صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مسرحية النورس
علي حسين الخباز

  الشخوص
ـــــــــــــــــــ
ابن زياد
زين العابدين (ع)
زيد بن ارقم
يزيد بن معاوية 
سرجون المستشار
قيس بن مسهر الصيداوي
ابراهيم ابن الاشتر
مجموعة / 4 اشخاص
جمهور         
( ينقسم المسرح الى جزأين
في الزاوية اليسرى  عرش ابن زياد
، الزاوية المقابلة تترك للمشاهد المتحركة، الفسحة الامامية للمسرح تترك للناس وهم يترقبون النورس طوال المشاهد  )
تسلط الاضاءة على مجموعة من الناس وهم ينظرون الى السماء ينظرون الى النورس  وهو ينثر الدم على الرؤوس ، والناس يتحسسون الدم بأيديهم ويلفظون عبارات الدهشة ، وتتابع زوايا المسرح عند محاورة المجموعة وابن زياد)
صوت :ـ  بعدما استفاق ابن زياد من خناقه  وجد السماء كنسيج العنكبوت
ابن زياد :ـ ( بغضب) ألمثلي يقال هذا الكلام ؟ والله ما ندمت على قتل الحسين قط ، رجل خرج عن طوع الامة فقتلناه .
(تسلط الاضاءة على الناس وهم ينظرون الى السماء وعلى وجوههم ملامح الاستغراب من امر هذا الدم المنثور على الرؤوس ،
(ثم تعود الانارة على عرش ابن زياد )
ابن زياد :ـ انا لا اؤمن بما يقولون ولا اعرف لمن هذا الدم المنثور ان صح ما يقولون ، لكن الذي اعرفه أنيّ لم اكن صاحب امر في واقعة كربلاء.
المجموعة :ـ لم يكن صاحب امر ؟!!
(تسلط الاضاءة على منطقة الوسط  حيث عرش ابن زياد نفسه وهو يستقبل اسرى الطف )
ابن زياد : من انت ؟
زين العابدين :ـ انا علي بن الحسين ،
 ابن زياد :ـ أليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟
زين العابدين  :ـ  قد كان لي اخ يسمى عليا قتله
الجند ،
  ابن زياد  :ـ  بل الله قتله ،
 زين العابدين :ـ الله يتوفى الانفس
(تنتقل الانارة )
شخص1 :ـ وحينها، غضبت وهممت ان تضرب سيد الساجدين
ابن زياد :ـ هيبة العروش غواية لكنني احدثك عن الامر برمته
( تسلط الانارة على مقدمة المسرح الناس وهم يترقبون السماء والدم المنثور على رؤوسهم )
شخص2 :ـ ونحن نحدثك عن مواقفك انت ،
(مشهد عرش ابن زياد)
ابن زياد :( ينكت بقضيب ثنايا مصباح كبير مضيء ) ان الحسين كان لحسن الثغر.
 زيد بن أرقم :ـ  ارفع قضيبك، فطالما رأيت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يلثم موضعه.
ابن زياد :ـ  إنك شيخ قد خرفت.
شخص3:ـ  فقام زيد يجر ثيابه، ثم عرضوا عليه جندك،
ابن زياد :ـ مع المجموعة:ـ انا احدثكم عن الامر لا على تفاصيل مجرياته.
( تنتقل الاضاءة الى  وسط المسرح /عرش يزيد
يزيد:ـ (مع سرجون ) الكتب التي وردتنا من الكوفة تقول ، إن الحسين قد نفذ إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ فمن ترى أن أستعمل على الكوفة ؟
سرجون :ـ اخشى ان اعطيك اسما انت عاتب عليه
يزيد :ـ تقصد بن زياد؟
 سرجون: أرأيت؟ لو نشر لك معاوية حيا ما كنت آخذا برأيه.
 يزيد:ـ  بلى.
 سرجون :ـ (يخرج عهدا قد اعطاه معاوية الى ابن زياد على الكوفة) هذا رأي معاوية قبل ان يموت،
 يزيد: أفعل، ابعث بعهد عبيد الله بن زياد إليه.
