صفحة الكاتب : علاء كرم الله

نعم للدولة المدنية لا للدولة الدينية !
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد أثبتت الوقائع  فشل الأحزاب الأسلامية شيعية كانت أم سنية بكونها مؤهلة لقيادة الدولة وبناء مجتمع متحضر يواكب كل تطورات العصر، فهذا خرابهم ودمارهم وجشعهم الذي أورثوه للعراق وشعبه وأجياله القادمة! خلال 13 عام من تصديهم وقيادتهم للعملية السياسية في العراق منذ سقوط النظام السابق عام  2003 وقدومهم مع المحتل الأمريكي، فهم طلاب سلطة وليسوا بناة دولة!.
فالأحزاب الشيعية الدينية التي قادة الدولة بشكل فاعل ورئيسي منذ حكومة الجعفري( يشغل الآن منصب وزير الخارجية)، وما تلاها من حكومة نوري المالكي لدورتين أنتخابيتين ثم الى حيدر العبادي، لم تكن عند مستوى الظن والطموح المنتظر منها مثلما  كانت في النضال السلبي، والتي كانت تدعي المثالية في أقامة الحق والعدل والزهد والنزاهة!.
حتى أن الكثير الكثير من العراقيين تصورنا وأعتقدنا او هكذا شبه لنا! بأن قادة هذه الأحزاب والتيارات الشيعية أئمة معصومين لا يأتيهم الباطل لا من يمين ولا من شمال!، وهم مثاليون في كل شيء وأنهم رسل من السماء أرسلهم الله الى العراق لأقامة الحق والعدل وضرب الباطل وأعادة لكل ذي حق حقه.
وبسبب من سوء ما فعلوه في العراق وشعبه وما تركوه من غصة في نفوس العراقيين كره العراقيين كل من يتكلم بالدين وكرهوا كل هيئة لرجل الدين، بسبب هذه الأحزاب وزعاماتها بعد أن كشف الشعب زيف ما يدعون؟! وأنهم أتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق أطماعهم الشخصية وسد النقص في نفوسهم المريضة!
وصار من الصعب أن تصدق أي كلام من رجل الدين؟! وسرعان ما تأخذك الوساوس والتخوف والحذر منه ومن أقواله!!، على عكس ما كنا نعيشه في سنواتنا السابقة ومنذ تأسيس الدولة العراقية حيث كان لرجل الدين وعمامته وهيئته مهابة وهيبة وأحترام كبير, وكانت تلك عندما كان العراقيون يعيشون في ظل الدولة المدنية.
قبل ان تنقلب الأحوال وتأتي هذه الأحزاب المشوهه والخالية من أية فكرة أنسانية  تقدمية ومتحضرة لتجعل من الدين لعقا في الألسنة والأفواه بعيدا عن كل ما دعى أليه الله عز وعلا بضرورة الخوف والحفاظ على الأنسان ورعايته. يقول الرسول العظيم محمد (ص) في الحديث القدسي (الأنسان بنيان الله ملعون من دمره)،فكم من ذنب أقترفته هذه الأحزاب الدينية وزعاماتها بحق الأنسان العراقي التي حطمته بالكامل بعد 12 عام من الزيف والكذب والنهب والفساد.
لقد فقدت هذه الأحزاب شرعيتها في البقاء والأستمرار بعد أن سقطت في براثن الفساد خلال 12 عام من حكمهم الديني الفاسد!! وبعد أن كشف الله زيفهم أمام الشعب وأخزاهم في الدنيا، فلم تعد هناك أية هيبة لهم!.
أن مطالبة الشعب والجماهير الثائرة بأقامة الدولة المدنية ورفضها القاطع لأقامة الدولة الدينية و لكل هذه الأحزاب والتيارات الدينية الفاسدة ، لم تأت بسبب أفعال هذه الأحزاب المخزية حسب وأنما أستمد الشعب شرعيته بالمطالبة بذلك من المرجعية الرشيدة وعلى لسان زعيمها السيد علي السيستاني الذي طالما أكد على ضرورة أقامة الدولة المدنية وعلى عدم زج الدين بالسياسة!.
وهنا لا بد من الأشارة بأن أول من رفض البقاء والأستمرار لهذه الأحزاب ووجه الأنتقاد لها هو (السيد جعفر بن الشهيد محمد باقر الصدر) عندما أنسحب من حزب الدعوة!! وترك العراق بعد أن كشف زيفهم وفسادهم و عرف بأن قادة حزب الدعوة وباقي الأحزاب والتيارات الشيعية لم تكن كما عهد الشعب بها.
وعليه لتكن شعارات المتظاهرين في الجمعة القادمة كلا للأحزاب الدينية كلا لأقامة الدولة الدينية نعم للدولة المدنية هذا ما قالته المرجعية.



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/20



كتابة تعليق لموضوع : نعم للدولة المدنية لا للدولة الدينية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net