صفحة الكاتب : محمد الشذر

دمٌ يراق فوق طفوف العراق
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القوم يسيرون والمنايا تسير بركبهم، هذا ماكان جوابا من سيد الشهداء، على سؤال من ابنه الاكبر عليهما السلام، ليصف قوم خرجوا لعناق المنايا، فما هو حال من خرجوا للقاء حتوفهم ياترى؟، وكيف كان استعداد ملك الارواح ليكون سريعا في قبض رحيقهم؟.

كل فنان يبدع في تناسق الوانه، ويذهب ليخط الجمال في تعابير افنانه، ليطغى لون افكاره على ما يريد إعلانه، ويغدوا صامتا واللوحة اسمى تعابير كلامه، يخاطب الضمير، وينسج الخيال، ويخبر البصير، ويثير الشجون بروعة الامير.

مررنا بجانب القبو فخرج منه صوتا، حزينا كسيرا يمتزج بالانين، يخبرنا بأرقهِ وكهولته، فظننا ان ما يمر به هو ارق السنين، ووحدته وشيخوخته وتجاعيد الجبين، او ربما ذكر عزيزا فأمتزج بين نبراته واختلط بطياتها الحنين.

قِدّم الباب يخبرنا بتحجر قلبه الما، وسقوط لونه كناية بزيادة جرحه شجنا، ابصرنا تحته فكأن الرمال تريد الرحيل، وكأن امر ازعجها ففقدت كل شيء جميل، وخطت في عتباتها بأن هواءها بات للحقد يميل، كلهيب الشمس عند وقوفها وسطا، باتت ذراتها تلتهب حرا وارقا، وتريد الترك عسى ان يكون للحياة منطلقا.

ازعجني هول ما رأيت، فحدثته بصمت وخوف وانثنيت، اختنقت بعبرة العجز ثم للأكمال ارتأيت، ما بالك كل ما مر سائلٌ اليه اشتكيت؟، الا تعرف الامل، والحب والغزل؟، تمتع بما في يديك بروعة الامل، وابتدي السؤل بالطلل، وطلق الملل.

قال اي الامال تصفون؟، وكنت قد فقدت البصر، وساد في ليلي السهر، وطمس كل شيء بفقد الاثر، وتوالت المصائب والكوارث وماتت الدرر، فالحقد، والكره، والقتل، والتشريد، بدون معتبر.

فقدتُ الرياحين، فلا استنشاق للعبير غير عبير الموت، اندهاشي سبب صمتي، فقلت ماذا حدث؟، فقال تفتح الورد فأنسحق، ورمي اللؤلؤ وسط النيران، سنين عمري كهُلت في المقتبل، وبسمتي حانها الاجل، ولكن ما تراه، هو هول مشهد اضطررت لمعاصرته، حين سيرت لدار السلام قرابين الملائكة، اطلق عليها عرسان سبايكر!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/14



كتابة تعليق لموضوع : دمٌ يراق فوق طفوف العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net