صفحة الكاتب : خضير العواد

مأساة العراق تكمن في قياداته الشيعية
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن المأسي التي عانا منها العراق وشعبه بعد زوال طاغية العصر صدام ، لم تكن في حقيقتها من خارج الحدود أو القاعدة أو الأمريكان ، ولم تكن أيضاً من باقي قيادات المكونات الأخرى كالسنة أو الكرد ، كل هذه تحصيل حاصل وجد له الحضن الذي يحتضه ويربيه ويجعله أكثر تأثيراً وتدميراً وعنفاً وهذا الحضن هو القيادات الشيعية التي وصلت الى الحكم والقيادة ، فمن هذه القيادات تنحدر جميع المساوئ التي هتكت بالعراق قتلاً وتدميراً وحرقاً وتعذيباً ، فلولا فساد هؤلاء القادة لم تتجرأ الدول في التدخل في الشأن العراقي ولولا الأنا الشخصية ومن ثم الحزبية لم يتجرأ مكون في طلب أكثر مما يستحق ولولا الضعف الذي خلقه الفساد والأنا بنوعيها لم تتجرأ حثالات العالم أن تدخل أرض العراق وتعيث فيه الفساد من قتل وتدمير وتهجير ، فحقيقة ما يعاني منه العراق وشعبه لا تكمن في الإرهاب المجرم أو ساسة الدواعش ومن يحيط بهم من شيوخ العشائر ومرتزقتها أو القيادات الكردية المنهومة في إبتزاز الحكومة العراقية ولكنها تكمن في القيادات التي أشغلت نفسها وتفكيرها في سيطرة تنظيماتها على الساحة العراقية الشيعية حتى تحصل هي على المكاسب المادية من ناحية المناصب أو الصفقات المادية ، أي كل ما يفكر فيه القيادي الشيعي في مكاسبه الشخصية أولاً وقد أستخدم لهذا التنظيمات التي ينتمي إليها ، وإن تضاربت المصلحتين تقدم المصلحة الشخصية على التنظيمية وما تجربت بعض القيادات التي خسرت الإنتخابات الداخلية لقيادة تنظيماتها والتي تركت تنظيمها وكونت تنظيما جديداً تحت قيادتها أو الكتل الحزبية التي أرادت من وزراءها أن يستقيلوا ويتركوا الحكومة فإن الوزير يستقيل من الكتلة ويتركها ويرحل الى كتلة إخرى أو يبقى مستقلاً من أجل الوزارة وهكذا الأمثلة تطول ، ونتيجة الركض وراء المكاسب المادية الشرعية أو الغير شرعية جعلت من القيادي الشيعي أضعف من أن يأخذ أي قرار شجاع ينقذ به شعبه ووطنه بل بقى هذا القيادي عند كل موقف مهم ينظر الى هذا ويلتفت الى ذاك ويطبطب على الأخرين عندها يخرج القرار أو الموقف الذي لايزعل الجميع كما قال قائلهم هذا قبر مولانا حجر رضوان الله عليه قتله مولانا معاوية رضوان الله عليه ، وهكذا أستفحلت المشاكل حتى تدخلت المرجعية في فتواها المقدسة التي أوقفت توغل داعش الى شوارع بغداد ، ولكن بقى الشاب العراقي يسقي أرض العراق بدمائه الشريفة وبقى القيادي العراقي يحصد (يسرق) ما أنبتته تلك الدماء من بطولات وإنتصارات ومواقف مشرفة ، وفي الحالتين بقى القيادي الشيعي يفعل المستحيل من أجل الحصول على المكاسب الشخصية التي أضاعت العراق وشعبه ، وجعلت أرض المقدسات تغرق بدماء ابناءها الشرفاء الأبطال وتركت أمهاتهم يسبحن بهذه الدماء الطاهرة وهم بين فترة وأخرى يتنعمون بما سرقوا من أموال الشعب العراقي في بلدان العالم المختلفة ، لهذا فأن ما يعاني منه العراق وشعبه اليوم من إرهاب وسوء خدمات يتحمل مسؤوليته أولاً ثم أولاً ثم آخراً القيادات الشيعية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25



كتابة تعليق لموضوع : مأساة العراق تكمن في قياداته الشيعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net