صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

السعودية.. والإنسانية (الشقراء)!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مخطئ من يظن أن السعودية تقدر باموالها، ودعمها المفتوح لبعض الأنظمة والقوى السياسية، وصفقاتها الشرائية، المتمثلة بإبرام العقود التسليحية الدولية الباهظة، التي هي أقرب الى الرشوة المدفوعة للدول الكبرى، عبر إستيراد البضائع، والمكائن، والطائرات والدبابات، والسيارات الحديثة، وغيرها من المقتنيات الغالية التي تشتري الرياض من خلالها ذمم الدول الصناعية، وأصواتها في أي مشروع تصويتي، وبتهديداتها الإرهابية، ومفخخاتها السياسية، ومرتزقتها، وإرسال مطاياها للإنتحار في هذا البلد أو ذاك، على تحقيق أهدافها العدوانية وإنجاح دينها الوهابي الدموي المظلم، ورهاني على فشل هذا الظن يعتمد في الجوهر، على ثقتي بأن السعودية كنظام، وثقافة، وعقيدة، (ودين)، وتربية، وجينات، وتفاصيل بيلوجية، وقيادات متخلفة، أغلب أفرادها لا يفكون الحرف إلاَّ بصعوبة بالغة، وكأجيال بليدة ذات عقول يابسة، ربما هي أشد يباساً من عقول أبناء الأجيال التي سبقتها. مع ميزة يتساوى فيها جميعهم هي أن السعوديين، يكرهون أبناء الشيعة والعلويين والزيديين، وكل من يمت بصلة الى إسم علي بن أبي طالب، كرهاً شديداً بعد أن تأكد بالدليل القاطع، أنهم جميعاً، ملكهم وشرطيهم وتاجرهم وعالمهم وجاهلهم، الى طبيبهم (هاي إذا أكو طبيب أصله سعودي)!! 
يختلفون في كل شيء، إلاَّ في كرههم لشيعة علي، فهم في هذه النقطة الخبيثة يتفقون، ويجتمعون!! 
وإكمالاً لموضوع (الظن الخاطئ) لكل من يعتقد أن السعودية قادرة على تغيير مسار التاريخ، وإجبار الحياة على أن تتوقف عند أبواب (خادم الحرمين)، لتأخذ الأذن منه في الرجوع الى الوراء، ومن يظن أن الوهابية ستنجح في جعل دينها فوق دين الله، حتى يصبح أعلى من دين المحبة والجمال والخير الألهي، أقول أن هذا الأمر لن يكون حتى لو نثرت السعودية أموال آبارها على كل بقاع الأرض، وحتى لو إشترت بما لديها من مليارات كل طائرات وسيارات وثلاجات وساعات وقنادر وعگل ويشاميغ الصين وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا واسرائيل وساحل العاج..
والسبب يعود، لكون السعودية تمشي عكس الزمن، وعكس الدياكتيك، وعكس الحضارة، وعكس الحب، وعكس حركة الشعوب، وعكس الدين، أي الدين الذي يستمد بياضه من ضمير علي بن أبي طالب الأبيض.. لا أعرف كيف يمكن لشخص أن يتبنى ديناً، وفي جوهره كراهية لعلي، وشكله ملطخ بدم شيعة علي. وكيف ينجح هذا الدين- أو أي دين آخر – وهو يعتمد منظومة من (القيم)، والأفكار، والمبنيات، التي تضع علي بن أبي طالب، وآل بيته خصوماً له؟!
وسؤالي الى قادة الوهابية: من انتم؟
فإن كنتم مسلمين كما تدعون.. فلماذا تكرهون شيعة، وأنصار من وصفه نبي الإسلام (بالإيمان كله)، حين نزل لمبارزة ابن ود العامري في معركة الخندق؟!
وإن كنتم غير مسلمين، وقد يكون لكم موقف تاريخي من الدين الإسلامي قد يتصل بموقف أجدادكم الأوائل كأبي جهل وأبي سفيان وغيرهم من المبشرين بالجنة، فلزوماً عليكم إعلان هذا الموقف، دون الحاجة لتشديد الخناق على أنفاس حجاج البقيع..
لقد بات في حكم الواقع المطلق المنتهي، ان معتنقي دين الوهابية الكافر ليسوا مسلمين، بل وليسوا من أي دين من أديان الله السماوية، وهذا يعني أن السعوديين - بإستثناء شيعتهم- خارج حدود الله الدينية، والقيمية، والروحية والأخلاقية، وكذلك خارج حدود الطبيعة الإنسانية، التي رسمتها يد الله الخالق العظيم
وبالضرورة، فإن السعودية ليست كافرة لوحدها، إنما معها في الكفر كل الذين يؤيدونها ديناً، وعقيدة دموية قاتلة، ونهجاً سياسياً تحريضيا، سواء بتحريضها على القتل، أو بإشتراكها في القتل نفسه.. 
وهذا يعني – ضمناً - أن السعودية عدوة للإنسانية، وليست عدوة للدين وحده، ولعل عداءها لا يتوقف عند قتلها الإنسان الذي هو أثمن رأسمال فحسب، إنما في سعيها أيضاً لإيقاف تقدم الحياة، وجعل الكون قبيحاً مظلماً وسخاً متخلفاً، منطلقة في ذلك من قبح فكرها الوهابي، ومن وساخته، وظلاميته القاتمة..
بعد كل هذا ألا يحق لي أن أعتبر كل شخص يعادي السعودية أخاً لي في الدين، ونظيراً في الموقف الإنساني الجميل، مادامت السعودية تكره الدين، وتحارب الإنسانية..
وأنا رجل أموت في (الإنسانية) الشقراء!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/18



كتابة تعليق لموضوع : السعودية.. والإنسانية (الشقراء)!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net