صفحة الكاتب : مهدي المولى

ماذا يريد الشعب المتظاهر الغاضب
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك ان شعبنا اثبت انه  واعيا ومتحضرا وانه لا يريد الا تطبيق القانون  والالتزام بارادة الشعب والدستور نعم هناك بعض المحاولات تستهدف تعكير المسيرة ركوب الموجة   لغايات اخرى من جهات معادية للعراق ولتطلعات الشعب العراقي في بناء العراق الديمقراطي التعددي الحر المستقل الا ان هذه المحاولات انكشفت وعزلت وتلاشت ولم تؤثر على مسيرة التظاهرات ولا على اهدافها حتى ولا على رقيها وتحضرها
 سمعنا اصوات  تطالب بالغاء الدستور وتحمل الدستور تبعات ما حدث في العراق من فساد وارهاب وسوء خدمات واعتقد ان هذه الاصوات اما جاهلة ساذجة او حاقدة معادية
فالدستور هو الركيزة الاساسية التي استند عليها العراق بعد التغيير ولولا الدستور لدخل العراق في حالة من الفوضى   وتحول الى دويلات وعشائر بعضها تغزو بعض وبعضها تنهب وتقتل بعض 
لا يمكننا ان نقول ان الدستور الذي انشأ بعد التغيير دستور كامل مكمل طبعا هناك بعض النواقص وهناك بعض السلبيات وهذا امر طبيعي حدث ويحدث في كل البلدان  التي تحولت  من حكم الفرد الواحد حكم اللا دستور الى حكم الشعب حكم الدستور  وبما ان الحياة تتغير وتتجدد وتتطور من الطبيعي ان الدستور يتطور ويتغير ويتجدد ولكن وفق الدستور ايضا وليس  وفق اللادستور 
فالذي يريد من العراقيين الذين عاشوا كل حياتهم عبيد اقنان  وفق قيم واعراف العبودية والعشائرية البدوية بعد التغيير في 2003 ان  يؤسسوا ويقيموا  دستور كدستور دول مثل السويد النرويج سويسرا  فهذا هو المستحيل بل مثل هذا الطلب يمكن ان نعتبره دعوة الى الغاء الدستور والعودة الى حكم  اللآ دستور
  مع ذلك فالدستور العراقي راقيا ومتحضرا ولو التزمنا بمضمونه وتمسكنا به ولو احترمناه وقدسناه كما نقدس اي مقدس آخر بل اني اراه من اقدس المقدسات للانسان العراقي لانه يمثل ارادة الشعب فاحترامه احترام للشعب والوطن وعدم احترامه عدم احترام  الشعب والوطن بل وجوده هو وجود للشعب والوطن  وعدم وجوده  يعني عدم وجود للشعب والوطن لحققنا  انجازات   كبيرة ومهمة لوطننا وشعبنا
 
