صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

بكى الامير على عياله ..من بكى على عيالنا ؟
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جهش الامير بالبكاء وهو يرى عيال الكويت كالأضاحي في ذالك المسجد الشيعي بكى بحرقة الام الثكلى والاب المفجوع بموت ابناءه يتكأ على اثنان من الرجال يسحل بخطاه سحلا لكنه قدم الى ذالك المكان وهو ينوح وقد ابكى من حوله الرجال بحرقة لأنه يرى عياله وقد طالتها يد الارهاب في ذالك البلد الآمن الذي يحسد على كل شيء فيه وكل ابناءه يعيشون بسلام وآمان ورفاهية من عشرات السنين هذا المشهد الكئيب الذي ابكى الناس المتابعة له على شاشات التلفزة  ذكرني في العام 1990 عندما بكى امير الكويت آنذاك الشيخ جابر الاحمد الصباح عندما احتلت القوات العراقية دولته ذهب
 الى مجلس الامن وقد أزال العقال من فوق يشماغه وبدأ ينوح ايضا نياح الثكالى على اولادهن ولم يتوقف حتى كاد ان يغمى عليه في ذالك المجلس وهو يستغيث العالم على ضياع وطنه ..
صورتان كئيبتان تلزمك ان تستذكر الماضي في العام 1990 وتعيش الحاضر حاضر بكاء الشيخ صباح الجابر هذان الرجلان الوطنيان للذين يعيشون هموم ابناءهم ويبكون لبكائهم وآلامهم يجعل منك تحتقر وتمقت كل من حكم العراق منذ اصبحت الدولة العراقية دولة معترف بها قبل مئة عام والى يوم العباد هذا ..
22 شهيد و227 جريح حصيلة انفجار المسجد الشيعي لكن بكاء ابو الكويت على ابنائه يجعلك تقف اجلالا وأحتراما لهذه العائلة التي اوصلت هذه الدولة الصغيرة الى ماهي عليه حتى ان المستقبل لأجيال دولة الكويت قد اصبح مضمونا وهذه العائلة توفر للأجيال القادمة المستقبل الرغيد ..
اكثر من 6000 انفجار وقع في العراق منذ العام 3003 وثلاث احتلالات في العام 1991 عندما اصبح العراق دولة منهارة وقد تسيدت القوات الدولية تلك الدولة وجابت سمائها ومائها وارضها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وقتل مئاة الآلاف من العراقيين ان لم نقل تجاوز المليون قتلهم الجوع والمرض بسبب ذالك الحصار حتى صاحت الارض الغوث قبل السنة العراقيين ومات الالاف بين  جريح وقتيل ومفقود ناهيك عن الارامل والايتام قبل عاصفة الصحراء في الحرب الايرانية العراقية وفي العام 2003 استكملت وبدون اي مواربه ولا محاولة اقناع النفس استكملت الدول القادمة من
 خلف البحار احتلال العراق واليوم تعبث داعش بثلثي اراضي العراق وأحتلتها وصارت تحز الرؤوس وتفتي بما يحلوا لها وهي تصول وتجول كل هذا الذي جرى على العراق ولا اريد العودة الى البعثيين والقوميين والانقلابات والى التهجير والتنكيل داخل هذا البلد الذي يسميه البعض وطن الاحرار وقلعة الصمود وبلد الخيرات ولم اسمع يوما ولم اشاهد وها انا اعيش العقد الخامس لم اشاهد رئيسا عراقيا ولا سياسي عراقي قد بكى على ابناء هذا الوطن وقد حضر الى موقع انفجار او حضر الى مكان غرق المئاة في نهر دجلة على جسر الاعضمية ..
22 شهيدا و227 جريحا ابكى الامير وابكى الامير العالم لكن 1700 شابا من سبايكر   ذبحوا ونكل بهم ودفن بعضهم احياء و900 رجل في سجن بادوش اختفت اسمائهم من سجلات الذاكرة العراقية وقيود السجلات المدنية ويوميا يموت العشرات من الشباب  يستشهدون دفاعا عن هذا العراق ولم ارى شخصا واحدا سمح لعيونه ان تترك دموعها تنهال على العراق وابناء العراق .
لم اسمع ولم اقرأ في سفر العراق الخالد الا على الخيانة والمكر والخديعة والايقاع بالاخ والاستعانة بالعدو على ابن البلد وها هي اوراق ويكلكس آخر تلك الدراما الخبيثة التي توضح للعالم ان الفرق كبير وشاسع بين امير لدولة صغيرة لايتجاوز عدد سكانها المليون وبين سياسي دولة عبر سكانها الثلاثين مليون هذا يبكي على ابنائه وهذا يضحك على مقتل ابناءه يا للهول لايمكن المقارنة بين مجرمي العراق وبين شرفاء دولة الكويت اي زمان يعيشه العراق وهل فعلا العراق دولة اصيلة وأهلها وساستها اصلاء شربوا من ماء انهارها وتملحوا من ملح ارضها لا استطيع المقارنة
 بين رجل سبعيني يتكأ على حمايته وهو لايستطيع السير يأتي الى مكان الحادث يبكي وبين سياسيين لم ارى احد منهم يحضر تفجير او يبكي على طفل او يذرف دمعا على أمراة ثكلى ترمي بفوطتها بوجه سياسي العراق  سياسي الغفلة اللذين يستلمون مرتبات ما يستلم مثيل لهم مثل تلك المرتبات يستلمون بيد ويصافحون القتلة باليد الاخرى ..
هل ابكي اهل العراق ام الوم العراق على قادته السفهاء الخونة وهم يتصارعون ويأججون النار ويصبون عليها الزيت ليرتفع اوارها وهي تلقم الاطفال والشيوخ والنساء .
 بكى الشيخ على عياله وابكى العالم وقبله بكى اخوه على اهله وابكى العالم ولم يبكى على عيالك ياوطن لا امير ولا رئيس
رؤوف العمري