( ينادي )  مسلم بن عمرو الباهلي أكتب إلى عبيد الله وخذ انت الكتاب اليه
ابن زياد :ـ (يقرأ لهم )  أما بعد فانه كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة ويخبرونني أن ابن عقيل فيها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتي الكوفة، فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه
(تسلط الانارة على مقدمة المسرح /النا س يترقبون السماء ويتابعون حركة النورس ويتقون بأيديهم الدم المنثورعلى رؤوسهم )
(تنتقل الانارة الى عرش ابن زياد)
بن زياد :ـ  من أنت
قيس :ـ  رجل من شيعة أمير المؤمنين ع
بن زياد :ـ  لماذا مزقت الكتاب
قيس :ـ  لئلا تعلم ما فيه
بن زياد:ـ  ممن الكتاب و إلى من؟
 قيس :ـ  من الحسين (ع) إلى قوم من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.
 ابن زياد :ـ ( بغضب ) اصعد فسب الكذاب ابن الكذاب
قيس :ـ ( يصعد القصر )
أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله ( ص )
و أنا رسوله إليكم و قد فارقته الحاجز فأجيبوه
اللهم العن ابن زياد و أباه
 واستغفر الله لك مولاي 
ابن زياد :ـ ( يصيح بغضب )  ألقوه من فوق القصر
( فيلقى )
 المجموعة :ـ رحم الله قيس بن مسهر الصيداوي
(ومن ثم تنظر الى السماء ... مع الناس تترقب النورس)
ابن زياد :ـ ( مع مسلم)
قتلني الله إن لم اقتلك قتلة لم يقتلها احد من الناس في الاسلام يا مسلم بن عقيل
مسلم بن عقيل:ـ اما إنك احق من احدث في الاسلام ما ليس فيه اما إنك لم تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغيلة لمن هو احق به منك.
ابن زياد:ـ ( بغضب ) اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه.
المجموعة :ـ رحم الله مسلم بن عقيل
شخص1 :ـ  وتقول بانك لست صاحب قرار ؟
ابن زياد :ـ انا الذي حين استلت الامنيات جرأتها وقفت صارخا  بوجه الكوفة،
المجموعة :ـ ( بسخرية واستفهام ) انت ؟
ابن زياد :ـ  انا من يطرد الخوف من الغفوات
ليسقي الصمت رحيق الحناجر
لذلك ازدهت فلذات هذا الملكوت
(الناس في مقدمة المسرح وهي تراقب  النورس والدم المتناثر على الرؤوس )
شخص4:ـ وهل تزدهي العوالم بالبطش والقتل والدمار ؟
شخص1.:ـ الى هذا الحد صرتم تخشون السلام ومنطق الحب والعقل والايمان ؟
ابن زياد :ـ انتم لا تعرفون
مثلي ابجديات نبض الحياة ..
انا الذي علمت العقل على النباح
  كي يقدر ان يتعايش مع السلب اينما كان
شخص2 :ـ اكل هذا من اجل ان لا ينشر السلام والعدل والنور ؟
ابن زياد :ـ هذه المصطلحات هي التي اخرت العالم قرون،
المجموعة :ـ رأيك
ابن زياد :ـ  كيف تضعونها مقابل عرش وسلطان ؟ ، يا ربي كيف تسير الدولة دون عزم وشدة وبطش ؟ ، هذا هو الوهن الذي لابد ان يصلب على وتد ليل ابله ، الكلام الناعم لا يؤسس دولة ، وغزل الدين لا يحمي امة ،  
المجموعة  :ـ الضمير؟ ؟
ابن زياد :ـ تفلسفونها مثلما تريدون ، لماذا لا تقولوا باني ارتل شراسة الجذور ؟
المجموعة :ـ ماذا لو اعدنا الحكاية ؟
ابن زياد :ـ اتريدون مني ان اكون غير انا ؟
المجموعة :ـ لم لا ؟
ابن زياد :ـ  مستحيل
وبدر ؟
 والهامات التي ما زالت على الاكف ،
 طيب بشرط ألا تنسوا  ان هذا القلب  مفصل للإمارة
( تسلط الانارة على الناس وهم ينظرون برؤوس مرفوعة الى السماء يبحثون عن النورس ثم يتقون الدم المنثور على الرؤوس )
ابن زياد :ـ كيف تنظرون بكل هذا الشغف الى وهم ،
وانا الذي خضت رحى الغفلة،
 في تلك الطفوف التي دارت لتسحق،
 السنة المنطق والعقل؟
المجموعة :ـ اللعنة!!
