صفحة الكاتب : عبد الزهرة محمد الهنداوي

مَن اسقط المدينتين اذاً؟!
عبد الزهرة محمد الهنداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فيما تواصل عصابات داعش الارهابية اغتصابها اليومي لأم الربيعين الموصل الحدباء من دون رحمة  حتى وصل بهم الحال الى تدمير كل اثر حضاري في المدينة لو كان عبارة عن نقوش في الجدران .. وفيما يكابد ابناء محافظة الانبار من النازحين اشد الظروف الحياتية واصعبها.. بين هاتين الصورتين من الموصل والانبار يشتد الصراع هنا بين السياسيين وكل يحاول ان يحمل الاخر مسؤولية سقوط المحافظتين بيد الدواعش .. فبعد سبعة اشهر من الترقب والانتظار لما ستقوله لجنة التحقيق بمأساة نينوى  البرلمانية .. صدر التقرير المرتقب فكان بمثابة عبوة ناسفة انفجرت وسط المشهد السياسي لتحيله الى نثار هنا وهناك بعد ان اورد اكثر من 35 اسما حملهم مسؤولية السقوط المريع  لتبدأ معركة ضروس وصلت اثارها الى انقرة مرورا باقليم كردستان المشغول بالولاية الرابعة .. قوام هذه المعركة سيل من التصريحات والاستنكارات لورود هذا الاسم او ذاك وكل جهة من الجهات  تؤكد براءتها من دم  الموصل .. وما اثار الجدل اكثر هو خلو التقرير من توجيه الاتهام  للبرزاني ، لكنه في الوقت نفسه طالب الحكومة باستقطاع اثمان الاليات العسكرية التي استولت عليها قوات البيشمركة في الموصل  من موازنة الاقليم !!! ..انما ذهب التقرير باتجاه انقرة متهما القنصل التركي في الموصل بالتنسيق مع المحافظ المقال النجيفي لمساعدة داعش في عملية الاحتلال وهذا الاتهام استفز احفاد اتاتورك فكان الاستنكار شديدا لدرجة ان الاتراك قدموا مذكرة احتجاج شديدة اللهجة للسفير العراقي لديهم .. اما باقي الساسة الذين حملهم التقرير المسؤولية فبدأوا بتوجيه سهام القدح والنقد للتقرير ومعديه .. وفي ظل هذه الصراعات العنيفة بدت الموصل منسية ولم يتحدث احد عن تحريرها فتقرير سقوطها كان اكثر اثارة من السقوط نفسه لانه فعلا كان مثيرا للجدل .. اما الانبار فلم يكن حالها باحسن من شقيقتها نينوى .. فاذا كانت الثانية قد حظيت بتقرير جوبه بالكثير من النقد ، فان الاولى واقصد الانبار كانت مثل مسبية تنتظر اهلها ان ينقذوها مما هي فيه .. وبعد طول انتظار جاءها الخبر ان الاهل اجتمعوا في العاصمة من اجل ان يضعوا خطة محكمة لتخليصك من السبي فابتسمت املا على الرغم من فجاعة ما تواجه وتعاني.. كان الاجتماع مهيبا حقا وكنت اتابعه بشغف وفرح وكانت الكلمات التي القيت على منصته تمثل  بداية قوية جدا للشروع بالتحرير واشير هنا الى كلمتي رئيس مجلس النواب ورئيس ديوان الوقف السني فقد كان تأثيرهما واضحا في المتلقين لاسيما كلمة الشيخ الهميم التي قرأها ارتجالا .. الا ان الامر لم يستقم كما ارادت الانبار من اهلها .. فقد نشب خلاف بين المجتمعين الذين استعملوا الكراسي الطائرة للتحاور بدلا من  لغة الالسن.. فخيم الحزن على اهل الانبار .. فيما كان الدواعش يحتفلون بما الت اليه امورنا !! .. فمن يعيد لنا موصلنا الحدباء وانبارنا المعطاء اذا  كان الصراع ديدن الشركاء ؟؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهرة محمد الهنداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/25



كتابة تعليق لموضوع : مَن اسقط المدينتين اذاً؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/26 .

ٱستاذ عبد الزهرة محمد الهنداوي
السلام عليكم .
مقالكم من ٱسقط المدينتين ٱذا ؟ هو سؤال لايحتاج الى جهد لمعرفة من تسبب بالسقوط ،وٱن حاول البعض حرف الحقيقة عن موضعها ..لغايات ومقاصد تنافسية ...
الحقيقة ٱن سكان تلك المحافظتين هم من حررها كما يزعمون .من سيطرة جيش ٱلأحتلال الرافضي .وليس سقوطها .الذي نتشدق بوصف حالتيهما .به ..فقد خرج سكان تلك المحافظتين على بكرة ٱبيهم ٱلأما ندر وهم فئة قليلة لاحول لها ولاقوة ..
بعد ٱن تم شحن ٱلأجواء طائفيا من قبل عملاء الخارج الذين يتربصون السوء بالعملية السياسية ورفض حكم ٱلأكثرية ..
وتم تعبئة الشارع وٱطلاق تسمية السقوط على ماجرى لتلك المدينتين .
لقد غيبة الحقائق وتم ٱستبدالها بعناصر جرمية مزيفة .لتحميلها ٱشخاص ٱخرين .فزمن الخيانة والمصلحة فرض نفسه على الساده الرجال .في وطن حاول السراق سرقة ثورته على الفساد . .لأٱن السرقة والتزيييف ٱصبح ديدن البعض .من باع نفسه للشيطان ..
فكما سرق الوطن .سرق التٱريخ وكتب پٱقلام من ماتت ظمائرهم ...
علينا اليوم ٱن نواجه الحقيقة .وٱن كانت مرة .وبشجاعة وٱن نجد لها حل .هي ٱننا نعيش في حرب طائفية تغذي نارها ٱيد ٱقليمية قذره ..فمحافظات .تكريت والموصل والانبار .لم توفر للجيش ملاذ ٱمن ولا وفرت له ٱجواء مناسبة للتحرك وغابة الثقة بين الطرفين .بل ٱنها وفرت ملاذ ٱمن للجماعات الارهابية وٱنتفضت معهم .كما يحلوا لهم تسمية ذلك .
نحن ومن باب تزييف الحقائق والوقائع .نسمي تلك ٱلأحداث .بالسقوط .وٱنها ٱحتلت عنوة ٱو بيعت في مزاد .،
ٱبناء تلك المناطق هم من ٱتخذ ذلك المصير بكامل قواهم العقلية ودون ٱكراه وضغط من ٱحد ؟
وللأسف نحن نردد ماٱذيع لنا .ونشر في وسطنا ..في ملحمة التصارع نحو الكرسي والذي ٱصبحنا ودون ٱرادتنا جزء منها .زججنا ٱنفسنا فيها بملاء ٱرادتنا ...




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net