 

السياسة في مفهومها الاصطلاحي هي فن جلب المصالح، ولانها كذلك؛ فهي تحتاج الى حكمة بالغة واخلاص وجهد ووطنية، وقد يكون هذا بمجمله تعريف للسياسة الخارجية بمفهومها العام.

اما السياسة بشقها الثاني (الداخلية)، فهي تهدف لوضع استراتيجيات اقتصادية ترمي لتطوير الفرد وتهيئة الظروف المناسبة له للعيش، ولتنفيذ خطط دقيقية ضمن هذه الاستراتيجية تقوم على تعزيز البنى التحتية والفوقية، وخطط اخرى ترسم ملامح المستقبل وتدرس البيئة الاقتصادية داخلية وخارجية للحفاظ على اقتصاد البلد واستمرار سير عجله تقدمه، كما توضع دراسات عسكرية عميقة وذات طبيعة تحديثية تواكب التطور العسكري العالمي من اجل الحفاظ على حدود الوطن ولان القوة العسكرية هي احدى طرق تعزيز الاقتصاد واستقرار البلد.

 

اسوق هذه المقدمة؛ وانا احاول اسقاطها على واقعنا السياسي الاقتصادي بعد 2003 لارى مدى تقاربها معه، وكم هو حجم المنجز الذي قدمته الحكومات السابقة اعتمادا على نظرية السياسة التي قلناها في المقدمة والمعمول بها في اغلب دول العالم المتقدم، والنتيجة معروفة بكل تاكيد..

الحقيقية ان من قادوا الحكومات خلال الفترة السابقة، لم تكن سياستهم معنية بما قلناه ابدا، لابل انهم انتهجوا هذه النظرية السياسية بطريقة مقلوبة، والنتائج الحالية وما يتعرض له العراق هو خير دليل على ذلك.

