صفحة الكاتب : انور السلامي

هل لتركيا خطة استعمارية في العراق وسوريا ؟
انور السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  الدولة العثمانية  الغابرة, يتراقص الأتراك على أنغامها, منذ أكثر من قرن ونصف كانت هذه الدولة شجرة عملاقة شاسعة الأطراف, الى أن قلم أغصانها الغرب فأصبحت حدودها ما عليه الآن.
لم يغمض لها جفن, بسبب الحنين الى الماضي والعودة الى التوسع الذي يأرق مضجعها, يقلبها يمينا وشمالا, باكيه على أمجادها, عازمة على استعادة أجزاء من الماضي وبأي ثمن, فما كان على الغرب إلا استغلال الجشع والشراهة التركية في التوسع, فعرض الأخير خطته المكونة من مرحلتين.
  المرحلة الأولى: هو استخدام طريقة الزراعة بالتطعيم لهذه الشجرة الخبيثة, بداعش لتنمو فيها دون النظر الى العواقب, فكانت الحاضن المناسب لهذا الغصن الهجين لسنين, ثم تمددت فيما بعد وحسب الخطة, وبدعم من بعض الدول العربية الى سوريا ثم العراق. 
لم تتوقع منه هذه السرعة في النمو, فتراقصت فرحا بغصنها الجديد الذي نما, وكان الغرب صبورا على هذا الفرع, لحاجته الماسة له, في هذه المرحلة, بسبب الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم, وتنتظره لتنفيذ مخططاتها في المنطقة, لان الشتاء القارص على الأبواب.
أظهرت تركيا للعالم العربي الوجه الرافض للدخول في الحرب ضد داعش, أما وجهها الأخر, فهي حريصة كل الحرص على تغذيه غصنها, ما يلزمه للديمومة في النمو, من تدريب وتسليح وتسهيل دخولهم الى الأراضي العراقية, بواسطة شراء بعض الضمائر, من أشباه الرجال المحسوبين على العملية السياسية, والمتآمرين على وحدة هذا الوطن, وللأسف تحقق بعض ما تمنوه.
المرحلة الثانية: هي توفير الغطاء السياسي أمام الشعب التركي والعالم,  بأن تركيا كانت رافضة منذ البداية التدخل في أراضي جارتيها العراق وسوريا, وليس لديها أي أطماع استعمارية في المنطقة ولكنها تعرضت الى هزة قوية في الداخل بعد التفجيرات الأخيرة المنظمة, وكذلك لمطاردة  الخطر القادم من الجنوب من عناصر حزب العمال الكردستاني, وإنها قد أجبرت على دخول الحرب في هذه المرحلة, بسبب الضغط الجماهيري الواسع عليها, لذلك هي مضطرة للتدخل الفوري لحماية أمنها القومي من الإرهاب, حينها  ستكون الفرصة مؤاتية  للتوغل في العمق العراقي وصولا الى الموصل, ولن تخرج منها لكون الحرب ستكون "لأجيال" . 
يعتقد البعض, أن الأمر فيه شيء من المبالغة, هو لا يتعدى من مجرد صدفة, وأن تركيا ليس لديها أطماع مسبقة ولها الحق في الدفاع عن نفسها.
 خارطة الشرق الأوسط الجديد, تشمل هذا المخطط الذي دبّر بليل, على السياسيين النظر بجدية للأطماع التركية في العراق, وقبول إقليم كردستان بهذا التدخل كان مخطط له منذ البداية.
إذا يجب تفويت الفرصة على الأتراك, من الطعن في الظهر, وكما قال المثل ( المؤمن لا يلدغ من نفس الجحَر مرتين).

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انور السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/01



كتابة تعليق لموضوع : هل لتركيا خطة استعمارية في العراق وسوريا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net