 ابن زياد :ـ  انا الذي جلبت العراء شاهدا وشهيدا ..
مجموعة :ـ اللعنة!!
 ابن زياد :ـ انا الذي علقت
 رأس الحسين على ليله  ،
 لتشهد كل الاطلال
التي تتنامى الآن امامي ..
 ليشهد التيه
 والحصى والحجارة
 الف غدير قد اعميت ،
شخص1:ـ اعمى بصيرة
ابن زياد :ـ فماذا تريدون من اعادة الحكاية ؟
وعناوينها تعرشت خلف نوافذ
 ذاكرة كل يوم حقيقة
لا تقبل الشك والظن والتفسير ..
لقد هرشتم رأسي بالسلام ، السلام  ،
والسلام هو ملك الضعفاء
 الذين لا يجيدون الصعود
على سلالم العروش...
 شخص 2:ـ مرض نفسي خطير!!
ابن زياد :ـ ولذلك تراهم باسم السلام يأتمرون ،
لبث الخسوف على وجود مأجور
مجموعة :،( باستغراب ) مأجور؟!!
( تسلط الانارة على مقدمة المسرح الناس وهم يترقبون النورس ويتقون الدم المنثور على الرؤوس )
ابن زياد :ـ لا يهم فانا لا فرق
 عندي ان اكون مؤجرا او اجيرا ،
 ما دام العرش تحتي ،
 ولا يهم عندي
 ان يكون الآخر ظالما او مظلوما  ،
المهم ان تكونوا انتم جميعكم
  تحت رعايتي انا  ،
وتحت سلطاني انا ،
المهم ان اكون اميركم
وامير الناس ، ،
  وانتم بدل ان تعيدوا الحكاية
على مشهد  مخذول انظروا لهؤلاء المجانين 
(الناس وهم يترقبون النورس  ويتقون الدم المنثور )
ابن زياد :ـ  بالأمس كنت
انا عريس الحروب ،
واليوم رملني الهشيم ،
 كيف تقبلون 
  ان يخذلني من كان يجوب
 خلفي بحثا عن تلويحة ؟ ،
 اليوم يهددني نورس ابله
لا يعرف معنى ان يبطش ابن زياد بالأمر
المجموعة  :ـ النورس ؟
ابن زياد :ـ  سأفتش عنه الليل ـ النهار / السماء ـ الارض /  الشجرـ  القبور،
 لآرى اين يرقد هذا النورس المؤذي
 الذي صار يعبث برؤوس القوم ،
حتى بدت الكوفة غير الكوفة التي اعرفها
المجموعة  :ـ سيفلت
 ابن زياد :ـ اه لو فلت
سيعود نثار الوجع من جديد
  ليسد منافذ الرؤى
المجموعة  :ـ سيرجع النورس ثانية
 وثالثة  والف مادام 
هناك امة وناس
 يحلمون بالمحبة  والسلام
 وها هي الحشود تبحث عنه
عن ضوء يدلها اليه
ابن زياد :ـ لا تغرنّكم  تلك الحشود
 التي كلما اؤتمنت خانت .
شخص1 :ـ نظرة الطواغيت  الى الشعوب
 شخص2:ـ لا يملكون سوى الارهاب والوعيد
شخص3:ـ  وحرب معلنة ضد  الناس و الجمال والمحبة اينما تكون
ابن زياد :ـ ( يضحك ) هل رأيتم ملكا  يهتف لشعب، دائما انتم تهتفون.
شخص 1:ـ  انتم اهل العروش
لا تنظرون
 الا لفئة قليلة من اهل الخذلان.
شخص 2:ـ وتجار الدم و اهل الخديعة والزيف.
شخص 3 :ـ  الرجال عندكم هم فقط من يحنون الرؤوس لعروشكم الهزيلة ،،
شخص4:ـ  والباقي... رقاب ترمى للسياف وكلاب العروش
المجموعة :ـ .. سيرجع  النورس ثانية.
