صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

بقايا حبيب
د . مسلم بديري

 - أحببتَهُ بغربتهِ ......


- ماذا لو لم يكن ؟.....

- ان لم يكن من الفراق بد فلمَ الحب؟ ولمَ الحياة؟

- الحب والفراق , الموت والحياة... لا فراق بينهما كزواجٍ كلدانيٍ ..لاطلاقٌ فيه...

 - هناك نجمه حيرى ضلت ترعى الناظرين ..ولم يرعها راع...

- أهم بالخلاص من فلذته ولم يهم بطرد الشيطان من غياهب ذلك الراس القفر كأنه الكهف...

-  لما الولاده ان كانت الدنيا سجنا ولمَ الحريه؟ ولم الحياة اذا كان الموت؟؟...

.....كعادته او اُضفي عليه شيئ ما  بدى الليل موهن كأنه الأسير او كصريع من صرعى الهوى...بدى كل شي ضجر في سكون ومن يراه يحسبه آذن للوداع خلا نار كانت تتأجج تحت اديم الرماد فبدت كدماء سفكت فهي تنتظر الثأر...

القمر وآه ما القمر ؟! حتى هذا الانيس قد جفا واعتله العقوق وربما قد اعياه السهر واضنكتهُ طوال المناجات فعفا كما الاحبه وعفا كل من عليها وان لم يفنَ بعد....

خلا  صوتين حملهما الليل بسكونه ...صوتك ...وصوت هذه الروح التي لم أعد اقوى الاصغاء لها ولا لأحاديثها المضجره..؟!

ونبضان غائران في الاعماق لم يك ليُحَس بمن سرق  منه صاحبه كل الاسماع فبدى القلب المُضمَحل بنبضاته المضطربه كأضطراب الموت في حضره العظماء بدى مسروق من الاسماع اوسُرقت منه

هناك نجمه حيرى ضلت ترعى الناضرين ولم يرعها راع...

خلا ذلك القلب الذي ترعرع الدنف في اعماقه فقد احسها غريبه مثله فبدى ذلك الغريب نسيباً لغربه النجوم ومافوقها...

بدت في منتهى الآهات وغاية الحزن او مايشبهه قد لايسمى الحزن رغم شموله الافراح فبعد لم يشمل ماأحسته اوستحسه

لم تكن تُقدِر ان ضفيرتها والقمر بينهما امرٌ مزمع اشراكه...فلا الحروف ولا الألوان.. فذا برغم ماحوى او سيرعى من الحكايات (بشجن او مسره) ضل منيراً ولم يفزع من الأهوال وذي برغم انحدارها من بحر الانوار وتلجلج اللجين بدت داكنة كأنها الخطايا والعقوق او كأنها الفراق

فتحت النافذه واطلت بناظريها من خلال الحيره احست لوهله بان ناظريها ليس لهما الفائده بما سيقدم من السويعات الآذنه بثقال اظلالها

لم تعبق بذلك النسيم الذي لطالما عبقت به من النافذه حين ومن نوافذ قلبه احيانا ليست بالقليله

وفي ليله ما ولكأن النسيان قد طال حتى وسع الاكوان عاد منتصف الشهر فبدى به القمر سعيدا اوبدى بأوج العنفوان حين لم تكن تلك الموهنه (سمر) لتقوى على زفرة آه فهي لم تطلها سلطه النسيان فهي بذلك امست خارج هذا الكون الغريب.....

فهذا القمر وماتكامل به شبابه أو أوشك على الكهل يذكرها بمرار الحدث ولم تك الشمس لتقوى على تذكيرها..او لتأجأج نار ذلك الرماد....

بدى الحاج ابراهيم مهما بالذبح ولم ينتظر ذلك الفداء وذلك الكبش

اليس غريبا هذا ...صار يسمونه الحاج وما قدر له ان يرى وجه البيت او ان يلوذ به...

كان هذا الحاج مرتعاً للوخيمه والشرور فبدى بحلته الماجنه كأنه ابليس....كان ماجناً كثير الفسق معتل الخلق زاهدا في كل شي الا بالدنيا حتى اهل بيتهم كان زاهدا بهم او منصرفاً عنهم....

أحس غريب الاحساس هذه المره وتناهى الى خاطره شر التخاطر وكأن الشيطان اومافوقه يختبى خلف طيات عقله العتيق.... عاد من سفر غير طويل و ولم يحط الترحال الا في غير بيته فقد كان متعطشا لبيوت المجن التي لطالما اضنى الليالي وارقها بانسه ومكوثه فيها.....

