صفحة الكاتب : حسين الركابي

إنقلاب في بغداد
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يختلف إثنان على إن داعش ومن تحالف معهم من"  كلاب السياسة"،  يسلكون جميع الطرق من أجل الوصول إلى ما يطمحون اليه،  بغيت الوصول إلى إحتلال العراق ونهب ثرواته وإستباحة أرضه وعرضه؛  تحت لافتة الديمقراطية وحرية التظاهر الذي كفله الدستور العراقي بعد 2003، والذي لم يفهم الشعب العراقي أبجديات التظاهر بعد؛  أو هناك أيادي خفية تحرف مسار أي مظاهرة،  قد تكون حقه ومطالب مشروعة،  وتجرها إلى التعدي على حقوق الاخرين،  وقطع الطرق وحرق ممتلكات الدولة. 
ما جرى في محافظة البصرة قضاء المدينة تحديداً الاسابيع الماضية؛  حيث خرجت مظاهرات ضد قرار وزير الكهرباء؛  القاضي بتخفيض حصة البصرة الكهربائية،  لتعويض النقص الحاصل في المحافظات الأخرى،  والجميع يعلم إن مشكلة الكهرباء مشكلة أزلية؛  ولم تكن في منطقة دون أخرى،  وإنما معظم المدن العراقية تعاني من إنقطاع التيار الكهربائي،  وتلكئ وزارة الكهرباء منذ 2003، التي صرف عليها من ميزانية الدولة العراقية 36 مليار دولار(  أي ما يعادل ميزانية خمسة دول عربية لمدى 6 سنوات). 
المظاهرات التي كفلها الدستور العراقي،  وأعطى الحرية الكاملة لمن يريد التظاهر بالطرق السليمة والقانونية،  من أجل تنبيه الحكومة المحلية أو المركزية على قرار إتخذته غير صحيح،  أو غبن لحق بشريحة من المجتمع أو احد المؤسسات؛  تتظاهر مجموعة تمثلهم ضمن الاطر القانونية،  وتدرج مطالبهم بورقة موقعة من معظم المتظاهرين،  على أن تكون المطالب شرعية وقانونية،  ولا تخل بالقانون أو فيها غبن لشريحة أخرى والحفاظ على ممتلكات الدولة؛  وان لا تربك الوضع العام في البلد،  من خلال قطع الطرق وتعطيل الحياة العامة. 
بغداد الحبيبة التي شهدت مؤخراً مظاهرات يوم الاربعاء الماضي،  لموظفي مديرية السكك الذي تظاهروا نتيجة تأخر مستحقاتهم الشهرية" عشرة أيام"،  أي لم يستلموا الراتب لمدة 40 يوماً،  حيث تظاهروا  بطريقة غريبة جداً"  أشبه بالإنقلاب العسكري الذي حدث في سبعينات القرن المنصرم"؛  فقد قاموا بتحريك عدة قطارة وايقافها بالطرق الرئيسة للعاصمة بغداد،  وشل حركة الدوائر والمؤسسات الحيوية بالكامل واربك الأجهزة الأمنية،  وقطع إمداد مجاهدي الحشد الشعبي،  والقوات المرابطة في ساحات المواجهة. 
إن الأزمة المالية التي يمر فيها البلد لم تعد خافية على أحد،  ومعظم الدوائر والمؤسسات لم تستلم مستحقاتها في نهاية الشهر؛  وإنما يحصل تأخير 10- 15 يوماً وهذا يعد أمراً طبيعي،  في بلد حكمته مافيات سياسية ما يقارب عقد وسرقة ميزانيته،  وسلمت ثلث مساحته لداعش وإنخفاض أسعار النفط؛  الذي أصبح لهؤلاء مساحة يتحركون فيها ويقلبون الراي العام،  من أجل تحريك الشعب وإنقلابه على الحكومة وحرق مؤسساته،  حتى يتسنى لهم العودة للسلطة من جديد،  وسلب ما تبقى من داعش وحكومتهم السابقة. 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/02



كتابة تعليق لموضوع : إنقلاب في بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : سيف الدين ، في 2015/08/02 .

نهب ثرواته وإستباحة أرضه وعرضه؛ تحت لافتة الديمقراطية وحرية التظاهر الذي كفله الدستور العراقي بعد 2003

وشهد شاهد من اهلها:
http://mohammedallawi.com


http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=190241#axzz3glb9J4Ut


والذي لم يفهم الشعب العراقي أبجديات التظاهر بعد؟؟؟\

لعد ليش كان كل واحد من عندكم يبجي زمن الطاغية ويطالب بالتظاهر قبل 35 سنة مضت والان بعد كل هذا التقدم والابقون وافيس بوك وهستغرام وكل هذه المواقع الاجتماعيوة وتتهم الشعب العراقي بعدم علمه ولم يفهم الشعب العراقي أبجديات التظاهر بعد؟؟

اقول منو انت حتى تجهل الشعب يا ايها......




• (2) - كتب : سيف الدين ، في 2015/08/02 .

فدوة لو سمحت ان تشاهد الفيديو شكد يتكلم عن مهارات السياسيين الذين تمدحهم في مقالك والحرية والديمقراطية والدستور الذي تتكلم عنه.

الرجاء قراءة اعلى الفيديو وسوف تلاحظ بنفسك الديمقراطية التي كفلها الدستور بصورة ناصعة وغير مشوهة.
https://m.facebook.com/groups/101281073297189?view=permalink&id=887441861347769&refsrc=http%3A%2F%2Fbay177.mail.live.com%2F&refid=9&_rdr#_=_

• (3) - كتب : سيف الدين ، في 2015/08/02 .

"بغيت الوصول إلى إحتلال العراق ونهب ثرواته وإستباحة أرضه وعرضه؛ تحت لافتة الديمقراطية ؟؟"

اليس هذا الكلام ينطبق على من في السلطة منذ 13عاما يا ايها الكاتب؟

اين هي خيرات العراق بالله عليك؟

اين الكهرباء لو انت خارج العراق وتغرد للداخل الذي يستوي بالحر؟

اكو مثل عراقي يقول:

اكعــــــــــــد اعــــــــــوج واحجــــــــــي عــــــدل......





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net