صفحة الكاتب : حامد شهاب

مخاطر اختطاف النائب محمد الكربولي في جدة على مستقبل العلاقات العراقية السعودية
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيناريو إختطاف النائب محمد الكربولي في جدة ، يمثل ربما ( انتكاسة ) أخرى في العلاقات العراقية السعودية التي بدأت بعض مؤشراتها تسير نحو بعض (الانفراج)، واذا بهذه الصورة تهتز الان، وبخاصة ان صورة تلك العلاقات يشوبها الكثير من حالات التوتر والاضطراب، حتى ان هناك من يقول ان ( صوفة السعودية حمرة ) لدى كثير من العراقيين، واذا بالحادث جاء ليلقي الكثير من الشكوك على مسار تلك العلاقات..وندرج في ادناه مخاطر عمل من هذا النوع، وكما يلي:
1.    ان من الصعوبة بمكان ان تقبل السعودية زيارة أي مواطن عراقي بسيط الى أراضيها، الا ضمن وفود الحجيج والعمرة، ( المعدة على شكل مجاميع دينية وسياحية ) وفيما عدا ذلك تعد الزيارات الفردية للعراقيين اليها من المحرمات، فكيف بنائب عراقي وهو عضو في لجنة الامن والدفاع، تعرف الجهات السعودية كل كبيرة وصغيرة عمن يقدم اليها من مسؤولين عراقيين بدعوات رسمية، حتى وان كان مركزا بحثيا، فلا بد وان يكون لهذا المركز ارتباط بأحد الجهات الامنية الرسمية السعودية ، وان الجهة الداعية هي المسؤولة عن توفير الحماية والامن لمن يزورها في مناسبات كهذه، اما ان يختطف من قبل جماعة محسوبة على تنظيم داعش الاجرامي بهذه المسرحية والتي عرضها النائب محمد الكربولي، فهي غير مقبولة على الاطلاق، وتنم عن استخفاف بالعراقيين بالرغم من ان الزائر وفد رفيع المستوى، كان على الجهات السعودية ان توفر له كل سبل الامان بدء من دخوله الى مغادرته اراضيها!!
2.    اذا كانت داعش قوية في داخل السعودية وفي مطار جدة بالتحديد على هذا الشكل من الاعداد والتنظيم فأقرأ على السعودية وجهازها الأمني السلام، أي ان حجم الاختراق لها كبيرا الى الحد الذي اصبح من الصعوبة على أي مسؤول عراقي رفيع او حتى موفد عربي ان يصل الى مطارات السعودية او يزورها للتباحث معها، ويتعرض لهذا المصير غير المقبول الذي تعرض له النائب احمد الكربولي!!
3.    ان السيناريو الذي عرضه النائب محمد الكربولي عن عملية اختطافه، فيه من اللبس الكثير، ويفترض بمسؤول رفيع في لجنة الامن والدفاع البرلمانية ان يوفر له مستلزمات الامن الشخصي على الاقل، حتى وان كان في السعودية، مادامت الحكومة نفسها لم توفر له تلك المستلزمات قبل سفره، وكيف تساهلت داعش معه وافرجت عنه بعد ان قال انها طلبت معلومات عن شخصيات عراقية عديدة ، وكيف اتصل بالجيران ومن سهل له الاتصال بالجيران، وماذا يعني هذا المكان بالنسبة للسعودية وهل هو وكر لداعش، ام انه عملية نصب واحتيال تعرض لها بإسم داعش؟ لاندري، فتفاصيل مارواه النائب الكربولي يكشف امورا في غاية الخطورة، وان خروجه سالما لايعفي السعودية من تبعات ذلك الحادث ويعده العراقيون امرا في غاية الخطورة ان يتعرض مسؤول برلماني عراقي الى هذه الطريقة المؤسفة التي يفترض بالسعودية ان تعبر عن أسفها للحكومة العراقية على الاقل، وتعد بعدم تكرار ذلك مستقبلا، وإلا سيكون أي زائر لها مجهول المصير على طريقة ماتعرض له النائب محمد الكربولي، الذي لانرضى له ان يوجه الشكر للسعودية لانها عرضت سمعته الشخصية والوظيفية لمخاطر، اقلها انه سافر بدون علم الجهات العراقية وبخاصة البرلمان ولجنة الامن والدفاع التي يفترض ان تكون على علم بالزيارة من باب عدم اعتبار زيارات كهذه خروجا على التقاليد المعروفة بالابلاغ عن حالات كهذه لكي يكون للدولة العراقية مواقف اذا ماتعرض أي مسؤول لها في حالات مستقبلية مماثلة، ولكي يبعد النائب نفسه عن شبهات قد تحوم حوله عن هذه الزيارة واغراضها ، والفضيحة التي اعقبتها!!
4.    يفترض بأي مسؤول عراقي مهما كانت درجته في الدولة ان يبلغ دولته عن زيارات كهذه، لاية دولة كانت، من باب رفع العتب على الأقل ، وللاسباب التي اشرنا اليها قبل قليل، فيما اذا تعرض هذا المسؤول لأي حادث فردي او من تلك الدولة، حتى لاتتكرر حادثة اختطاف النائب محمد الكربولي مرة اخرى في السعودية او غيرها من الدول!!
5.    ربما كان رئيس لجنة الامن والدفاع حاكم الزاملي محقا فيما ذهب اليه من مؤشرات فيما ادلى به من تصريحات صحفية عن مجريات الحادث المأساوي، الذي اعتبر "هذا الأمر فيه الكثير من الملابسات، لأن السعودية حسب وصفه ( دولة بوليسية )  ولديها إمكانيات مخابراتية عالية، وهو لا يعتقد أن عملية الاختطاف ستتم بهذه السهولة"، مشيرا في ذات الوقت الى أهمية "معرفة ملابسات الحادثة والدوافع التي تقف خلفها".
6.    على أي مسؤول عراقي ان يتخذ من حادث اختطاف النائب محمد الكربولي العبر، في الدول التي سيزورنها، لأان أحداثا من هذا النوع ربما ستتزداد ، وتجد فيها جهات ومنظمات فرصتها مستقبلا للمساومة، وفي المقابل فأن العراق ملزم بحماية أي زائر يأتيه من أية دولة، وربما تقوم جهات داخلية بعمليات اختطاف مستقبلية لموفدين عرب واجانب، وبخاصة ان الوضع العراقي مرتبك ويصعب السيطرة عليه، ولو حدثت عملية الاختطاف في العراق لكان الأمر مقبولا الى حد ما، لأن الدولة ليس لها القدرة على تأمين كل الشخصيات التي تزورها، وقد تحدث حالات مماثلة من باب ( قياس رد الفعل ) أو استغلال الضعف الامني لاستهداف شخصيات عربية قد تقدم الى العراق مستقبلا وبخاصة من السعودية من باب ( المقابلة بالمثل ) ولأن ساحة العراق تعج بمنظمات تقترب من داعش في بعض اهدافها، لتعكير الأجواء مع المحيط العربي!!
هذه ملاحظات غاية في الاهمية نؤشرها لمخاطر احداث كهذه ، ينبغي ان نضع لها الكثير من الاعتبارات والاحتياطات المستقبلية للوفود العراقية التي تزور دول العالم وبخاصة التي تشهد صراعات مع جيرانها، لكي لاتتكرر حادثة الكربولي مع السعودية او مع غيرها مرة أخرى.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/27



كتابة تعليق لموضوع : مخاطر اختطاف النائب محمد الكربولي في جدة على مستقبل العلاقات العراقية السعودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net