صفحة الكاتب : اكرم السياب

إصلاحاتنا..بين حنظلة وفاطمة!
اكرم السياب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إصلاحاتنا..ونعم هي كذلك، فهي لم تكن للحكومة وما كان الدفع بها إلا بعد ما دفع المتظاهرون أنفسهم الى ساحات التظاهر، في المحافظات. لو لا الضغوط والإصرار من قبل الشبيبة، الذين تحركت مشاعرهم الوطنية من جهة، واحتياجاتهم إلى أن يكونوا بشرا أسوة بالآخرين من جهة اخرى.

 
تلك الإصلاحات التي تبناها السيد العبادي، وان لم تكن كافية. لكنها جديرة بالحل، باعتبارها خطوة أولى مرضية حريٌ بها ان تكون الخطوة لإلف ميل قادمة. حزمة الإصلاحات، كما أطلق عليها الإعلام. كانت بحرفة اقتصادية عالية، ومحاولة لتقليص النفقات فقط، وكأن المشكلة الوحيدة لدا العراق "الموازنة المالية"!.
 
أما فقدان التوازن، الذي تكلم به بعض السياسيون، بفقدان المناصب العليا من نواب رئيس الجمهورية والبرلمان، فهو أمر طبيعي حين يخسر الطموح ما سعى إليه دهراً. فما سعت إليه الأحزاب السياسية، من دخول العلمية السياسية، هي المناصب والامتيازات، وتقاسم كعكة السلطة. نظام محاصصة ثقيل، وقع على كاهل المواطن، وخصوصا ان بعض الأحزاب، تستخدم الوزارات دعما للنشاط الحزبي. هل تستطيع يا "عبادي" سد الرمق السلطوي، لدى السياسيين ونحن نعلم " رضا السياسيين غاية لا تدرك"!!.
 
ترشيق الوزارات او دمجها، الذي دعا إليه "العبادي"، يحتاج إلى معادلة سياسية صعبة. وهي إقناع الأحزاب، على أنهم منظرين للبرنامج الحكومي، وليس مشاركين فيه. وهذا الأمر لا تفقهه، جميع الكتل، لأنها وليدة اللحظة في عالم السياسة.
 
بعد دعم المرجعية الدينية، وتفويض المتظاهرين للعبادي على المضي قدما للإصلاحات الأخرى، وموافقة البرلمان عليها بأغلبية غريبة، تذكرنا بأغلبية قانون تقاعد النواب و"العيدية" ستكون المرحلة أصعب بكثير. فقد تعامدت الكتل واتفقت جميعا، على خسارة الجزء وليس الكل. فقدان منصب او اثنين أفضل من الخروج من اللعبة برمتها، فهنالك مصادر أخرى يمكن للحزب، أن يجني الأرباح دعما له، حتى يُنفخ في صورة قانون الأحزاب.
 
لعلكم منتظرين ما الربط بين "فاطمة" و "حنظلة" في موضوعنا هذا؟ هل تعرفون حنظله؟ هل تتذكرون فاطمة؟ تلك الشخصية الكاريكاتورية، التي وجدها ناجي العلي الصحفي والرسام الفلسطيني، في أوج حالات الأمة العربية صراعاً. (فاطمة)، تلك الشخصية التي لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا.
 
عكس ما كان عليه " حنظلة" وهي الشخصية الأشهر لناجي العلي، التي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، أدار ظهره وعقد يديه خلف ظهره، وهو رمز المواطن المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحداً. المتظاهرون أحبتي بدأتم "حنظلة" وانتهوا بــ"فاطمة". لا تعقدوا أيديكم على ظهوركم بل ارفعوها، فنحن في وهلة الطريق وليس بدايته.
كاتب عراقي
alsaeyab@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكرم السياب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/12



كتابة تعليق لموضوع : إصلاحاتنا..بين حنظلة وفاطمة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net