( الناس يتجمهرون عند مقدمة المسرح رافعي الرؤوس الى السماء )
شخص1 :ـ سيرجع النورس ثانية.
ابن زياد :ـ  بماذا يرجع بأيادي كبلها عنادها
 عن العمران والتقدم والبناء ؟
المجموعة :ـ سيرجع النورس ثانية .
ابن زياد :ـ بماذا يرجع بألف اقرار يواسي الصدى ،؟
انا لا شغل لي بالحالمين ،
 بسلام  الشعوب،
والفة الناس ويقين الحق،
  ومثل هذه الشعارات  الثخينة
انا اسأل السماء،
 عن شغف يلوذ بنورس،
 وليعلم الجميع .....الجميع بلا استثناء 
...( مع الجمهور ) وانتم ايضا 
أني سأقتل من  يأوي النورس في حلم او حقيقة ،
(يقف لينظر الى الجمهور وهو ينظر الى السماء مترقبا النورس / ثم ينظر الى المجموعة المواجهة له )
انتظروا وترقبوا مثلما تريدون ....
 منا السيف والذباح
ومنكم الدم والضحية ،
نحن من يذبح ويقتل وينفي ويهجر
 ولكم اللافتات ومدونات الاحتجاج
والاستنكار ،
افعلوا  مثلما تريدون  ....
 استنكروا.... احتجوا ...
اعترضوا
 تظاهروا ،
 لنا منطق السيف  ولكم العويل.
المجموعة:ـ ما اغبى القتلة ،
شخص1:ـ  يتسللون عبر منافذ التواريخ.
شخص2:ـ  يسطرون الوهم معارض بهجة كاذبة .
شخص3:ـ  سنعري لك هذا الوهم اللعين،
 والدجل المقيت .
ابن زياد :ـ ( يضحك ) كيف يعني تعرون  حقيقتي وانا بلا حقيقة ؟
، ستصورونني للناس،
 اعورا ،ابلها،  او جبانا،
 رعديدا، اخاف من ظلي ،
 هناك حقيقة تعرفونها
لكنكم لا تريدون ان تصدقونها
 عليكم ان تدركوا
 ان كل من يذبح ضميره
بيديه لايخاف ،
 ليس لديه ما يخسره ،
 وكلنا ذبح الضمير،
 نحن السيف والسياف،
 ونحن الغدر والخديعة،
 ونحن من يكتب التواريخ،
وانتم تقرؤون فقط،
 تقرؤون ما نكتب نحن ،
 نحن قوم لا نذوي ،
 في بطن كل جيل سترى ابن زياد
 وعرش يزيد،
على ضفة الفرات،
ستجد جسد الحسين بلا رأس ،
  نحن من قتلنا ذاكرة الارض.
المجموعة  :ـ ( يرفعون رؤوسهم  الى السماء) ذاك هو النورس.
ابن زياد  :ـ(يرفع راسه الى النورس هو ايضا ) لا تفرحوا
للتمني خصور ندية ،
 وما زالت   الحتوف في الآتي من الدنان ،
 وما زالت البهجة تطرق صدأ الاسئلة.
مجموعة :ـ ما زال قميص الخليفة منشورا في الاسواق.
ابن زياد :ـ لا وربكم  ..انها لعبة  قديمة  ما عادت  تنطلي حتى على الجهلة و الاغبياء.
شخص 1 :ـ وما زال الختل بين تضاريس القمع المهلكة.
المجموعة :ـ ونبع السلام ما يزال مذبوحا بلا وريد.
ابن زياد :ـ وهذا النورس اللعين الذي جاء يهددني ،
 يهدد عرشي ،
 ليرميني في فلوات هالكة تطوي الغدران ،
( المجموعة وهم يهمون بالقول  )
ابن زياد:ـ ـ لاتقولوا شيئا ، فانا الذي سأوثق بقسوة مدا كثيف الامنيات
 شخص4:ـ كم مرعوب انت من النورس ؟
ابن زياد :ـ الذبح هو سياسة بث الرعب،
والقلق والخوف،
واذا لم تكن انت نفسك ..
