صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

My brother Hussein Alabudy
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


وغيرك أنتم تتقاضون رواتب من الحكومة لتبليغ ولكن أنا أنشر مواضيعي لله وأحي أمر الدين وأمرهم تقرباً إلى الله ولا أنتم لحزب أو طائفة فقط لله سبحانه وتعالى وتضرننا أكثر منكم ولكن نريد مرجيتنا من الله العزيز المتعال ذهب الكثير ولم يبقى إلا القليل ..ونعم عقبى الدار الآخرة ....
"إحياء أمر أهل البيت"

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب /56.
وقال الله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب /33.
وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا) الأحزاب /70.

" ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
- روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة ، رضي الله عنه ، قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ قال : قولوا : ( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد). 6/151.
وروى الإمام أحمد في مسنده : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا أو عرفنا كيف
السلام عليك ، فكيف الصلاة ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على.
وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، عن أبي مسعود البدري ، أنهم قالوا : يا رسول الله ، أما السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك ، إذا نحن صلينا في صلاتنا ، فقال : قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد. مسند الإمام أحمد 4 /119.
وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي داوود الأعمى عن بريدة قال : قلنا يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ، قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ، إنك حميد مجيد) مسند الإمام أحمد 5/353.
وعن يحيى بن المساور عن عمرو بن خالد عن الإمام زيد بن علي بن الحسين عن أبيه الإمام علي زين العابدين عن أبيه الإمام الحسين عن أبيه الإمام علي بن أبي طالب قال : عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( عدهن في يدي
جبريل ، وقال : هكذا نزلت من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنكم حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم وسلم على محمد ، وعلى آل محمد ، كما سلمت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد) الشفا 2 /70 .
وبنص حديث الإمام أحمد عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى )، قالوا : يا رسول الله، من قرابتنا هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام . الإمام ابن حنبل : فضائل الصحابة 2/669.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلم الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة .. فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته . ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: ، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال
"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "
رواه الترمذي في (الحديث: 3546) - الإمام أحمد في الحديث: 1/201.
عن عائشة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ((لا تقبل صلاة إلا بطهور وبالصلاة عليّ)) وكذا عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله ثم ليصل عليّ)) ومن طرقنا ما رواه أبو بصير وغيره عن الصادق (عليه السلام) قال: ((مَن صلى ولم يصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وتركه عمداً فلا صلاة له)) حتى أن الشيخ جعلها رُكناً في الصلاة فإن عنى الوجوب والبطلان بتركها عمداً فهو صحيح وإن عنى تفسير الركن بأنه ما يبطل الصلاة بتركه عمداً وسهواً فلا .
قال علماؤنا أجمع: إن الصلاة على النبي واجب في تشهدين معاً وبه قال أحمد وقال الشافعي مستحب في الأول وواجب في الأخير وقال مالك وأبو حنيفة هي مستحبة فيهما دليل أصحابنا روايات كثيرة عن أئمتهم (عليه السلام).
هل يجب الصلاة على النبي في غير الصلاة أم لا؟ ذهب الكرخي إلى وجوبها في العمر مرة وقال الطحاوي كلما ذكر واختاره الزمخشري ونقل عن ابن بابويه من أصحابنا وقال بعضهم في كل مجلس مرة والمختار الوجوب كلما ذكر لدلالة ذلك على التنويه بذكر شأنه والشكر لإحسانه المأمور بهما ولأنه لولاه لكان كذكر بعضنا بعضاً وهو منهي عنه في آية النور (وهي قوله : (ولا تجعلوا دعاء الرسول) الآية) ولما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ((مَن ذكرت عنده فلم يصل عليّ فدخل النار فأبعده الله)) والوعيد إمارة الوجوب وروي أنه قيل له يا رسول الله أرأيت قول الله (إن الله وملائكته يصلون على النبي) فقال عليه الصلاة والسلام: ((هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه لما أخبرتكم به إن الله وكل بي ملكين فلا أُذكر عند مسلم فيصلي عليّ إلا قال له ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته آمين ولا أُذكر عند مسلم فلا يصلي عليّ إلا قال له الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته آمين)) وأما عند عدم ذكره فيستحب استحباباً مؤكداً لتظافر الروايات على أن الصلاة عليه وعلى آله تهدم الذنوب وتوجب إجابة الدعاء المقرون بها.