بعد حين قريب اطل على زوجه وابنه في بيته واخبرهم بانه قادما لتوه من السفر المشؤوم مع انه لم يكن بادياً عليه اياً من حلل الاسفار ولا اتعابها

جالس زوجته وابنه على مائده صغيره لم تكن تزخر الابالقليل فبدت في عين زوجته كأنها مجالس الملوك لا لأنه يشاركها بعد غياب بل.....

تبادلا الحديث وسؤالها عما كان له من سفره وسؤاله عن المدينه واهلها ولكأنه مهتم كل الشي بتلك المدينة واهلها.....

كان يسكن في مدينة غير بعيده عن العاصمه يبدو اهلها من الذين يوصلون انفسهم عنوةً باهل العاصمه فكانو يتكلفون التلفاظ ليبدو بذلك ان لهم شان لا تشاركهم به بقية المناطق المجاورة.....

كان كثير الشك الا في نفسه فهو يضعها موضع غير زهيد بل يبني لها قصرا منيفا من الاوهام....

اهمت زوجته ان تنبأه بأمر فبدت فرحه وبدى محياها كانه الغروب وتلعثمت فبدت كأنها العذارى من الازهار ممن لم تناله الفراشات بسوء رقتها!!!!؟؟؟؟

لم يكن فرحاً بحمل زوجته ...ولم تبصره مسرورا كما هي مسرورة كالاطفال ... ربما رضت زوجته من الغنيمة بالأياب فتجاهدت لتراه مسرورا اوغير مظهرا لحزنه (كأياب) وعفت عن غنيمة الفرحة وسروراتها...

ماكانت بمدركة لسبب عدم الرضا والسخط الذي اطاح بكيانه اجمعه  اطاحة السماء بشمسها حين ولد لها هلال  اوماتنتضره قمرا

....لكن الافكار توالت على مسمعه وكأن الشيطان بدى مذعنا لافكاره واشفق وجلا منهما....

بدى ذلك الاحساس مؤرقا كانه الهم وبدى كمنبه تلك الساعات المزعجة

-معقول يكون ،،،.. اباح بلاقلب وتعوذ بشيطانه من الله...لم تكن هذه الفكرة لتؤرقه بقدر الطائر الذي حملته زوجه في رحمها وزاد الامر اوحالا حين انبأ بانها بنت....

اولاك الذين يعتريهم المجون ويجردهم الزهد بالاخلاق من كل صفات الانسانية

الذين تتعدد علاقاتهم وماآربهم يغتالهم الشك ويتعلي انفسهم شر الاحساس الموبق فيمسون بشك يطال كل ما حولهم خلا انفسهم فهم يضعونها...

تمنى ان تنفذ  يده الا حيث تأوي تلك الفراشة لغتالها ويرضي بذلك ماجاد مجونه عليه به من شكٍ ونفور....

ولكن هيهات فالفاراشات تأوي بما هو اقوى من القلاع واشد تحصنا فحراس الارحام اشد من حرسة القلاع واوسع منهم نفرا

أهم بالخلاص من فلذته ولم يهم بطرد الشيطان من غياهب ذلك الراس الذي يشبه الكهف...

مرت الساعات والايام عجلى وما هي بمسرعة....

 وابصرت مالم يسموها الا (ابتسام) ابصرت النور شحيحا  من هذه الدنيا ولكأن الارحام اكثر اتساعا لها من هذه الدنيا ؟! ولكنها ان كانت كذا فلما الذرع وانقطاع الصبر

 لما الولادة ان كانت الدنيا سجنا ولمَ الحرية؟ ولم الحياة اذا كان الموت؟؟...

فاصبح اباَ لابتسام وابن اخر كان يدعى حسام قد تدانى من الثالثة فلم يدركها فبدى قاب قوسين من سنته الثالثة

كما اسلف ان خاطرته الافكار فاحس بانه ان تخلص من ابتسام فربما يتناسى مامن عليه الشيطان به....

ولكأن رؤيته تقاسيم وجهها هي السبب او أعظم من السبب...

قال الجاح ابراهيم بتدارك...احسن شي اخلص منها ...بس شلون ..؟!!!

قال بحيرة.....