 مرعوبا لا تقدر ان ترعب احدا ،
 ها انا احتفل بنصريّ بعد مقتل  الحسين  والكوفة  تحضا في ظل عرشي بالنعمة والأمان ، ولكن، ما افعل انا لضحى يحمل
 على كتفه هامة مجبولة بالمكر؟
المجموعة :ـ النورس ؟
ابن زياد :ـ لا ادري ما اسمه ومن اي نجيع جاء هذا النورس المغامر.
المجموعة :ـ النورس ؟
ابن زياد :ـ اراكم تلفظون  اسمه بفرح  وكأنكم عثرتم على كنز نصر لا يطال
شخص1 :ـ لماذا ارعبكم لهذا الحد ؟
ابن زياد :ـ نورس شقي يتفنن في عرض اسحاره،
 تارة يرش الدم،
وتارة يرفع هالة من نور تضيء السماء ، وشعب الكوفة يتربص الهمسة..
كي يخذلنا هو شعب حطام لا يؤتمن
المجموعة :ـ هذه هي نظرة الطغاة الى شعوبها
ابن زياد :ـ عندما تخون الشعوب ،
 تحدث الكارثة ..
 اتدرون  ان اهل الكوفة ، ما ان يروا النورس في السماء، حتى يجتمعوا مهللين بالصلوات ، ظن البعض ان هذا النورس يحكم السماء ، يومي لها فتستعصي النجوى.
المجموعة  :ـ ما الذي قدمتموه للناس ؟
ابن زياد :ـ قل ماذا قدمته الكوفة لنا ،
 هل تعرف انت ماذا تعني الكوفة ؟
 جميع حروب علي وغزواته ضدنا
انطلقت من الكوفة ،
 جيش يحفل بسبعة وثمانين بدريا.
شخص 2:ـ ومقاتلون من المهاجرين،
 والانصار  ممن تمسك بولاية امير المؤمنين .
 شخص1:ـ  يعني ان القضية كانت كلها تصفية حسابات ومسألة ثارات .
ابن زياد :ـ أو تريدونني  ان اسكت،  وانا اراهم  يجتمعون في بيت  سليمان بن صرد  للثورة ، وثوب النصر في كربلاء بعد لم ينشر  على غصن شجرة ؟
( ينظر صوب الناس وهم يترقبون النورس ) أو تريدوني  ان اصدق ان اهل  الكوفة وهم يروون القصص عن مشاهدتهم للنورس؟
شخص4 :ـ انا رأيته بعيني،  يفترش السماء  بجناحيه ، ثم ينفضها  ليرش دم الحسين على  اهل  الكوفة. 
ابن زياد :ـ هذه اسمال لغو .
شخص3 :ـ حقيقة روتها اكثر من عين .
ابن زياد :ـ عليكم ان تدركوا  مدى  هذا الانكسار  الموحش  .. الناس  مجتمعون  ينظرون  الى السماء ، وكأنهم مجتمعون  لرؤية  الهلال.
شخص2 :ـ هو ذاك  انظروا  اليه، انه قادم .
مجموعة :ـ اربك العتاة، وهد لهم عروشهم.
شخص1:ـ  هم خائفون الان، يرتجفون، كلما سمعوا باسم النورس
ابن زياد :ـ  (يخطب بالناس :(  اليوم صرتم  تنظرون  الى الفضاءات  الهالكة..
وكأن النورس  سينشر على القلوب  بلسم  عافية ، اطمئنوا، لم ولن يغيّر شيئا،  ما دمتم تتكئون على الصبر بانتظار فرج جامح.
 المجموعة:ـ الموت لكل الطغاة.
ابن زياد :ـ قديمة ابحثوا عن غيرها.
المجموعة :ـ سنبحث،  وسنبتكر، ما يهدمكم.
ابن زياد :ـ  سيطول الانتظار  على كالحات الدروب. 
المجموعة  :ـ سينبلج  الفجر قريبا.
شخص1 :ـ  ليدرك  الطغاة  انهم  استهانوا بشعوبهم فيا ابن زياد..
ابن زياد :ـ  ( يقاطعه )
لا تناديني..
الا بلقبي،  الامير.