لأول قوله تعالى مخاطباً للمؤمنين كافة: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) وهو نص في الباب.
الثاني قوله: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)، ولا ريب أن أهل البيت (عليه السلام) أصيبوا بأعظم المصايب الذي من جملتها اغتصابهم مقام إمامتهم.
الثالث أنه لما أتى أبو أوفى بزكوته قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((أللهم صل على أبي أوفى وآل أبي أوفى)) فيجوز على أهل البيت (عليه السلام ) بطريق أولى.
الرابع أن الصلاة من الله بمعنى الرحمة ويجوز الرحمة عليهم إجماعاً ويجوز مرادفها لما تقرر في الأصول أنه يجوز إقامة أحد المترادفين مقام الآخر.
الخامس قولهم أنه صار شعاراً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قلنا مصادرة على المطلوب لأنها كما دلت على الاعتناء برفع شأنه كذلك تدل على الاعتناء برفع شأن أهله القائمين مقامه ويكون الفرق بينهم وبينه وجوبها في حقه (صلى الله عليه وآله وسلم ) كلما ذكر كما اخترناه إن قلت عادة السلف قصره على الأنبياء قلت العادة لا تخصص كما تقرر في الأصول هذا مع أن من أعظم السلف الباقر والصادق (عليه السلام) ولم يقولا بذلك.
مذهب علمائنا أجمع أنه يجب ا لصلاة على آل محمد في التشهدين وبه قال بعض الشافعية وفي إحدى الروايتين عن أحمد وقال الشافعي بالاستحباب لنا رواية كعب وقد تقدمت في كيفية الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا كانت الصلاة عليه واجبة كانت كيفيتها واجبة أيضاً وروى كعب أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول ذلك في صلوته وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ((صلوا كما رأيتموني أُصلي)) وعن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((مَن صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه)).
الذين تجب الصلاة عليهم في الصلاة ويستحب في غيرها هم الأئمة المعصومون (عليه السلام ) لإطباق الأصحاب على أنهم هم الآل ولأن الأمر بذلك مشعر بغاية التعظيم المطلق الذي لا يستوجبه إلا المعصومون وأما فاطمة (عليه السلام ) فتدخل أيضاً لأنها بضعة منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
ما رواه أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) قال: ((إذا كنت إماماً فإنما التسليم أن تسلم على النبي وتقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)) وأيضاً رواية الشيخ في التهذيب عن أبي كهمس عن الصادق (عليه السلام ) قال: ((سألته إذا جلست للتشهد فقلت وأنا جالس السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته انصراف هو قال (عليه السلام): لا ولكن ذا قلت السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهو انصراف وهي ظاهرة في أنه من التشهد والإجماع حاصل منا على وجوبه وعن الحلبي عن الصادق (عليه السلام) قال: ((كلما ذكرت الله والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو من الصلاة فإن قلت السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقد انصرفت)) دلّ ظاهر هذه الروايات على كون التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصلاة ودلت الآية على الوجوب فيكون واجباً فيها وهو المطلوب.
إن مذهباً يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه.
يحفل تاريخ المسلمين الشيعة بالعديد من الأفكار والعادات التي ساهمت في تكوين الشخصية الإسلامية الشيعية وجعلتها تتميز بعقلية مختلفة في المنظومة الإسلامية، وكان ذلك نتيجة ترسبات لأحداث وأفكار اختزنتها عقلية المسلمين الشيعية على مر التاريخ. وقد تطرق لذلك الدكتور حسان عبد الله حسان في كتابه "الفكر التربوي الإمامي" الصادر في جزأين عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي ببيروت عام 2008م في طبعته الأولى.
وأشار الكتاب أن الهدف الأساسي للفكر التربوي الشيعي - تاريخيا- كان تكوين شخصية معارضة سياسيا للنظام القائم، ومن ثم أصبحت مضامين هذا الفكر تؤكد على مفردات الرفض والتمايز والخصوصية. كما أدى البعد الاجتماعي لنشأة الشيعة وما تأثروا به من أحداث ووقائع سياسية مختلفة إلى تبني الفكر التربوي للمسلمين الشيعية نسقا فكريا يقوم على تأكيد مفاهيم الجماعة والأقلية والفئة في مقابل المجتمع الأكبر، وهو ما ساعد في تأصيل مفاهيم الاضطهاد التي تعرضوا لها.
