صفحة الكاتب : عامر ناصر

من الذي عنده علم الكتاب ؟
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)الرعد
ومن عنده علم الكتاب : أي كفى بمن عنده علم الكتاب شهيداً بيني وبينكم .
فمن الذي عنده علم الكتاب ؟
وما هو المقصود بالكتاب ؟

1- قيل : الذي عنده علم الكتاب هو الله  ، فيكون المعنى : كفى بالله الذي عنده علم الكتاب شهيداً بيني وبينكم .

الجواب : إن ألآية فيها حرف عطف ( الواو ) ويعني ذلك أن هناك شهيدين ، هما الله  ومن عنده علم الكتاب ، وأن المعنى الذي ذُكر سابقاً هو من باب عطف الذات الى نفس الذات ، وهوقبيح غير جائز في الفصيح .

2- قيل : أن الذي عنده علم الكتاب هم علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى .

والجواب : السورة مكية ، ولم يؤمن أحد من أهل الكتاب بعد ؟! ولا معنى للإحتجاج بشهادة أو ألإستناد الى شهادة لم تتم بعد ؟؟؟!!!


3- قيل : أن الذي عنده علم الكتاب هم عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود وسلمان الفارسي .

والجواب : السورة ثابتةأنها مكية ، وهؤلاء أسلموا في المدينة ؟؟؟!!!


4- قيل : الذي عنده علم الكتاب هو عبد الله بن سلام، وأن كون السورة مكية لا ينافي أن من ألجائز أن هذه ألآية مدنية
وعليه فهي تشمل عبد الله بن سلام ؟؟؟!!!

والجواب : أ- إن مجرد الجواز لا يثبت هذا الفرض في عبد الله بن سلام .

ب- يجب أن يتوفر نقل صحيح صريح بذلك .

ج- إن كون هذه ألآية مدنية يصح في بعض ألآيات التي تقع في خلال السورة ، بينما هذه ألآية هي خاتمة السورة ، والتي لها علاقة بأول آية في السورة ، وعليه فلا معنى ولا حكمة في تأجيل هذه الشهادة الى أمد غير محدود لحين إسلام عبد الله بن سلام أو غيره وثم بعد ذلك يشهدون أنك رسول الله ، وهل يقبل عاقل بهذا ألنوع من الشهادة أو هذا النوع من المحاججة ؟؟؟!!!

5- قيل : إن كون السورة أو ألآية مكية لاينفي أن يكون الكلام إخباراً عما سيكون في المستقبل .

والجواب : إن هذا النوع من الكلام و المحاججة يوجب رداءة الحجة وسقوطها ، فكيف يُطلب من القوم الكافرين أن يؤمنوا اليوم لأن بعض علماء أهل الكتاب سوف يشهدون بذلك في المستقبل ؟؟؟؟؟؟؟؟


6- قيل : إن هذه الشهادة هي شهادة تحمل وليست شهادة أداء ، أي أن يعلمها الشاهد ، وليس ضروريا أن يؤمن بها ، وعليه يجوز أن ألآية مكية والمراد بها عبد الله بن سلام أو غيره من علماء أهل الكتاب وإن لم يؤمنوا حين نزول ألآية ؟؟؟؟؟

والجواب : أ- هذا معناه أن يعود الاحتجاج الى علم أهل الكتاب ، وإن لم يؤمنوا ولم يعترفوا به ، ولو كان ألأمر كذلك لكان ألأفضل ألإحتجاج بعلم الذين كفروا أنفسهم ، فهم قد ايقنوا أن القرآن ليس كلام البشر ومع ذلك لم يؤمنوا ، فهم سواء في ذلك مع أهل الكتاب .
ب- إن الشهادة ليست شهادة تحمل ، بل شهادة أداء ، لإن جعلها شهادة تحمل ، فيه إفساد المعنى ؟؟؟ فكيف يجوز إرجاع أمرٍ متنازع فيه الى علم الله  أو علم آخرين وهو في صدورهم لم يصرحوا به ، ولا سبيل للخصم للوصول إليه ؟؟؟!!! .


7- قيل آلآية مدنية بالإتفاق .

الجواب : هذا قول إبن تيمية لوحده ولا إتفاق في الموضوع ؟؟؟!!! .

