صفحة الكاتب : د . يحيى محمد ركاج

المعراج السياسي من دمشق
د . يحيى محمد ركاج

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اعتاد المتابعون والمحللون أن يترقبوا إطلالة الرئيس السوري عند نهاية كل مرحلة من مراحل الحرب التي تواجهها سورية ليعلن الانتصار في مرحلة مضت والتهيؤ والتحضير للمرحلة التي تليها دون تحديد سقف زمني أو إجراءات محدودة الأجل للمراحل المقبلة، فلم يعد خافياً على أحد أن توقيت إعلان الانتصار في كل مرحلة من مراحل العدوان على سورية كان يفاجئ العالم أجمع، إلا أن خطابه في هذه المرة في نهاية الشهر السابع وبعد انتهاء المؤتمر الإعلامي المقاوم لمواجهة الفكر التكفيري بدمشق كان أكثر من صادم ومفاجئ للجميع بلا استثناء، لدرجة أن الحلف المعادي بدا مرتبكاً ومتخبطاً في تناقض واضح عند محاولته كالمعتاد تحوير مضمون الخطاب، ولعل السبب في ذلك هو توقيت الخطاب وجمهوره ومضامينه الإستراتيجية ورسائله السيادية للداخل والخارج والمفاهيم الحديثة للهوية والانتماء والمواطنة، أو لعل السبب في ذلك هو الليلة النووية الإيرانية وما تركته من تداعيات على الحراك السياسي والدبلوماسي في المنطقة والعالم.

إلا أن المتابع لمضمون خطاب الرئيس الأسد وما سبقه من تصريحات لبزوغ نطفة التحالف الرباعي الذي أعلنت عنه روسية لمواجهة التنظيم الإرهابي المسمى (داع ش) وما تبعها من تسريبات إعلامية حول زيارات متبادلة بين رئيس مكتب الأمن القومي السوري ومخابرات الدول المتورطة بالحرب على سورية، وإسقاطات هذه الزيارات على بعض الملفات في المنطقة كالملف اللبناني والفلسطيني، يدرك تماماً مضمون وهدف الزيارات المكوكية لوزراء الخارجية ورجال الدبلوماسية العالمية للمنطقة وأيضاً زيارات دبلوماسيي الدول المنخرطين في تدميرها، ويدرك أيضاً قوة الموقف السوري وصلابته. الأمر الذي يجعل من مباريات المبادرات المتبادلة بين الأطراف السياسية المتجاذبة والمتنافرة حول المنطقة ليست إلا محاولات تطويق أو احتواء للآخر، خاصة في ظل التخبط العربي في التسابق نحو تبعيته الصهيوأمريكية من جهة، والتصريحات الأمريكية المتناقضة في التعامل مع الإرهاب الداعشي، وتبديله لأسماء التنظيمات التي يحاول زجها كبديل عسكري يفاوض على منجزاته في سورية من جهة أخرى.

لقد شكلت كلمة الرئيس السوري رسالة واضحة المضمون للمرحلة القادمة من تاريخ سورية المتجدد، حملت في ثناياها رسالة الإعمار والبناء والتفاوض الدبلوماسي والسياسي، ورسالة أخرى معلنة حول القيادة العسكرية وأولوية أهدافها في الميدان، الأمر الذي فهمه جميع سياسيي العالم دون الحاجة إلى شيفرة لفك كلمة سر الرئاسة والسيادة السورية.

إن ملفات المنطقة المتشابكة والتي أسفرت بالتوقيع النووي الإيراني عن ولادة مرحلة جديدة من المواجهات، تشير إلى الانتصار السوري في مرحلة المواجهات القائمة في هذه الفترة، وتشير أيضاً إلى تحول سورية والعالم أجمع إلى مواجهات جديدة قاسمها المشترك التأكيد الدمشقي بأن وطننا حق لنا.. وحمايته حق علينا .. والله مع الحق. الأمر الذي يجعل من دمشق معراج السياسيين والدبلوماسيين الراغبين بالوصول إلى السيطرة على حكم العالم، فلا حل ولا تسوية ولا حرب ولا انتصار إلا عن طريق دمشق وبالتوافق معها.

كما أن الأيام القادمة تتطلب صبراً وترقباً لما سوف تحمله من بشائر انتصارات عربية تصنعها الجمهورية العربية السورية المقاومة في الميدان السوري وفي الميدان العربي، دعامتها اقتصادية، وأداتها عسكرية، وصناعها بواسل الجيش العربي السوري أسطورة الصمود العالمي، خاصة أن بوادر كلمتها العالمية بدت للملأ من ثنائيات الفيتو الثلاثة في الأمم المتحدة.

عشتم وعاشت سورية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يحيى محمد ركاج
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/08



كتابة تعليق لموضوع : المعراج السياسي من دمشق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net