المناسبات الدينية
يلاحظ أن عدد المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمين الشيعة يصل نحو مائة مناسبة دينية سنويا ، وتأتي المناسبات الدينية عند الشيعة تحت عنوان "إحياء أمر أهل البيت".
ويحقق الاهتمام بالمناسبات الدينية عدة أهداف أهمها: تجديد العلاقة بين المسلم الشيعي وتاريخه ومذهبه، ولتلك المناسبات عدة وظائف تربوية مهمة في بناء الشخصية الفردية والاجتماعية للمسلمين الشيعية ومنها تنمية الروح الإسلامية الشيعية المؤمنة بالله، وتشييدا لأواصر الجماعة الموالية لهم والمتكافلة على خطهم والموطنة للنفس على البذل والتضحية من أجل إرساء قواعد مدرستهم ودعوة البشرية لاستهداء أطروحتهم في إقامة حكم حكومة الحق والعدل الإلهي.
وتكثيف الشعارات والشعائر الدينية في المجتمع الشيعي يأتي بالتلازم مع بعض المسلمات الأيديولوجية عن طبيعة تكوين المجتمع الديني المتأهب للثورة الدائمة، كما أن مفهوم الشهادة الذي يحظى بقدسية وأهمية بالغة لدى المسلمين الشيعة هو جزء لا يتجزأ من التركيبة الأيديولوجية للمجتمع الديني لدى الشيعة الإثنا عشرية.
من المظلومية إلى الثورة
ويؤكد الكتاب أن الولاء لآل البيت يمثل عاملا أساسيا من عوامل تكوين الشخصية للمسلمين الشيعة ولذا لعبت آلية البكاء على الإمام الحسين عليه السلام دورا في استمرار حياة للأفكار والمبادئ التاريخية وأحداث التاريخ في نفوس المسلمين الشيعة، فكانت عاملا من عوامل استمرار الشعور بالظلم وجعله شعورا متوهجا دائما، حتى أصبح الشعور الدائم بالظلم عادة لديهم تشعرهم باللذة، وأحيط الموقف الفكري بالوهج العاطفي، فأضحت الأفكار تدور في المجال العقلي والشعوري معا .
ويرى مفكرو المسلمين الشيعة أن البكائيات حولت المفاهيم الذهنية إلى إيمان وواقع يعيشه المسلمين الشيعة، فالبكاء أبقى المعاني طازجة برغم مرور السنوات الطوال، فكان ذلك من آليات إنزال المفاهيم من الوجدان إلى الواقع.
ويتميز المسلمين الشيعة بكم هائل من الأدعية عن غيرهم، ويقدم ـ علي شريعتي ـ تفسيرا سيسيولوجيا وتاريخيا لهذا التراث الدعائي الهائل بقوله : "إن ذلك بسبب الميراث التاريخي للمسلمين الشيعة الذي اتسم بالصراع بين المسلمين الشيعة والجهاز الحاكم، وبسبب حرمانهم من وسائل التعبير الفكري، فكان الدعاء وسيلة للجهاد، ومبارزة للمفاسد الاجتماعية ".
ومن أبرز المفاهيم التي تأصلت في الشخصية الاجتماعية عند المسلمين الشيعة مفهوم "الاستضعاف" ونشأ هذا المفهوم في عهد "علي بن الحسين زين العابدين" ـ عليه السلام ـ الذي عاصر فجيعة ـ كربلاء ـ عام (60هـ) حيث عكف بعدها على العبادة والدعاء، فترسخ بذلك مفهوم "الاستضعاف" عبر التاريخ مع فشل الثورات .
ويعتبر مفهوم ـ المظلومية ـ من المفاهيم التي تأسست وترسخت داخل العقلية للمسلمين الشيعة وثقافتها عبر التاريخ الاجتماعي وهو ما جعل بعض المسلمين الشيعة معتادين على الظلم وأكثر تقبلا للمظلومية حتى تحولت إلى نوع من السعادة لديهم.
