صفحة الكاتب : عباس طريم

ماذا ستفعل السعودية بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب ؟
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انتهت الازمة  النووية القائمة بين الغرب وامريكا من جهة , وايران من جهة اخرى . واعترف العالم بالجمهورية الايرانية الاسلامية كقوة لا يستهان بها , وحصلت ايران على حقها النووي واعادة اموالها , وحقها بتصنيع الاسلحة وتصديرها لاصدقائها , واعادة عشرات المليارات الى حوزتها , وستحصل على مقاعد في جميع الكليات والجامعات في العالم لطلبتها  واصبحت ايران شريكا في صنع السلام رغم انف المنافقين. وتسابقت الشركات الكبرى في العالم للحصول على العقود الايرانية وبناء جسور التعاون , على اساس المنفعة المتبادلة . واستسلم العالم امام الثبات المنقطع النظير , وحصلت ايران على كل ما تريد.. كل ذالك بسبب صبرها وصمودها , وتكاتف شعبها واجماعه على كلمة واحدة , واصرارها على الوقوف بوجه الظروف القاسية وتحدي الصعاب من اجل ان تبقى عزتها وكرامتها مرفوعة الهام , لا تركع الا
لله عز وجل ! واستطاعة ان تسجل صمودا ليس له مثيل , سيظل شاهدا على كبريائها وشموخها  , ودليلا
على انها , لا يمكن ان تنحني تحت اي ضغط , ولن تهتز مهما كانت الرياح الصفراء القادمة قاسية وشديدة .
ومن وجهة نظري .. ان من حق السعودية ان تقلق من ذالك الاتفاق , الذي سيفتح افاقا رحبة للجمهورية الاسلامية , للانفتاح على العالم وتوسيع صادراتها , والاطلاع على اخر الانجازات العلمية في العالم , ويحطيم القيود التي ظلت مكبلة بها طيلة تلك السنين , والانطلاق الى حيث المزيد من التطور العلمي على جميع الاصعدة . ان ايران دولة عجيبة بجميع المقاييس للاسباب التالية : رغم كل الحصار وتكالب دول العالم
"والمؤامرات التي تحاك ضدها بليل " لم تهزم . وخلقت من تلك الظروف الغير طبيعية التي تمر بها , عنوانا
جديدا لطبيعة صمودها وتطورها , حتى اذهلت العالم . فكل شهر نجدها تعلن عن تصنيع جديد . وكل فترة تفاجيء العالم بانجاز عسكري يذهل العقول , [ يسر الصديق ويغيض العدى ] . حتى اصبح عصية على الانحناء وان التفكير  فقط  بمهاجمتها , ينطوي على تحذير وخوف من المجهول , وتوقع اسوء الاحتمالات , نتيجة ما تمتلكه من اسلحة فتاكة تصل الى مديات مختلفة , وقدرات تطال العدو في عقر داره . هذا كله حدث بظروف الحصار المطبق عليها . فكيف ستكون ايران في ظل الانفتاح على العالم , وفتح الابواب امامها ؟ . لا شك انها ستستغل تلك الفرصة لتحصين جيشها وتطوير اسلحتها والارتقاء الى مصاف الدول الكبرى . وهذه حقيقة يقرها العدو والصديق .
وخاصة السعودية التي تدرك ان اوراق اللعبة ما عادت بيدها , وان اصدقائها انقلبوا عليها واصبحوا الاقرب الى ايران , وان مستقبلها سيكون رهن الظروف التي قد لا تخدمها , وتنقلب الطاولة فوق راسها . ان من يجد   ويصبر , لابد له ان ينعم بصبرة وجده . ومن يصمد لابد ان يتغنى بصموده يوما .ومن يعيش للتسابق على المؤامرات والقتل والتدمير , يعيش الخوف والرعب من النتائج المترتبة على تلك الافعال المخزية , والتي لابد لها يوما ان ترتد على صاحبها وتمحي ذكره . خاصة ان العالم المتحضر لا يؤمن بالصداقات , بل بالمصالح التي من خلالها فقط تبنى وتؤسس العلاقات الخارجية , ويحدد العدو من الصديق . هذا هو التفكير الغربي الذي
لا يعترف بصداقة دائمة ولا عداوة دائمة , ويتاثر بالمتغيرات التي تأتي على حين غفلة فتقلب الامور , وتوزع الادوار , بشكل لا يسر البعض . خاصة الذين يظنون انهم قد اشتروا الضمائر بمالهم , وناموا على بساط الامن والسلام ! ولم يحسبوا حساب الغد ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/19



كتابة تعليق لموضوع : ماذا ستفعل السعودية بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net