صفحة الكاتب : علاء الخطيب

بين فراس الجبوري وأنتوني وينر
علاء الخطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هزني خبر قرأته عن أنتوني وينر النائب الديمقراطي الأمريكي ورأيته  وهو يبكي ويعترف أنه نشر صور تخل بالاداب العامة عبر الانترنيت,  ويعتذر للناس لأنه سبب إساءة نفسية بالغة لهم على حد قوله ,  وسرعان  ما رحت أقارن بينه وبين سفاح  مجزرة عرس التاجي فراس الجبوري والذين إحتضنوه من السياسيين, وكم كان الفرق بينهما,بين الفضيلة والرذيلة بين الاعتراف والتدليس بين الضمير واللاضمير, هذا المجرم الذي وقف أمام شاشات التلفزيون وهو يعترف بعد أن وقع في قبضة العدالة عن جرائمه بدون إكتراث,وأنتوني وينر الذي وخزه ضميره من فعل أخلاقي مشين (عبرالإنترنيت فقط) أكرر عبر الانترنيت فبادر للإعتراف طواعيةً, وهو يذرف الدموع. 
 فراس الجبوري الذي لو لم يكن قد وقع في يد القوات الأمنية لبقيَّ يدافع عن المجرمين ولم يطرف له جفن لأنه خال ٍ من الضمير الإنساني , والطريف أن سفاحينا ومجريمينا  من نوع خاص فكل شئٍي في عراقنا من نوع خاص رغم كل إدعائاتنا بالدين !!, وألأغرب من ذلك كله هو مكان أستخدام الجريمة, فالنائب الأمريكي يستخدم الانترنيت وفراس الجبوري وعصابته يستخدمون المسجد وشتان بين الاثنين.
 حزب النائب الأمريكي الحزب الديمقراطي  يبادر للإعتذار عن فعل النائب ويعتبره فعلاً قبيحاً يسئ  الى الحزب والعمل السياسي, ولربما سيرفع أصداقائه صورهم المشتركة من مواقعهم او البوماتهم الخاصة لأن ذلك يسئ الى سمعتهم , بينما لم نسمع ممن التقطوا صوراً مع هذا المجرم أي إعتذار أو تبرير ولا حتى كلمة واحدة بحق الضحايا.

 كم هو الفرق بين سياسيينا وبين الآخرين , هولاء يخجلون من فعل رفيقهم المخجل  بينما يقيم البعض من سياسيينا الدنيا ولا يقعدوها لمجرد وجود بعض السفاحين والقتلة في السجون من أمثال فراس ورفاقه,ولا يحركون ساكناً لمثل هذه الجرائم التي تهز الضمير البشري, ألا يتعلمون هؤلاء المدافعين عن المجرمين الخجل حينما يمارسون السياسة , ألا يجدر بالذين أنتشرت صورهم مع المجرم الجبوري أن يبادروا الى الاعتذار من الشعب العراقي , ليس لتبرير صلتهم بالسفاح بل لعدم معرفتهم بجرائمه على الاقل كما يدعون, فلو حصل هذا الفعل مع أي من السياسيين الأوربيين ماذا يكون رد فعله وماذا يكون رد فعل الشارع الذي إنتخبه . مع العلم إن الفعل الذي إرتكبه النائب الأمريكي لم لا يرتقي الى الفعل الاجرامي ولم يتسبب بأيذاء جسدي لأحد, ولربما هذا الفعل يكون طبيعياً  في مجتمعاتهم لو صدر من شخص عادي, إلا أن أنتوني وينر كان بمستوى المسؤولية وكان يحترم ذاته وفكره السياسي ويحمل هو رفاقه ضميراً حياً وحباً لمواطنيه, فبمجرد أنتشار صوره على الانترنيت في المرة الأولى وكذب خجل لكذبه على الناس , واعترف وهو يبكي .
ألم يكن الجبوري مسؤول السجون والمعتقلات في منظمة تدافع عن حقوق الإنسان! أين هذه المنظمة التي سكبت حيائها بلذات فجور فراس وعصابته, لماذا لا تعتذر على الاقل من إنضمام هذا الرجل الى كادرها وهي لا تعلم أو تعلم  , ونأخذ الاعتذار على محمل حسن النية.
فراس الجبوري كان مسؤولاً عن منطقة الرصافة الثالثة كما أشيع من خلال الصور ألا يجدر بحركة الوفاق وهي ( حركة وطنية ) أن تتبرأ منه وتنفي على الأقل بشكل رسمي هذا الخبر إن لم تكن تعترف بأنتمائه اليها والاعتراف فضيلة كما يقولون  .

هذا النائب الأمريكي كان يمتلك الفضيلة والجرأة لمواجهة الناس والحقيقة ولربما لا يعترف بدين أو عقيدة وعلى قولنا (كافر) , فاذا كان فعل (الكافر) بهذا المستوى لماذا لا نخجل ونكون بمستوى هذا (الكافر) , ومتى نتعلم الخجل ونحن ندعيِّ الإسلام.
 لقد ربح أنتوني وينر ضميراً حياً لذا إنهمرت الدموع من عينية خجلاً من فعلته التي رآها مشينة بحق سياسي من المفترض ان يكون مؤتمناً و حريصاً على بلده ومواطنيه, ومثالاً يحتذى به. وخسر فراس وحاضنيه ضمائرهم.                                                
لقد وقف أنتوني وينر يبكي ووقف هؤلاء يضحكون,وسنقول لهم اضحكوا قليلاً وأبكوا كثيرا فلقد ذهبتم بعارها وشنارها . ولن تغادركم أبدا وسيكتب التاريخ الافعال, وسيذكر لكم ما كنتم تصنعون.                                                                            
ولكن العتب ليس على السياسيين بل على أؤلئك الذين يتظاهرون من أجل الحصة التموينية ولا يتظاهرون من أجل الشرف العراقي والدم العراقي, وكذلك اللوم موجه للشارع العراقي الذي لا يعترض على إنتخاب أناس لا يقدرون مشاعره, ويكذبون على الدوام , لقد تعودنا وشاهدنا الكثير من الأحداث التي تمر في أوربا , ولرب حادث قتل أو دهس في سيارة  يهز ضمير الشارع و الشعوب وتراها تتكالب على موقع الحداث لتتكدس  الزهور فيه لأيام بل لسنين إستذكاراً للقتيل  وأسفاً على روحه التي غادرتهم في غير أوانها, ولعل ذلك تعبير عن الخجل لأنهم يم يتمكنوا من الحفاظ على روحه أو انهم قصروا في المشاركة للحفاظ على حياته , فمتى نخجل من أفعالنا  ونقدم لضحايانا شئٌ من عرفان.وإذا كنا لا نعترض على مثل هذه الافعال فلا غرابة أن نرى سياسيونا  يسخرون و دماؤنا تسيل في كل يوم .                                                         
                                                                                         
                                                                            

علاء  الخطيب – لندن
08-06-2011

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الخطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/10



كتابة تعليق لموضوع : بين فراس الجبوري وأنتوني وينر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net