صفحة الكاتب : ضياء المحسن

الاتفاق النووي الإيراني الدولي. ماذا بعد؟
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سؤال يتبادر الى ذهن كثير من المتابعين لتطورات الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في دول الخليج العربي، وإستهداف التنظيم لتجمعات يغلب عليها طابع من لون واحد، فهل يمكن أن تكون الولايات المتحدة قد رضخت لواقع الأمر الذي يقول بأنها لا يمكن لها تجازف أكثر في معاداتها لجمهورية إيران الإسلامية، إذا ما وضعت في حساباتها أن تنظيم داعش يعتمد على تمويلها على أموال مشبعة برائحة النفط، وأفكار سلفية تتخذ من أرض نجد والحجاز منطلقا لها.
الأهم من ذلك كله، هو تأثير ذلك على الوضع الأمني في العراق، وما يمكن أن يحدث فيما يتعلق بتحرير أراض عراقية يدنسها التنظيم منذ أكثر من عام، خاصة وأن توقيع الإتفاق النووي المثير للجدل، جاء متزامنا مع إنطلاق عمليات تحرير الفلوجة والرمادي.
الإتفاق الأخير منح الضوء الأخضر للجمهورية الإسلامية للدخول الى النادي النووي، من الباب وليس من الشباك، بالإضافة الى أن ذلك يعني، إمكانية دخول الجمهورية السوق العالمية لتصدير المنتجات النووية، الأمر الذي يؤكد صواب سياسة الإسلاميين في إيران، وإمتلاكهم لأصول لعبة السياسة التي يجهلها كثير ممن حولنا من المتأسلمين الجدد.
خطر الإتفاق النووي الإيراني مع المجموعة الدولية، تراه فقط دول الخليج، التي ستجد نفسها في مواجهة مع شعوبها، خاصة المملكة السعودية، ذلك أن السعودية إذا ما قورن ناتجها الإجمالي مع الناتج الإجمالي للجمهورية الإسلامية، سنجد أنه أكبر من الأخيرة بكثير، لكنها مع ذلك لم تستثمر ذلك في تطوير البنى التحتية لمثل هكذا مشاريع ستراتيجية، بل إنها وظفت هذه الأموال لبث الأفكار الهدامة، والتفرقة بين المسلمين، من خلال فتاوى يصدرها شيوخ يأتمرون للبلاط الملكي، بالإضافة الى شراءهم لذمم صحفيين وكُتاب للترويج لأفكارهم، وبذلك ضيعت على نفسها فرصة عظيمة لن تسنح لها مرة أخرى.
داخليا وهو المهم، سنلاحظ خلال الأيام القادمة تخبط في وضع تنظيم داعش الإرهابي، لأن ممولي التنظيم سيعتكفون لفترة قد تطول مدتها في محاولة لإيجاد مخرج من مأزق الإتفاق النووي الإيراني، وهو ما سينعكس إيجابا على تطورات المشهد الأمني، من خلال دخول قوات الجيش والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي، بالإضافة الى أبناء العشائر؛ في مواجهة حاسمة مع التنظيم الإرهابي لكسر شوكته وطرده من الأراضي التي يحتلها الأن، وما إنطلاق حملة تحرير الفلوجة والرمادي إلا خطوة أولى لتحرير بقية المناطق المحتلة من براثن التنظيم المسخ.
ماذا بعد؟
نحتاج فقط الى رؤية موحدة من قبل النخب السياسية، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي سيقوي من اللوبي الداعم للعراق ضد الإرهاب، وحل بعض المشاكل العالقة مع الإقليم وبعض دول الجوار، وإيصال رسالة مهمة لهذه الدول؛ بأن داعش لا يستهدف العراق فقط، بل إنه يستهدف هذه الأنظمة بصورة مباشرة، لأنه يعرف ( بحسب الأفكار التي زرعها في عقولهم شيوخ الفتاوى التكفيرية) بأنهم لا يطبقون الشريعة الإسلامية، وبالتالي يجب عليهم الوقوف مع العراق لمحاربة هذا المسخ ووأده الأن قبل أي وقت أخر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/18



كتابة تعليق لموضوع : الاتفاق النووي الإيراني الدولي. ماذا بعد؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net