 ـ واعلم  انا من سيقف بوجه الكوفة ،
 سأغلق كل النوافذ،
 واحرق الياسمين ،
 والشذى والعطر والمطر ، 
حتى يضيق بهم الصمت. 
ايها الناس ،
 الم تشبعوا  بعد من ولعي؟ 
وقد ملئتم الفيافي  اضلاعا  وارفة ،
 الستم  ممن كان  لعين  عرشي  الضوء و النهار؟ 
 الستم  انتم  كنتم  صوتي
  وصرختي؟ 
وسيفي  الذي به احز الرؤوس ...
 اليوم، وبعدما انتهى كل شيء اتيتم نادمين.
المجموعة :ـ  هي الكوفة  نفس الكوفة. 
 ابن زياد :ـ  لا احد يعرف  الكوفة  مثلي  كل يوم بلون  ، هي  مع الحسين  وهي مع يزيد ، معي وتقاتلني بسيف  المختار. 
المجموعة  :ـ تبحث عن الامان.
ابن زياد :ـ  بل تبحث عن سراب ، ما دامت هي نفسها بلا يقين.
( الجمهور في مقدمة المسرح ما زالوا يترقبون النورس بدهشة )
المجموعة  :ـ سيضرب عنق  الليل  ، والكوفة تخلع  آخر شكوى  حين تنام. 
ابن زياد :ـ  حينها  سأتشبث  بخيل النتيجة.
شخص 1:ـ   حين يرتقي  نورس التقاويم. 
 ابن زياد :ـ  سيبقى مجرد حدث يرمقه  الناس بالأسئلة،  وبحشد من اقاويل.. 
وبعدها  تطلع المدي  التي يسننها الخذلان 
وكل يصبر الروح  بأكمامه.
شخص2 :ـ  هذا هو لهاث  العروش ، وانا  الذي اراك تهوي  الان من  الخوف،  تصحو  مرعوبا كلما تسمع باسم  النورس. 
المجموعة :ـ ألانه رسول السلام ، والعدل، والنور.
شخص4:ـ  لأنه يذكركم  بدم  المظلوم ، الحسين. 
شخص3:ـ الحامل  رسالة  السماء الى الناس  اجمعين .
المجموعة :ـ رسول المحبة والسلام...
سلام الله  الى العالمين،
انت مرعوب يا ابن زياد مرعوب.
ابن زياد :ـ  سيف كله نصل ، يجرح يد حامله  ، حقا  ارعبني  هذا النورس  المشؤوم؛
لأني اجيد  التسلي بالتيه،
استطيع  ان اسلب من الطرقات  خواتم الكبر،
لكن اية انعطافة تشيخ، 
لأمسك السماء ، واكسر اضلاع المدى  حيث لا نورس شقي
يحلق ، عاليا  ترتبك  العروش ،
( مجموعة من الناس  ينظرون  الى السماء  و تؤمي اصابعهم اليه )
منادي:ـ  يا اهل الكوفة لقد مات اليوم يزيد بن معاوية.
المجموعة :ـ لعنه الله .
المنادي :ـ  وورثه ابنه معاوية، وهو شاب لا يجيد السياسة، وجرمها الوبيل ، وابن زياد اميركم وامير البصرة .
المجموعة  :ـ لعنه الله.
  المنادي :ـ  يريد ان يتولى العرش.
ابن زياد :ـ ومن هو اولى يا كوفة،
البصرة بايعتني لولاك.
لقد سعى الازديون الى نصرتي، 
لولا صلفكم لما تخليت عن المصرين،
 ولما هربت إلى الشام تاركاً
زوجتي وعائلتي،
حاملا غيضي،
الذي لا ينطفئ ، وثورتي،
 وجدت الشام تريد ان تسلم لحيتها
 لعبد الله بن الزبير.
( مشهد ابن زيادـ دار مروان )
بن زياد:ـ انك شيخ بني عبد مناف اطلبها لنفسك  تفلح يا مروان.
المجموعة :ـ نورس  مبارك ، تصحو عليه ضمائر الشعوب. 
 شخص 1:ـ يحمّلهم مسؤولية  نشر السلام  ، بعدما تطاول  السيف  في ادمغة  الساسة .
