صفحة الكاتب : مهتدي رضا عباس الابيض

هل معرفة الاسباب تغنينا عن الله؟ الجزء الأول
مهتدي رضا عباس الابيض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك الكثير من الاقوال تصدر هذه الإيام من بعض الافراد اللادينين والملحدين بأن العلم الحديث والحضارة بأجهزتها الحديثة اخذت ترصد الاسباب الكونية وبما فيها، واصبح العلم يسيطر على الطبيعة وأن كل شيء مجهول سيعرف كنهه في المستقبل القريب وهذا فعلاً ما حدث، وبالتالي بعد هذا التقدم يوم بعد يوم تجعلنا غير محتاجين عبادة الله أو أعتناق دين معين؟ فالعلم كفيل بتقديم حاجات البشر النفسية والاجتماعية والاقتصادية....ألخ، فيقولون أن الاديان وعبادة الآله هي ضرب من الاساطير كانت ضرورية لمدة من الزمن في المجتمعات القديمة. 
وفعلاً عندما درسوا الانثروبولوجيين وعلماء اجتماع الدين المجتمعات البدائية وجدوا ان المجتمع البدائي يعبد الإله خوفاً من المجهول، وهذا المجهول يقلق الانسان القديم فيخترع آله ويتزلف إليه حتى يجلب استمالته، فكانوا يخافون من الأعصار والامطار والرياح والشمس ولا يعرفوا اسباب حدوث هذه الكوراث الطبيعية فيتعبدوا لها حتى يرضونها. فالبرفسور جيمس فريزر في كتابه (الغصن الذهبي) يقول كان البشر سابقاً يستخدمون السحر لمعرفة الاسباب الطبيعية والسيطرة عليها وعندما عجز السحر عن تفسير الاسباب ظهر الدين كبديل للسحر، وهذا واضح جداً. لكن السؤال يطرح هل فعلاً ان معرفة الاسباب تغنينا عن عبادة الله؟ هل المجتمعات البدائية كانت موهمة عندما عبدت خوفها من المجهول فحسب؟ هل الفرضية التي يتبناها اللادينين والملحدين في الوقت الحاضر بأن لا حاجة لنا لعبادة الله لأن اصبح العلم يعرف الاسباب الطبيعة ويسيطر عليها؟. 
أن من المغلوط ان تكون هناك علاقة عكسية بين معرفة الاسباب والسيطرة على الطبيعة وعن عبادة الله ومعرفته، بل هناك علاقة طردية في جوهر الأمر وهو كلما عرفنا الاسباب وتقدمنا عليماً للسيطرة عليها زاد تمسكنا بالله بعظمة خلقة التي تكتشف يوم بعد يوم. 
ولو فرضنا ان الله هو الخالق للوجود، وهذه الفرضية نطرحها على اللادينين والملحدين لأنها مقبولة عندهم، فقلنا ان معرفة الاسباب الطبيعية والتقدم العلمي ماهي إلا استكشاف آثار الله على الطبيعة والخلق فنيوتن مثلاً عندما اكتشف الجاذبية فهو كشف عن آثار الله فالجاذبية موجودة قبل البشرية وجاء نيوتن كشفها بعد ردحاً من الدهر وكذلك في العلوم الطبيعية الأخرى، إذن ان العقل البشري متأخر جداً في كشف صناعة الله وتتقنايتها، كذلك وحسب الفرضية ان الله خالق العقل البشري وهذا العقل البشري فيه ملكات ذهنية لا محدودة كما يقول ليفي برول فالمنطق العقلي يقتضي ان وجود العقل في الأنسان هو ان يعرف ويتعلم مافي الوجود، فإذا كان الله يريد من الأنسان ان يكون جاهلاً بكل شيء فلماذا خلق له العقل الذي يستطيع ان يعرف أغلب الأشياء، فضلاً عن أن الكثيبر من المفكرين الدينين والأسلامين يؤمنون آيامناً جزمياً في التطور العلمي والتقني ويعتبرون هذا مما اوصاهم الله به لأن الله حث على العلم وكرم العلماء في القرآن الكريم.
ان مشكلة الملحدين واللادينين دائما يأخذون مصادر الدين من المجتمعات الشعبية وهذه المجتمعات تخاف من المجهول وتعبد الله على هذا الأساس كما انها تمارس البدع والطقوس الدخيلة على الدين لأن ثقافتها تقتضي ذلك، فيتصورن الملحدين واللادينين ان الدين الحالي ما هو إلا استمرار للديانات الوثنية متناسين المصادر الدينية العليا والحكمة العليا الموجودة في القرآن الكريم وعلمية وعبقرية النبي محمد(ص) مؤسس الأسلام. هذا ولنا مقال آخر في هذا الموضوع بحثاً عنه في القرآن الكريم. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهتدي رضا عباس الابيض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/15



كتابة تعليق لموضوع : هل معرفة الاسباب تغنينا عن الله؟ الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net