صفحة الكاتب : شاكر حسن

رسالة الى مثقفي وعلماء الدين السنة والشيعة
شاكر حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس من المعقول والمنطق ولا من العدالة والانصاف ان تتحمل الغالبية العظمى من المسلمين ومن مختلف المذاهب والفرق الاسلامية , سواء اكانوا متدينين او غير متدينين , اقوال وافعال وتصرفات وفتاوى حفنة من شيوخ الحقد والكراهية من المتعصبين المعتوهين , الذين يكفرون ويحللون قتل الانسان لآخية الانسان لمجرد انه يختلف معه في الرأي والعقيدة  , وحفنة اخرى من المتعصبين المعتوهين ومن نفس الطينة لدى الطرف الآخر تلعن وتشتم  وتسئ الى ائمة ورموز الطائفة الاخرى ولنفس السبب .
ان الغالبية العظمى من ضحايا العنف الطائفي الاعمى هم من المدنيين الابرياء الذين ليس لهم ناقة ولا جمل لا في السياسة ولا في الاختلافات الدينية والمذهبية والتي اصبحت سائدة في المجتمعات  العربية والاسلامية . ويوم بعد يوم يزداد مع الاسف الشديد اعداد القتلى الابرياء والمعاقين والمهجرين من ديارهم وتزداد معهم اعداد اليتامى والارامل بسبب العنف الطائفي الاعمى ولا من حل يلوح في الافق. 
ان افضل طريقة يتبعها هؤلاء المتعصبين المعتوهين لخلق الاتباع والانصار بين الناس البسطاء والجهلة هو خلق الاعداء وتضخيم وتكبير الاختلافات بين المذاهب والاديان المختلفة بالاضافة الى تعميم تصرفات واقوال وافعال بعض الافراد على انها تمثل هذا المذهب او هذا الدين الذي يدعي هذا الشخص المعتوه  ان هؤلاء الافراد تنتمي اليه . 
اعتقد انه من الضروري عرض هؤلاء المتعصبين الجهلة من كلا الطرفين على اطباء اختصاصيين في الامراض العقلية والنفسية , وانني واثق كل الثقة بأن التشخيص حول حالة هؤلاء سيكون بلا شك خلل واضطراب عقلي ونفسي حاد ويجب عزلهم عن المجتمع والناس لآنهم يشكلون خطرا عليهم وعلى انفسهم . اما اذا اظهر التشخيص عكس ذلك لدى بعضهم , وهو احتمال ضعيف جدا , فيجب عرضهم امام المحاكم الدولية وفضحهم امام الرأي العام العالمي لينالوا جزائهم العادل بسبب الفتاوى التي يصدرونها والتي تحرض على العنف والكراهية والحقد ضد اتباع الديانات والمذاهب الاخرى وكل من يختلف معهم .
ان رجل الدين الحقيقي والذي يملك فكر حر انساني نبيل هو الذي ينتقد جماعته او طائفته قبل ان ينتقد الجماعات والطوائف الاخرى. فمن السهل ان انتقد وادين التعصب عند الطوائف الاخرى لأن ذلك لا يكلفني شيئا من الناحية الشخصية او النفسية، اما عندما يتعلق الامر بنقد طائفتي فانه يصبح الامر في غاية الصعوبة. فليس من الحكمة والاخلاق والشجاعة ان ندين التعصب لدى الطوائف الاخرى ونسكت عليه اذا ما جاء طرف جماعتنا.
ان الاختلاف بين البشر شيء طبيعي ومنطقي ومقبول وهو سنّة الحياة، وهو يغني الفكر والعقل والعلم وهو اساس الابداع والتقدم الحضاري ويعطي للحياة معنى وروعة وبهجة وجمالاً وهو بالاضافة الى ذلك كله رحمة للعالمين.  فكما قال رسول الرحمة والانسانية محمد  (ص)  "اختلاف امتي رحمة " .
فالاختلاف شئ والتكفير واللعن والسب شئ آخر. فكل انسان يستطيع ان يبين وجهة نظره في رأي اوفكرة او عقيدة معينة بأسلوب علمي مؤدب دون الاساءة الى الاراء والافكار والعقائد الاخرى.
هناك قول رائع لآحد المفكرين ما مفاده : انني لا اتعلم اي شيء من الذين يوافقونني في الرأي.
اما التكفير واللعن والسب والاساءة الى ائمة ورموز الاديان والمذاهب الاخرى فهو قمة التخلف وغير مقبول اطلاقاً لا عقلياً ولا اخلاقياً ولا دينياً ولا يصدر الا من اناس جهلة معتوهين ليس لديهم ادنى شعور او احساس بالمسؤولية عما تلحقه هذه الافعال من كوارث ومآسٍ على البلاد والعباد.
فلا خير في دين أو مذهب لا يدعو إلى المحبة والأخوة والتسامح والمساواة بين البشر واحترام الأديان والمذاهب الأخرى. فقيمة الانسان الحقيقية هي بمقدار الانسانية التي يحملها في عقله وقلبه وضميره .
ان اجتماع المختلفين دينيا او او مذهبيا بين فترة واخرى ضروري ومهم جدا لآنهم بهذا اللقاء والاجتماع مع بعضهم البعض والمناقشة والحوار سيتأثر حتما بعضهم ببعض , وهذه طبيعة بشرية حيث ان الانسان بطبعة يؤثر ويتأثر بالاشخاص المحيطين به . وكم اتمنى ان ارى اجتماعا او مؤتمرا يعقد بين علماء الدين والوجهاء والمؤثرين بين فتره وأخرى من كلا المذهبين , اجتماعا يسوده الآلفة والمحبة والاحترام المتبادل والشعور بالمسؤلية تجاه وطنهم وشعبهم بل والانسانية جمعاء. ومن يبادر في هذه المسالة فله الاحترام والتقدير في الدنيا والاجر والثواب في الآخرة وسيخلد اسمه في التاريخ. ويصدر عن هذا الاجتماع او المؤتمر فتاوى واضحة وصريحة بعدم جواز تكفير او الاساءة الى اتباع المذاهب والطوائف الاخرى او الى رموزهم الدينية والمذهبية. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/09