ابن زياد :ـ (وهو يقوم برش الدم  على قمصان الناس)
المجموعة :ـ  دم الحسين عليه السلام .
شخص4:ـ  رمز المذبوحين  في كل ازمنة، وامكنة  الله.
 ابن زياد :ـ  الجرح  تلكزه  الفصول ، وهذا النورس ، يحث  اليأس والجنون.
( جمهور  الناس ينظرون  الى النورس ) 
المجموعة  :ـ  حلم الناس .... النورس  وطن
 ابن زياد :ـ انه ابيض كالكون ، هذا المفتون بالهذيان، 
يرش عليهم دم الحسين كما يدّعون، وهم تغمرهم البهجة لهذا الامر.
المجموعة :ـ  يطل بأفق المواجع.
شخص1:ـ  يسافر بين جراح المظلومين .
 شخص2:ـ يقبل وجه السماء .
شخص3:ـ  يقيم النور ظلا في كل روح،
ليؤذن للعطر بالثورة.
ابن زياد :ـ يقولون ان الحرمان يصنع الشعراء،
وهذا شقاء رؤى لتوهم القبول،
والكوفة مرمدة الضوء.
المجموعة :ـ  ماذا فعلتم انتم ؟
شخص4:ـ  قادة الساسة.
 شخص3:ـ كبار اهل العروش.
 ابن  زياد :ـ بلا فخر،
بعثت فجرا ماردا يهشم الظلام،
انا الذي جعلت خيل امزجتهم،
ورغباتهم المقيتة،
عند مرمى سهامي،
حتى رست الكوفة،
في هدوء ابتسامة،
على شفة خرساء.
المجموعة  :ـ نريدك ان ترى نفسك على حقيقتها.
شخص 1:ـ ألم تكن الكوفة قبلك مرسى الامان ؟
ابن زياد :ـ اما كانت مأتما  رغم السكون، واليوم ها قد عاد الهدوء، والامن حيث لاحسين، ولا ابن عقيل.
المجموعة  :ـ النورس.
ابن زياد :ـ  ملأتم رأسي بهذه الخرافة،
كيف يخطر ببال العتمة يوما،
 ان وهما يملأ عين التراب،
يوغل في الفرات ليحيله سرابا، بل دثارا من ظنون
النورس،
النورس ،هو من يخاف السهام،
حيث ملأنا السماء رعبا،
ربما دمه  هذا المنثور على الناس.
المجموعة :ـ يسخر من خوفكم.
شخص1 :ـ رعاياكم جياع،
 ومدنكم هالكة،
فما نفع عروشكم؟
ابن زياد :ـ قبل ان اجيئها، كانت الكوفة تتسكع، تحلم بالخبز، وتنام بذاكرة عمياء،
او ليس شجاعة مني، حين ابتكرت ذاكرة ما كرة الحضور؟
( تسلط الاضاءة الى مدخل من مداخل الكوفة  )
ايها الناس، يا اهل الكوفة،
جاء الحسين ابن بنت رسول الله اليكم.
شخص :ـ اهلا بك يا ابن رسول الله .
صوت :ـ جاء الحسين بن بنت رسول الله، فلتخرج الكوفة لاستقباله.
صوت /ـ اهلا بك يا ابن رسول الله،
اهلا بك سيدي يا حسين.
ابن زياد :ـ كشفت اللثام، فكنت انا ولست حسينا.
شخص4 :ـ دخلت الكوفة بإسم الحسين عليه السلام.
ابن زياد :ـ انا الذي كنت إمتشاقة عند الصهيل .
المجموعة  :ـ  ثمة حقيقة يتجاهلها الطواغيت .
 شخص3:ـ انما البطش جبن.
شخص2 :ـ فعل الخير قوة .
شخص4:ـ جواد السخاء،
يصهل لينذركم بالرحيل.
ابن زياد :ـ الارض لا يرثها سواي،
انتم تنادمون  عبر صخب الاحلام، هذا النورس الذي يحبو في السراب،
ثم تفتعلون ندما مؤطرا بالأنين.
المجموعة :ـ من وجه الناس سيظهر؛
ليخرج من انفاس الارض حسين.
