صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

اللهم اجعل حظنا مثل حظ الـ (مثليين)!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أمس إزدحمت البرامج الإخبارية للقنوات (الفايخة) بخبر خطير، ظننت أنه مطلع لحرب كونية ثالثة، أو رابعة، لأن أرقام وتسلسل الحروب ضاعت علينا بصراحة، شو بس (أبو عدي) لوحده طگطگله عالبارد حربين عالمية، والجماعة بسوريا رتبوا أيضاً (حرب كونية)، طبعاً عدا حروب العشائر في جنوب العراق، التي تعادل خسائر كل حرب فيها، خسائر حرب فيتنام، وكوسوفو، وخسائر ستالينغراد.. والمايصدگني يروح يسأل عن (حرب) الفريجات وبني مالك في الگرنة، أو (معركة) الكرامشة والمياح في البصرة، ليتعرف على مجموع الخسائر فيها ..
كما أن هذا الخبر (الخطير) إنتقل في مواقع النت (الوردية) بسرعة تفوق سرعة الضوء، وسرى في صفحات الفيس الخاصة (بسرمد)، وكيكي، ونونو، وفوفو، كسريان النار في الهشيم.. خاصة وإن لكيكي ونونو وفوفو، وأمثالهم قدرات (خلفية) تدميرية، قد تتسبب بإنهيار هذا الكوكب الجميل.. 
من هذا المنطلق، ومن خوفي على سلامة البشر، وإستقرار الكون، تابعت هذا الخبر بحرص وقلق وإهتمام كبير. وكيف لا أتابعه وعنوانه: جلسة "تاريخية" لمجلس الأمن حول فظائع تنظيم الدولة الإسلامية؟
فقلت في سري، الحمد لله، ها هو مجلس الأمن يصحو، ويصل أخيراً الى النقطة التي يجب أن يصل اليها قبل هذا الوقت، لكن وصوله الى الهدف الإنساني في فضح وإدانة جرائم داعش متأخراً، أفضل من أن لا يصل اليه أبداً!! 
لذلك إقتربت من شاشة (فرانس 24) التي نقلت لنا هذا الخبر
 
لألتقط تفاصيله، حتى فوجئت بأن هذه الجلسة (التأريخية) لمجلس الأمن لا تناقش جرائم (داعش) في حز رؤوس الأبرياء العراقيين، والسوريين وغيرهم بطريقة يندى لها جبين الإنسانية، ولا في أشكال القتل الجماعي الهمجي التي هزت ضمير العالم، لبشاعتها، كجريمة (سبايكر) ولا في سبي النساء المهين والمذل، وعرضهن في أسواق النخاسة البائسة، كما حصل للنساء الأيزيديات، والمسيحيات في سنجار والموصل.. ولا في تدمير الشواهد الحضارية التاريخية للعراق وسوريا، كما فعل الداعشيون في تدمر، والموصل، وغيرهما. نعم..! لم يناقش مجلس الأمن هذه القضايا المهمة والخطيرة، كما لم يعر إهتماماً لما فعله الداعشيون من تفجير وتدمير وإلغاء للكثير من مراقد ومقدسات المسلمين الشيعة، وما تفجير مرقد الإمامين العسكريين إلاَ واحد من هذه الأفعال الخارجة عن القانون الإنساني.. وكم سيكون الأمر هيناً، لو إحتفظ مجلس الأمن بصمته إزاء هذه الجرائم -رغم أن في صمته عاراً عليه- بدلاً من أن ينطق بما نطقه أمس..
لقد صمت مجلس الأمن دهراً، ونطق كفراً.. أو كما يقال: تمخض الأسد فولد فأراً.. وأي فأر ولده هذا الأسد السبعبع؟ 
ربما أطلت عليكم القصة، لكن خاتمتها (حلوة) كما أعتقد.. لأني لم أجد أحلى من هذه النكتة، فتخيلوا أن مجلس الأمن (بطوله وعرضه)، يترك كل مشاغله ومصائبه ويتجاوز كل فظائع الداعشيين في العالم، ويتفرغ بهمة، لمناقشة إعتداءات داعش على (المثليين)!!
المضحك المبكي أن (أبو ستار) لا يعرف معنى المثليين، ومن هم هؤلاء المثليون، لكنه رفع يده الى السماء، وهو يسمع خبر إهتمام مجلس الأمن بمعاناة المثليين مع داعش، فقال بألم وحسرة وعتاب:
ربي فدوة أغديلك.. چا ليش ما سويتني واحد من الأخوة المثليين؟!
طبعاً هو يظن أن المثليين ينتمون لدين آخر مثل البوذيين، أو الهندوراس، أو غيرهم!!
المشكلة (سادتي) ليست في المثليين شخصياً، فهم مسؤولون عن أفعالهم، وسلوكهم، ولا علاقة لنا بهم، (فللجراوي) حق في الحياة، مثلما للشرفاء حق في الحياة أيضاً.. لكن المشكلة تصاغ بشكل سؤال يقول: لماذا لا يساوي مجلس الأمن بين المثليين (المناو..) والشرفاء مادام الطرفان يتعرضان سوية لإعتداءات داعش، أليست السكين الذابحة للطرفين سكيناً واحدة، فلماذا هذا التمييز الظالم؟!
لذا أرجو أن يخرج الشرفاء المذبوحون في العراق وسوريا بتظاهرة يطالبون فيها بإنصافهم، ومساواتهم مع السادة (المناو...)، وهذا أضعف الأيمان، لأن في هذه المساواة بعضا لحقهم المسلوب من قبل (عتاوي) مجلس الأمن. وإلاَّ فسنضطر جميعاً لرفع أيادينا للسماء مثل (أبو ستار) فندعو الله أن يخلقنا مثليين كي ننال عطف مجلس الأمن!
اليكم أخيراً فقرات من الخبر الخطير الذي تصدر الأخبار يوم أمس:
(عقد مجلس الأمن الدولي جلسة "تاريخية"، هي الأولى التي يخصصها لبحث حقوق مثليي الجنس!!
واستمع المجلس خلال الجلسة لشهادات مروعة عن الفظائع التي
يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف في سوريا والعراق بحق المثليين.
وقال صبحي النحاس المنحدر من مدينة إدلب السورية إن "المثليين في الدولة الإسلامية يلاحقون ويقتلون على الدوام".
بدوره قال شاهد عراقي في شهادة أمام مجلس الأمن أدلى بها عبر الهاتف من مكان في الشرق الأوسط لم يكشف عنه إن عناصر التنظيم المتطرف (يطاردون المثليين بطريقة احترافية. إنهم يلاحقونهم واحدا واحدا، وعندما يعتقلون أحدهم يفتشون هاتفه ويتحققون من معارفه وأصدقائه على موقع فيسبوك)!!
خطية والله.. كلشي ولا يلاحقوهم عالفيسبوك!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/26



كتابة تعليق لموضوع : اللهم اجعل حظنا مثل حظ الـ (مثليين)!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net