صفحة الكاتب : فؤاد المازني

التغيير يبدأ من محكمة الضمير
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التغيير إحدى أهم السمات التي تتطلع لتحقيقها النفس والمجموعات البشرية والمجتمعات الإنسانيةب والشعوب والبلدان وتنشد الإرتقاء من خلال هذا التغيير في مجمل حياتها وحياة الأجيال التي تليها . لا أريد أن أخوض في غمار العوالم المحيطة وما وصلت اليه بقدر ماهو تسليط الضوء على العراق وشعبه كونه يتصدر قائمة من السلوكيات لا أحد يعرف مدياتها إلا الله والراسخون في العلم . العراقيون قبل 2003 كانوا أشبه بالغريق الذي ضاقت به السبل نحو النجاة ووصل به الحال الإستعداد للتعلق بالقشه من أجل الخلاص من ظلم لاحد ولا حصر له .. وبعد 2003 إعترت البلد جبال من الأمواج المهلكة تبدأ من الفساد في كل مفاصل الدولة الى الإنهيارات الأمنية الى دمار البنية الإقتصادية الى سوء الخدمات الى ضياع في ضياع . الغريب الكل ينتقد ويحلل ويتذمر ويعاتب ويتعصب لما هو حاصل والكل يحمل الآخرين أسباب هذا التردي وتتزاحم طروحاتهم الإعلامية وفي بوابات تواصلهم الإجتماعية كل القيم الأخلاقية النبيلة وتتشدق ألسنتهم بالحق والصدق والأمانة والإخلاص والكرم والجود والتكافل الإجتماعي والإحساس المرهف بالوطنية والمواطنة الصالحة والشعور النرجسي بمعاناة الآخرين ولم ينتبه أحد على أن يبذل أدنى جهد لمعرفة دوره ومساهمته في كل مايجري وكأنه خارج هذه الدائرة أو منزه أو ملك من السماء أو أن ماهو حاصل ليس من ذات المجتمع وذات الشخوص بل من خارج الكوكب أو من سنخ الجن والشياطين . مايجري في العراق من أحداث متراكبة ومتشابكة تعتليه كل يوم مشاكل لاحصر لها والكل ينتقدها ولم نجد من يمتلك شجاعة المواجهة مع ذاته ونفسه وشخصه ليقول ماهو دوره في تلك الأحداث ومساهمته في تفاقم هذه المشاكل ولو بعبارة أو كلمة بل هو على إستعداد لتحليل كل مايجري وتحميل السبب على الآخرين وهكذا دواليك والنتيجة ضياع في ضياع . التغيير لابد أن يبدأ وينطلق من النفس ومن إحياء الضمير ليكون هو المقود والحكم والمراقب والمصحح وبالتالي تنبت بذور التغيير في المجتمع لتزهر ثماره في نهضة حقيقية للبلد ويتحول الحال من حال الى حال . أما إذا بقيت النفس خارج هذه الأطر وبعيدآ عن المحاسبة الذاتية وفي بروجها المتعالية فلا تغيير يحصل ولا ينهض البلد بدون تشييد لمحكمة للضمير ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/23


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الذكرى الثالثة لوفاة العالم الرباني حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الصافي (طاب ثراه)  (المقالات)

    • في الذكرى السنوية الأولى لوفاة حجة الإسلام والمسلمين السيد علي عبد الحكيم الصافي (قد)  (المقالات)

    • جامع الفقير .. بالأمس إحتضن جمال جعفر ( أبو مهدي المهندس) يافعاً.. واليوم يؤبنه شهيداً  (المقالات)

    • القيادة الرشيدة .. الشهيد القائد أبو مهدي المهندس إنموذجاً  (المقالات)

    • في كربلاء المقدسة ... المفتي والشذر يتبنيان جدار الحرية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : التغيير يبدأ من محكمة الضمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net