ولعل الفشل الذريع والمدوي لهذه الحكومات وعلى كافة المستويات هو من جعل العراق صيدا سهلا للجماعات المتطرفة والتنظيمات الارهابية، وحوله الى مرتع خصب للفساد والسرقة والرشاوى، وعرّضه لاطماع الاخرين، وهدم الثقة بين الشعب والحكومة، واوصل البلد الى هذا الانهيار شبه التام.

في عهد هذه الحكومات خسر العراق ثلث ارضه للتنظيمات الارهابية، وخسر معها سمعة جيشه وارادة مقاتليه، واستبدل ما تبقى من هذا الجيش بمجاميع كثيرة ومتعددة، طائفية تارة وقومية تارة اخرى، يقودها امراء طوائف وقوميات متصارعة.

كما كانت فترة حكم هؤلاء هي الافسد في تاريخ العراق الحديث، فالاف الموظفين غير الموجودين اصلا في هذه الدنيا يتقاضون رواتب خيالية، وعصابات سيطرت على المشاريع التنموية والاستثمارية في عموم البلاد، دون ان تنجز منها شيء، وتأسيس لثروات فاحشة لفئة معينة، يقابلها فقر مدقع وحرمان كبير لابناء الشعب كافة عبر سرقة ميزانيات باكملها ومشاريع فساد مخيفة، كما انتهجوا سياسة تهميش الاخرين وتسقيط بعض الخصوم وزج مناؤين في السجون، وشراء مؤسسات اعلامية واقلام وعقول وافكار افسدت عبرها عملية المراقبة الشعبية، كما افسدت عبر سياسات هوجاء انفعالية متعجرفة علاقات العراق مع جيرانه ومحيطه العربي والاقليمي.

 

والانكى من كل هذا انها عرضت دماء العراقيين لاخطر موجة اراقة ذهب جرائها مئات الاف من ابناء الوطن، بينما تصدر العراق قائمة الدول في عدد النازحين عن مناطق سكانهم.

فعلوا كل هذا في سنوات معدودة؛ وكل الشعب بل والعالم ايضا يعرف هذه الحقيقية، واليوم يحاولون خداعنا مرة اخرى ببدعة من نوع جديد، تساندهم فيها الاقلام المأجورة، ووسائل الاعلام التي صارت مطية الافكار المجنونة.

 

 هذه البدعة قد تزيد واقعنا مرارة، وتحملنا اكثر مما حملنا اصحابها المعتوهين، بدعة ترمي الى  استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي.

هنا.. انا لست مدافعا عن النظام البرلماني، فأنا ارى فيه خلالا يجب اصلاحه وبالسرعة الممكنة، ولكني ايضا لا اريد ان اسمع ببدعة النظام الرئاسي، كونها اولا ليست مناسبة لبلد مثل العراق متعدد الطوائف والقوميات، ولا اعتقد ان الوقت مناسب لخوض مثل هذه التجارب المربكة وثلث مساحة العراق تحت حكم داعش الارهابي، والسبب الاخر والاهم هو ان من يطرح هذه الفكرة هو ذاته من تسبب بكل الخراب الذي حل بالعراق، وهو المسوؤل المباشر عن دماء العراقيين التي اريقت في جنوبه وشماله وشرقه وغربه، وعن هذه الظروف المزرية التي يمر بها الشعب.

 

 فبأي البراهين والقرائن  يمكن ان اقتنع انا وغيري من ابناء الشعب، ان افكار هؤلاء سليمة، وانهم سيجعلون من العراق واحة غناء في ظل الظروف الحالية، وهم ذاتهم من حوله الى خراب في ظروف كانت افضل..

 

اتريدون الضحك علينا مرة اخرى بهذه البدعة، الا تبا لنظامكم الرئاسي الفئوي الحزبي الفردي، وتبا لكل من روج له وهو غير مقتنع به، وليس له منه  سوى قبض حفنة من الدولارات التي سرقت من افواه الشعب الجائع.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/28



كتابة تعليق لموضوع : بكى الامير على عياله ..من بكى على عيالنا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net