها الشيخ البشري ولم يكذبها الأزهر، بل وتم العمل بالفتوى التي أصدرها الشيخ البشري بعد انتهاء الحوار بينهما، باعتبار التشيع مذهبا إسلاميا خامسا يجوز التعبد به، حاله حال المذاهب الأخرى سنين طوال، إلى أن تدخل حزب الشيطان الإخواني فألغى العمل بها.
 
معنى هذا أن من يأتي بعد ذلك التاريخ ليدعي زيف المراسلات، إما أن يكون قد جننه النصب والعداء لأهل البيت، أو أنه ممسوس يحتاج إلى رقية من شيوخه الكبار، ولاسيما إذا ما ادعى أنه من العلماء الباحثين منذ (40) عاما أي أنه كان مشغولا بالبحث في حياة السيد والشيخ، وأن عمله سمح له بمتابعة الكتاب الذي شغل الدنيا في حينه، هذه الحقيقة التي اعترف بها بعظمة لسانه، فقال: (فمنذ نحو أربعين سنة بدأت الاطلاع على كتب الشيعة والاتصال بهم وبعلمائهم) [ص 5]
علما أن هذا الباحث سبق وأن كتب عن (المراجعات) وكان كتابه الأول بعنوان (عقيدة الإمامة عند الشيعة الاثني عشرية، دراسة في ضوء الكتاب والسنة، هل كان شيخ الأزهر البشري شيعيا) ولم يعمل في هذا الكتاب على تكذيب خبر المراسلات، او التشكيك بصحتها، وإنما دخل كشخص ثالث على خط النزاع الفكري بين السيد والشيخ لينصر الشيخ.. ولكنه مع ذلك عاد ليدعي أنه لم يكن يشك بالمراسلات ولم تكن له نية الكتابة عنها، ولكن تحريض البعض دفعه إلى ذلك، حيث قال: (ومنذ سنوات طلبت مني إحدى الجهات العلمية البارزة كتابة رد على كتاب المراجعات لعبد الحسين شرف الدين الموسوي، ثم تكرر الطلب حتى استحييت، وكنت كتبت بعض الملاحظات حول الكتاب استعدادا للرد قبل هذا الطلب،أي قبل وصول الطلب الثاني) [ص7]
والغريب أن موضوع التكليف بالكتابة عن المراجعات تكرر مع شخص آخر عراقيا وليس مصريا، هو الشيخ الذي اختار اسما وهميا ليصدر كتابه به وهو أبو مريم بن محمد الأعظمي والكتاب هو (الحجج الدامغات لنقد كتاب المراجعات) حيث قال هو الآخر: "فأرسله لي [أي كتاب المراجعات] طالبا ردا سريع عليه، أو على الأقل بيان الرأي في صحة ما احتواه .. فأيقنت أن هذا من المتحتم  على الأقل فيما يخصني لنفسي ولمن طلبه مني"[ص6] 
 
بعد كل تلك السنين وبتحريض من جهة مجهولة يقول أنها علمية خرج علينا هذا الدكتور الوهابي المفتري بكتاب يدعي أنه أثبت من خلاله أن (المراجعات) مفتراة على الشيخ البشري، ويدعي انه اثبت علميا أنها منسوبة للشيخ ولا علاقة له بها، وأن السيد وحده هو صاحب المراجعات) [ص8]
اللطيف في الأمر أن هذا الرد تحول إلى موسوعة من أربعة مجلدات تحت عنوان (مع الاثني عشرية في الأصول والفروع) كتبها أ.د. علي أحمد السالوس في مناقشة كتاب المراجعات، وتسعي إلى تكذيبه لا توهينه، وهذا يعني أن مادة كتاب المراجعات لا زالت تقلق بال السلفيين وترعبهم أيضا، حيث يجد من يقرأ كتاب المراجعات أنه قائم ومبني على مصادر سنية معتبرة لا يمكن إنكار مضامينها، ونحن هنا حتى لو سايرنا هذا الدكتور بجنونه، واعتقدنا مثله أن الكتاب من صنع السيد شرف الدين، هل يستطيع الدكتور السالوس وغيره إنكار الحقائق الدامغة الواردة فيه؟! 
إن الدكتور الذي أخذ على عاتقه تكذيب كتاب المراجعات يعمل أستاذ الفقه والأصول بكلية الشريعة بجامعة قطر، وخبير في اللغة والاقتصاد بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، وخبير بالمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ولكن كل هذه المناصب والمراكز لم تشفع له لينتصر على الحقيقة، ولمن يريد أن يعرف هزيمة السالوس أمام المراجعات لا يحتاج سوى أن يتابع طبعات كتابه التي زادت على سبع طبعات منذ تاريخ صدوره إلى الآن بالرغم من وجود عدة كتب أخرى سارت على منهجه، وحاولت تكذيب (المراجعات) منها فضلا عن كتاب السالوس الآخر المعنون (الفرية الكبرى) هناك:
كتاب الشيخ المصري محمود الزعبي الموسوم (البينات في الرد على أباطيل المراجعات). 
وكتاب آخر للشيخ السني العراقي أبو مريم بن محمد الأعظمي اسمه (الحجج الدامغات لنقد كتاب المراجعات). 
وكتابان للشيخ السلفي الكويتي عثمان الخميس الأول بعنوان (وقفات مع كتاب المراجعات)، والآخر بعنوان (المراجعات دراسة نقدية حديثية)، والكتاب الثاني رسالة تقدم بها الشيخ السلفي الخميس لجامعة الملك سعود. 
وكتاب للدكتور أحمد محمد التركماني بعنوان (تعريف بمذهب الشيعة الإمامية) .
كما كان الشيخ ناصر الدين الألباني قد رد على أحاديث المراجعات في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ج2/ص297، الأحاديث 4881ـ 4975.
ووضع عبد الله بن عبشان الغامدي كتابا أسماه "السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات". 
كما وضع راشد بن عبد المعطي بن محفوظ كتابا أسماه (كتاب المراجعات كتاب الكذب والمفتريات)
 
طيب أين كنتم قبل هذا التاريخ؟ ولماذا سكتم في زمن السيد والشيخ حينما كانا على قيد الحياة؟ لماذا انتظرتم موتهم لتعلنوا خبر تكذيب المراجعات؟
ألا يعني هذا أن كتاب المراجعات كان قد حصرهم في زاوية ضيقة جدا بدأت تخنقهم وتقطع أنفاسهم، فوجدوا ضالتهم بكتاب السالوس وباقي السواليس الخائبين عسى أن ينقذونهم من ورطة تاريخية؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/22



كتابة تعليق لموضوع : هكذا يزيفون التاريخ؛ كتاب المراجعات أنموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net