صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

وزارة الكهرباء.. وأستنساخ النعجة دوللي!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تعد معجزات العالم سبعة كما كانت, فقد أضيفت لها معجزة ثامنة الا وهي أن رابع بلد نفطي في العالم وهو العراق يفتقر ألى الكهرباء, منذ التسعينات ولغاية اليوم!  وأسباب العجز عن حل تلك المعضلة مجهولة لحد الآن, وبما أن المشكلة أصبحت مستعصية وأخذت طابعاً تراثياً بعض الشيء, لذلك بات  المتحف مكانها الطبيعي للتحول من  مجرد أزمة ألى إرث, شاهد على العجز والفشل, لتبقى تلك القضية مثار دهشة العالم أجمع, بلد نفطي بلا كهرباء.
 قضية الكهرباء كان من المفترض أن تنهي بعد عام 2003, فالعراق تحول ألى بلد ديمقراطي! فلماذا تحولت أزمة الكهرباء إلى دوامة, تأكل في طريقها الأخضر واليابس؟ ولماذا لم يتمكن أي وزير لغاية اليوم من تحقيق خطوة واحدة في طريق حل مرض الكهرباء المزمن؟ ولماذا تتصارع الكتل السياسية ليحظى أحد مرشحيها بمنصب وزير الكهرباء؟
صفقات مشبوهة, وفساد أداري وعقود وهمية, وعقول غلبت الشيطان في التخطيط للحصول على الربح, من تلك الوزارة التي تحولت ألى بئر نفطي يغرف منه الوزير وحاشيته والكتلة التي رشحته, هذا هو سبب استفحال مرض الكهرباء القاتل, لمن يبحث عن أجابة.
فالمافيات التي تسللت الى الوزارة منذ عام 2003 ولغاية الآن هي من تحرك قطع الشطرنج من وراء الستار, ولم يسع أي وزير على أجراء تغيير في تلك الوجوه, لغاية معلنة لم تعد حبيسة في نفس يعقوب, بل يعرفها القاصي والدني, فكل المجاري والمنابع تصب في نهر واحد.
الغريب في الأمر أن الوزير مهما كانت صفته, ومهما كان دينه ومذهبه, شيعيا كان أم سنيا, يسير على خطى من سبقه, بوتيرة واحدة وتتابع متقن, فهو لا يغير شيئاً  واحد من الأرث الملعون الذي  وصل أليه.
نفس الفشل ونفس الأعذار, ونفس المحافظات المظلومة, البصرة صاحبة نسبة ال 85% من صادرت نفط العراق, الضحية الأبرز لحراب وزراء الكهرباء المتشابهين في الفعل والمضمون وأن أختلفت وجوهم.
النعجة دوللي أحد أهم منجزات الطب, في حقبة التسعينات, فقد نجح الغرب في أستنساخ النعاج, عن طريق التحكم بالهندسة الوراثية, ليتمكنوا بعد ذلك من أستنساخ البشر, بينما نجح العراق بأستساخ وزراء للكهرباء, بنفس وتيرة الفشل والإخفاق, حتى الشبه بينهم فاق الشبه بين النعجة دوللي ونسختها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/28



كتابة تعليق لموضوع : وزارة الكهرباء.. وأستنساخ النعجة دوللي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net