النتيجة :

أُنظر إلى المحاولات اليائسة والبائسة في ليّ ألآية وصرفها عن معناها اللغوي والظاهري وهدفهم واضح وهو صرف معناها وسبب نزولها عن ألإمام علي بن أبي طالب  ، هذا أولاً ، وثانياً إن من يدعي نزولها في المدينة لا ينفعه ذلك فإن الآية واردة مورد الاحتجاج مع الكفار حيث ظلوا يجحدون بآيات الله ويستهزؤن بالرسول( فهي بقرينة (بيني وبينكم) دالة على ورودها مورد الاحتجاج وهذا كله يدفع ورودها في المدينة حيث لم يتعرض الرسول لمثل هذه المواقف ) ، وثالثا فإن كون أحد الشهيدين هو الله  يعطي أن معنى الشهيد ( الثاني ) هو من لديه العلم والقدرة وألإحاطة بكل ما في الكتاب فيما يخص المعنى الحقيقي للنبي وهي تشبه قدرة وصي النبي سليمان  والذي عنده علم ( من الكتاب ) فاستطاع جلب عرش بلقيس بلمحة بصر من مسافة مئات ألأميال ؟؟؟!!! ، إذاً هذه الشهادة شهادة إظهار أشياء خفية ما كان إظهارها ممكناً لولا العلم بالكتاب ؟؟؟!!!
ورابعاً ( وبسبب أن الذين كفروا قد حسموا أمرهم بإعلان رفضهم لنبوة النبي فلا مجال إذاً للحوار معهم حول الموضوع ، فلم يبق إلا تهديدهم ووعيدهم بالانتقام، وبعدم النجاة، ما دام أن الأمور تعود إلى الله سبحانه، وسيكون من عنده علم الكتاب هو الآخذ بكظمهم، والمتولي لأمرهم.)
(حيث سيكون علي [عليه السلام] هو الذي له مقام الشهيدية، وهو المتولي لأمر الصراط، فلا يمر عليه إلا من عنده جواز من علي [عليه السلام]، والذي يعطيه علي [عليه السلام] هذا الجواز هو من التزم الحق، والصدق وتجنب الجحود عن علم، وسمع كلمة الحق. ولم يتول مستكبراً عنها كأن لم يسمعها..
وستكون معاملة علي [عليه السلام] معهم معاملة العارف بهم عن مشاهدة ومعاينة لمكان شهيديته، وإشرافه على الكتاب وعلمه ومعرفته الدقيقة )
فلم يبق إلا أن تكون هذه الشهادة هي شهادة أداء على الخلق (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)النساء ،


ما هو المراد بالكتاب ؟

1- قيل : الكتاب هو التوراة والإنجيل .

الجواب : وهو إحتمالهم أن الشهادة شهادة تحمل وليست شهادة أداء ، ولم يؤمن أحدٌ بعدُ من أهل الكتاب ، وهذا لا يصح كما ذكرنا .

2- أن المراد بالكتاب هو القرآن الكريم ، والمعنى : أن من تحمل هذا الكتاب وتحقق بعلمه وإختص به ، فإنه يشهد أنه من عند الله  وأني مُرسل به .

الجواب : نعم هذا هو الحق ، فيعود مُختتم السورة إلى مُفتتحها من قوله  (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) ، وينعطف آخرها على أولها وعلى ما في أواسطها من قوله  (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) .

النتيجة :
( وهذا في الحقيقة إنتصارٌ وتأييد منه تعالى لكتابه في مقابل الرد والصدود الذي يصدر من الذين كفروا ، حيث جعل سبحانه ألقرآن أعظم آية للرسالة فقال : (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) وبهذا إستوفى الغرض الذي لا يتم البيان دونه ، وهو من أحسن الشواهد على أن ألآية كبقية السورة مكية ، وبهذا يتأيد ما ذكره جمع ووردت به الروايات أن ألآية نزلت في (علي )  ، الذي قال فيه رسول الله حديث الثقلين : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي –لن يفترقا حتى يردا علي الحوض – ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا . والمروي من طرق الفريقين ، وهذا أعظم دليل على إنطباق ألآية على الإمام علي  .


والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين



المصادر :
- الميزان في تفسيرالقرآن / للطباطبائي
- مختصر مفيد / السيد العسكري
- تفاسير السنة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25



كتابة تعليق لموضوع : من الذي عنده علم الكتاب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net