كتابة تعليق لموضوع : رسالة الى مثقفي وعلماء الدين السنة والشيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/10 .

اتفق معك في اغلب الكلام في مقالك ..فالتسامح والمحبة والشعور الوطني اساس لااستقرار الشعوب والبلدان ..والطائفية والعرقية والقومية الغام مزروعة تهدد الامن والاستقرار في البلدان ..ورغم عدم وجود دقة في المعلومات عن نشوء القومية والطائفية لكن التاريخ يحفظ في صفحاته لنا شيء من هذا القبيل .فالقومية التي ظهرت في تركيا العثمانية لتكون عقيدة .هي من اختراع اليهود الدهاة .واما الطائفية فلهم حصة من السهام فيها بعد ان اخذوا يدسون كلام هنا وهناك وينسبونه الى تلك الطائفة وهذه في محاولة للايقاع بينهم وقد نجحوا في كثير من الاوقات ومنعوا اي تقارب بين الشيعة والمسلمين .بل انهم شجعوا وساعدوا على ظهور فرق اسلامية متشددة في كلا الطرفين لتكون سد بوجه اي تقارب .ومن هنا نفهم الحرب الباردة والتي تحولت الى حرب ساخنه بين الطائفتين في مناطق كثيرة من العالم الاسلامي ...لعبت فيها السياسة دور كبير مع اضمحلال دور العلماء في احداث منعطف تاريخي في حياة المسلمين وجمعهم على كلمه واحدة .نصر لدين الله ورسوله الكريم .ص. بعيد عن هذا الاختلاف القاتل الذي اوصل المسلمين الى اقصى درجات الضعف والتفرقة وهدد سلامة البلدان واستقرارها .وينذر بما هو اسوء في المستقبل .ان بصمة اهل الديانات السابقة واضحة الملامح في هذا الاختلاف وفي تغذية مشاعر الكراهية اليوم من خلال النظم السياسية والامبراطوريات الاعلامية المهيمنة على الاعلام والتي يذهب ضحيتها المسلمون الذي يصب فوق رؤوسهم هذا المقدار الكبير من التضليل والتزييف الذي تتبناه تلك المؤوسسات .امل منها في تشويش عقيدة المسلمين وضربهم ببعض البعض .وللاسف لم نجد اليوم ثلة من اهل العلم والاختصاص .تاخذ على عاتقها مهمة محاربة الفتنه والعمل على جمع المسلمين على كلمة سواء .بل نرى وللاسف مزيد من الحرب والتنابز باللقاب وكما اشار الله في محكم كتابه .قالت اليهود ان النصارى ليس على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء .واليوم هذا الحال بين المسلمين الشيعة والسنة .تغذيه الاهواء والاحقاد والمصالح




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net