ابن زياد :ـ تفاحة  اخرى افزعها المصير،
ليعود  الحسين كما يريد،  فانه  سيتيه بين حشد من ذئاب
تقعي على ذمة  التأريخ،
نورس بليد  ، يشحذ  الصمت
بأعشاب يقظة  مستفزة.
المجموعة :ـ من همس  هذي الناس يطلع.
 شخص 1:ـ من جنازات  افراحنا  سيطلع.
 شخص2:ـ من صلاة  اخرى  سيطلع .
 شخص3:ـ وعندما يهز  الجوع  يديه ، سيطلع  نورس.
 المجموعة :ـ  يرش اليقظة، 
ليقدح زند  السلام ،
سلاما  على القلوب.
شخص 4 :ـ عليك يا بن زياد ان تقر.
ابن زياد :، بماذا ؟
المجموعة :ـ  النورس  رسول السلام،
يتأبط  النهارات ، ويمتطي صهوات  الرحيق.
ابن زياد :ـ تتحدثون  عن السلام 
   ، وانتم تسعون دائما  الى الحروب،
 لو كنتم  ابناء  السلام ، لما ملكتكم  الطغاة،
لجاهدتم  العروش،
تقاتلون  الطواغيت التي انتم كبرتموها،
انتم من صنع  الطواغيت،
واليوم ينسون  الجراح بنورس  شقي ..
يريد  ان يدمر  السلام  الذي صنعناه،
يطلع  لي من كل مكان.
المجموعة :ـ  نورس.
ابن زياد :ـ  يطلع في السماء.
 مجموعة :ـ   نورس.
  ابن زياد :ـ هنا.
 المجموعة :ـ نورس. 
ابن زياد :ـ  هناك .
المجموعة :، نورس.
ابن زياد :ـ   اخشى ان انزلق في بلاهة  المريب،
اعدتم  الحكاية؛
لتعرفوا المعنى  الذي  انضجته  الدهور
على رؤوس  النادمين.
المجموعة :ـ  ان طفت ازمنة، غفلت لهاث المحرومين.
شخص1 :ـ لا غرابة إن رأيت على مشاجبها  حسينا. 
 ابن زياد :ـ ابعد نورسك الشقي  عني،
 ودعني... 
 اعلن  الان ظمئي لماء  النسيان.
المجموعة :ـ ماء النسيان ؟
 ابن زياد :ـ  سجل،
اعترف، ان الحروب خائنة.
المجموعة :ـ  الحروب خائنة،
 وكل نصر سراب ان لم ينير طريق 
كل نصر سراب،  اذا لم يخدم الانسان.
  ابن زياد :ـ اشرب علقم السؤال...
 هل فعلا..
قتلنا ..
حسينا ؟
المجموعة :ـ هل قتلوا حسينا ؟
  ابن زياد :ـ السنا نحن من بكانا الحسين يوم الطف؟
 المجموعة :ـ ( ابكي قوما سيدخلون النار بسببي )
شخص 1 :ـ مت يا ابن زياد فللدم حوبة.
بن زياد :ـ خرج إبراهيم بن الأشتر النخعي.
شخص 4  :ـ حاملا معه دعاء الامهات، والثكلى ،ليتوج مسعاه بالنصر.
ابراهيم بن الاشتر :ـ ستشهد الموصل كيف نقتص اليوم باسم الله، والدين والانسان و الوطن من ابن زياد و انذاله.
شخص 3:ـ فعل ابن زياد ما لم يفعله فرعون.
شخص 2:ـ هذا ابن زياد قاتل الحسين الذي حال بينه وبين ماء الفرات.
ابراهيم ابن الاشتر :ـ اهجموا .. ابد والله لن ننسى حسينا.
المجموعة :ـ ابد والله لن ننسى حسينا.
ابن زياد :ـ انا ابحث عنه لا قتله ، اين ابراهيم بن الاشتر؟
(يصرخ وهو يتلوى ) قتلتني ابراهيم.
( مع الجمهور )

اسالكم  انتم ..
هل حقا مات حسين؟

                 ( انتهت بعون الله )

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/08



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية النورس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net