ومع بداية القرن العاشر الميلادي تغير الحال لدى المسلمين الشيعة بعض الشيء مما أدى إلى تغيير جذري في الفكر المسلم الشيعي، حيث تحول الفكر للمسلم الشيعي من الاستسلام و"الاستضعاف والمظلومية" إلى "الثورة" فبدأ الحديث عن الثورة كمبدأ أساسي داخل المجتمع للمسلم الشيعي لا مفر منه وكان ذلك التحول بسبب أن أصبح للمسلمين الشيعة الجعفرية دولة في إيران الصفوية، واتسع المجال أمام الفقهاء لقيادة المجتمع وبث روح الثورة فيه بدلا من الاستضعاف والمظلومية. وقد أدى هذا التحول الذي تعاظم شيئا فشيئا إلى انفجار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م .
نظرية المخلص
وتلعب فكرة المهدي المنتظر عج عند المسلمين الشيعة دورا مهما بخلاف المذاهب والأديان الأخرى حيث إن فكرة الإمام المهدي المنتظرعج هي فكرة موجودة ومترسخة في جميع المذاهب الإسلامية بل والأديان الأخرى أيضا، لكن لعبت فكرة "الانتظار" وهي انتظار ظهور الإمام المهدي عج الإثنا عشر- دورا في إعطاء الأمل للمسلمين الشيعة في انتظار المخلص الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلم وجوراً ..ولتتحول الحياة من الشر إلى الخير على يد المخلص "الإمام المهدي المنتظر عج الله فرجه"
ويوضح حسان أن فكرة الإمام المهدي المنتظر عج كانت تبعث بالأمل في المجتمع المسلم الشيعي والتأهب والاستعداد، وأن نتيجة الصراع بين الخير والشر محسومة للخير مع ظهور الإمام المهديع وعج الله فرجه .
ولعب مراجع المسلمين الشيعة دورا في إصلاح مجتمع المنتظرين تمهيدا وتيسيرا لظهور الإمام المهدي عج، فتحولت نظرية الانتظار إلى ثقافة لها تجلياتها وأبعادها الاجتماعية في الفكر للمسلم الشيعي، فكان من ضرورات إنشاء المجتمع للمسلمين الشيعة أن يكون ثورة على الأوضاع
عاشوراء.. نظرية سياسية...
وتأتي ذكرى عاشوراء والتي يقوم فيها المسلمون الشيعة بإحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام ، حيث يتضمن هذا الإحياء مجموعة من الطقوس والشعائر التي يمارسها المسلمون الشيعة بشكل منتظم ومؤسسي وأهمها مجالس العزاء أو المآتم الحسينية .
أما من ناحية المضمون الثقافي فيرى حسان أن المآتم الحسيني قد تطور في جانب الموضوعات التي يتناولها، فمع محافظتها على الطابع المأساوي فيه ونقد السلطتين الأموية والعباسية انتقل أيضا إلى نقد الاستعمار بحيث يناقش العديد من القضايا من حيث الدعوة إلى الإسلام ورد الشبهات ومحاكمة الدعوات الإلحادية والأخلاقية كما يتناول أيضا القضايا الاجتماعية والتربوية؛ فيعالج قضايا مثل التمزق الاجتماعي والتعاون الاجتماعي والتكامل الاقتصادي وقضايا التغريب والمسائل المتعلقة بتربية الأطفال ومناهج التعليم.
ويؤكد الكتاب أن المجالس الحسينية بهذه الصورة المطروحة وهذا الطموح الذي تطور في الوقت المعاصر في ظل متغيرات عديدة تعد منبرا ثقافيا وتربويا له من التأثير ما يفوق برامج التعليم في النظام المدرسي إذ تمثل الجماهيرية والشعبية عاملا مؤثرا في الدعاية له؛ كما أن مضامينه التربوية تساهم إلى حد كبير في تشكيل الشخصية الإسلامية الشيعية في كل زمان ومكان؛ بل أن أي تغيرات منشودة في الشخصية للمسلم الشيعي تجعل من المجلس الحسيني وسيطا مهما لها.
ويذهب الكتاب أن عاشوراء صبغت المجتمع للمسلم الشيعي بشخصية متميزة جعلت المسلم الشيعي في حالة حركة دائمة من وإلى الماضي والحاضر تلغي المسافات وتختزن الأزمنة، فقد احتلت ذكرى الإمام الحسين عليه السلام دور المركز في الحفاظ على الخط الحركي للمسلم الشيعي وصيانة الهوية والتكتل في نطاق كيان اجتماعي عضوي مترابط .