في العراق هناك دستور راقيا ومتحضرا  من  ارقى دساتير المنطقة واكثرها احتراما للانسان في المنطقة قد يصل الى مستوى الدول الراقية المتحضرة  ونشأت من هذا الدستور مؤسسات دستورية راقية وعلى رأسها البرلمان المختار من قبل الشعب بارادة حرة وهذا البرلمان هو الذي يشكل الحكومة وهو الذي يقيلها اذا عجزت ويحاسبها اذا قصرت اضافة الى منظمات المجتمع المدني وحرية الرأي والصحافة الى درجة  الفوضى 
السؤال  لماذا فشلت واخفقت المؤسسات الدستورية في انجاز مهمتها لماذا ساد الفساد والارهاب وسوء الخدمات
اعتقد الجواب واضح كل الوضوح فالسبب يعود الى الانسان العراقي المنتمي الى هذه المؤسسات الدستورية انه غير مهيأ لا فكريا ولا اخلاقيا ولا عقليا فالانسان  فالشخص الذي تتحكم به القيم والعادات البدوية والعشائرية  فمثل هذا الشخص اناني مفرط بالانانية  الى درجة الوحشسية  لا يعترف بالاخر ولا بفكره ولا بمعتقده لهذا يجعل من اي شي تحت سيطرته هو ملك له ولافراد عشيرته فهؤلاء وباء مدمر ومصادر افساد للمؤسسات الدولة وللشعب والوطن
فالديمقراطية لها اخلاقها وقيمها  ومستواها  الحضاري الراقي للاسف اننا استخدمنا قيم واخلاق العبودية ومستواها المتوحش البدوي في  المؤسسات الدستورية والقانونية فكانت النتيجة اكثر ظلما واكثر ظلاما واكثر وحشية من نظام العبودية
المعروف ان الشعب اختار اعضاء البرلمان وان عضو البرلمان هدفه خدمة الشعب لا خدمة نفسه وانه عندما رشح نفسه كان قد  وضع خطة مسبقة وبرنامج خاص ويعلنها للشعب باني جئت من اجل تنفيذ هذه الخطة وهذا البرنامج  ويضع كل جهده وكل  قدرته ويتجاهل مصالحه الخاصة ومصالح عائلته في سبيل مصلحة الشعب وتطبيق وتنفيذ هذه الخطة
والمعروف ايضا ان البرلمان هو الذي يشكل الحكومة وهو الذي يراقب عملها وهو الذي يقيلها اذا عجزت عن اداء مهمتها وهو الذي يحاسبها اذا قصرت  وهذا يعني ان البرلمان مسئول عن فساد الحكومة  ومسئول عن كل ماحدث من فساد ومن موبقات ومن سوء خدمات
فكل ما حدث ويحدث في العراق من فساد  وعنف وارهاب في العراق لم يشغل بال اي عضو من اعضاء البرلمان ولا حتى اي عضو من المؤسسات الدستورية والقانونية الكثيرة والمختلفة لم نسمع او نشاهد ان البرلمان او مؤسساته احال مسئول واحد  الى القضاء وحكم عليه بعقوبة او اقال حكومة عاقب حكومة بل كان عضو  البرلمان  مساهم فعال في نشر الفساد وسوء الخدمات ودعم الفاسدين من خلال المشاركة مع عناصر السلطة التنفيذية في المقاولات والمشاريع الوهمية وغسل العملة وتهريبها والتغطية على الفساد والفاسدين وتشجيع الطائفية والقيم العشائرية حتى اصبح  اعضاء النواب يهدد بعضهم البعض بالعشيرة وشيخ العشيرة  وتخلوا عن الدستور وعادوا الى الاعراف وقيم العشائر وشيوخها واصبح عضو البرلمان خاضا لشيخ عشيرته ويعمل وفق اوامره وضرب الدستور والقانون عرض الحائط بل داسه بحذائه
ماذا يريد الشعب من هذه المظاهرات والاحتجاجات يريد مايلي
اولا  احترام الدستور والالتزام بالدستور والتمسك به وعدم التجاوز عليه لاي سبب من الاسباب واذا كنا نريد ان نغير ان نبدل ان نلغي القديم ونأتي بشي جديد في الدستور هذا امر طبيعي وجيد  بشرط ان يكون وفق الدستور
ثانيا الغاء حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة وعدم الدعوة  اليها ومهما كانت الظروف نريد حكومة الاغلبية السياسية الاكثرية تحكم والاقلية تعارض واي حكومة  ليس لها معارضة دستورية برلمانية حكومة فاشلة وفاسدة
ثالثا  الغاء حمايات اعضاء البرلمان  وامتيازاتهم ومكاسبهم  ومنح كل عضو راتب قدره  مليون دينار فقط وعدم منحهم اي راتب تقاعدي بعد انتهاء مدتهم وهذا يسري عل كل اعضاء البرلمان   الحالين والسابقين واذا كان هناك رفض وعدم قبول يحل البرلمان وتجري انتخابات جديدة في كل العراق 
رابعا تقسيم العراق الى 328 دائرة انتخابية كل دائرة يمثلها نائب واحد ومن يحصل على  اكبر عدد من الاصوات هو الفائز وبهذا  يصبح النائب المنتخب حرا غير خاضع لرئيس الكتلة خاضع لضميره وقناعته الذاتية وبهذا نخلق برلمان قوي خاضع لارادة الشعب قادر على مواجهة اي فاسد ومعاقبته وخلق مؤسسات دستورية وقانونية نزيهة مهنية مخلصة متمسكة بالقانون وبارادة الشعب لا تأخذها في الله في الحق في تطبيق القانون لومة لائم لا تجامل احد ولا تخاف من احد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/17



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يريد الشعب المتظاهر الغاضب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net