ويرى المسلمين الشيعة أن مراسم العزاء وعاداتها المختلفة قامت ولا تزال بعدة وظائف اجتماعية مهمة مثل تحويل الأقلية الإمامية إلى كتلة اجتماعية فاعلة وذلك بما تختزنه الشعائر الحسينية من قوة هائلة استطاعت أن تغذي المسار للمسلم الشيعي بالشكل الذي حوله إلى قوة اجتماعية فاعلة ومؤثرة.
ويذكر حسان أن عاشوراء تحتوي على مضامين تربوية سياسية عديدة لدى المسلمين الشيعة تساهم في تشكيل الجانب السياسي في شخصية الإنسان المسلم الشيعي .
أسلمة التعليم
ويوضح حسان أن الرغبة في المحافظة على الهوية العقائدية والثقافية جعلت المسلمون الشيعة يقدمون على تأسيس نظام تعليمي جديد وهو ما يسمى بـ(الحوزة) وقام هذا النوع من المعاهد التعليمية والعلمية ببلورة الفكر للمسلم الشيعي ونسقه العقدي والثقافي وذلك من خلال المراجع الذين أسسوا هذه الحوزات.
وتمثل الحوزة العلمية بعدا أساسيا في عملية أسلمة المؤسسة التعليمية فهي في الأساس نظام تعليمي إسلامي حر لا يخضع لأي سيطرة أو هيمنة من أي جهة حتى لو كانت الحكومة الإسلامية نفسها.
وقد قامت الحوزة بدور مهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية الشيعية وذلك من خلال بلورة الفكر المسلم الشيعي الإمامي وإعادة إنتاج العقل الجمعي للمسلم الشيعي، كما قامت هذه الحوزات بتوريث الفكر للمسلم الشيعي للأجيال القادمة وحفظته من الضياع والإهمال.
ويذهب حسان إلى أن الباحث في تفسيرات العقيدة الإسلامية الشيعية يجد أنها كانت ذات أثر كبير في قيام الثورة الإيرانية المعاصرة "حيث إن الدافع الديني المتمثل في العقيدة الإسلامية الشيعية كان له دور واضح في التغيرات التي حدثت في المجتمع سواء كان ذلك على مستوى الفكر أو العمل.
ومن الدعوات التي احتلت مكانا بارزا في الفكر التربوي المعاصر في إيران الدعوة إلى "أسلمة الجامعات" وذلك لما لها من أهمية باعتبارها من الأمور المصيرية لبناء المجتمع الجديد ويكون ذلك من خلال وضع برامج تعليمية تسير وفق أهداف الثورة الإسلامية .
وفيما يتعلق بالمستوى السياسي يشير الكتاب إلى أن هذا المستوى يشير بوضوح إلى "أدلجة" النظام التعليمي الذي يعتبره النظام آداه لترسيخ الفكر الإسلامي والثوري في المجتمع، حيث أنه من أهم شروط القبول في الجامعات هي عدم الانحراف عن نظام الجمهورية الإسلامية.
ويؤكد حسان على أن تجربة الأسلمة تنفرد في النظام التعليمي الإيراني بعدة سمات أهمها ذلك المزج الذي حث بين مفهوم الثورة والإسلام حيث قدم الإسلام في البرامج التعليمية والتربوية على انه ثورة على الأوضاع المخالفة والانحرافات القائمة كذلك فإن عملية "الأسلمة" هي الشعار الأساسي الذي رفعته الثورة الإيرانية منذ نجاحها عام 1979م وتبنته في كافة النظم الاجتماعية كما يتضح من الدستور والقوانين المختلفة، وأن السياسة التعليمية ركزت على تحرير العقل من الأيديولوجيات الغربية وذلك من خلال العودة إلى بناء الشخصية الإيرانية المنتمية للحضارة الإسلامية .وهنا يجب أن نتحد نحن المسلمين وبجميع مذاهبها يداً وصفاً واحد والقضاء على الطائفية البغيضة التي هي أشد مرض فتاك بالمجتمع ، وإذن لتتلاحم السواعد والأيدي بالمصافحة وبالأخر شد أزر الأخوة للعمل والبناء وحفظ الأوطان وعمرانها وإسعاد الموطن فيها والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين.
المحب المربي
السيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/04



كتابة تعليق لموضوع : My brother Hussein Alabudy
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net