كما الحزن موجود هناك فرح وان كان شحيحا وكما الموت هناك حياة وان كانت اشد من صاحبها وطأةً وكما الفقر فهناك  يُسر وكما هنا شي فهناك ربما لاشي ....

الحياة اوجه كما العملات وكما الانسان باوجه وتقلب....

في جانب غير بعيد كان هناك رجل ميسور في كل شي الا في جانب من زينة الدنيا وهو الابناء او الضنى كما كان يسموه وهو ما يضني الا قليلا منه

فاقد الشي لا يعطيه..... كان ذلك العقيم ليس بزكريا فلو كانت زوجه عاقرا لانتهى بان يردفها باخرى ولكن كيف يبرء السقيم من سقمه ولما يجد ما يبره الا....

كان مستعدا  أن يدفع جنتيه ليحس ولو للحظه باحساس الابوة وان كان احساسا كذابا موهما....

قرر ابراهيم ان يقايض الحاج زكريا بان يعطيه اياها (ابتسام) كونه عقيم وبالغ في الثراء فيعطيه الحاج زكريا او ما كان يكنى (ابو محمد)(لم يكن محمدا الا كناية ولم يكن له وجودا حتى في سجلات المغتربين كما كان يدعي اغلب الذين تتم كنايتهم باسماء لابناء وهميين) وقد منَّ الحاج زكريا بان يهبه بستاناً مقابل تلك الموؤده،،،!!!!

مضت الايام مورقة فبدت ام حسام ولكأن كبدها ينقصه اغلبه او كأنه فصل عنوة،،،

 ترعرعت ابتسام او ماصار اسمها سمر في بيت ذلك الحاج فبدت كل السمر لهؤلاء العجوزين.....

كانت طفوله منعمة فبدت كانها الاميرات ناعمه الاظفار مترعة بالدل واليسر والكلف بالرخاء والنعمة....

من يرى سمر لايحسها غريبة عن هذا الدلال والترف الرغيد فقد جارت هذا التفنن بالرخاء بفن ماعرفته ريش المبدعين ... فقد رسمت ريشه المبدع الخلاق تقاسيم وجهها بتفنن وابداع وكيف لا وهو رب الجمال يهبه لمن يصطفيه من عباده...فمن يتلقاه فما هو الا ذو حظ عظيم......

ومن سكون الليل الغامر يتناهى صوت غريب مُوهَن يعلو صداه فيوسع الكون ويوقظ الخلائق الا ماكان منهم بشرا فلا يوقظه او يكاد يوقظه فهم يتسمون بنوم لايعرف الروح وأحديثها فكانهم الاموات او الاصنام التي هام اجدادهم بها .....

صوتها غير قريب فقد انتقلت عائلة حسام الى العاصمة بعد ان تصرفو ا وتمكنو من الانتقال.... كان هم الانتقال الى العاصمة يورق اكثر العوائل ونسائها فهن يردن التمتع بما تنعم به نساء العاصمة من العيش  الا  ام حسام فقد وجدت في ذلك الانتقال اشد العناء فهي تكابد الفراق...وكان ابو حسام سعيدا بان يصبح من اهل المدينة الكبيرة التي يعتصم بها ففيها تكون الحياة اكثر اتساعا واكثر شمولا لفرص العمل لغيره وفرص المجون له..فقد حلم كثيرا بنساء العاصمة فهن ممن ينعمن ببارع الاناقه والجمال ولا يرتضين من العيش بالقليل ولم تطال اثار الغسيل اظفارهن كما كانت اظفار اغلب من عرف من نساء..على العكس كانت نساء العاصمة تعتني باظفارهن وفق تقاليد خاصه وبتكلف وكأنها تقاليد العبادة عند قدماء المصريين او رواد المعابد.... ولم تقتصر العناية على الاظافر بل لكل موضع كانت للعناية به طقوس معينة ومبتكرة.....!!!!!

كبر حسام شيء ما فبدى بذلك كانه السيف وكان له من الجمال حظوة عظيمة ووجد فرصة الالتحاق بصفوف الجامعة بعد ان حظي بفرص الدراسة المنعمة في مدارس المترفين الذين يختلفون في كل شيء حتى في اسماء امهاتهم...!!!

فبدى هو واحدا منهم في القليل ولكنه مازال يحتفظ بروح مدينته في اعماقه...فبدى في نفسه ليس واحدا منهم ولايشاركهم الكثير كما شاركهم القليل او بدى في قليل واحدا منهم .... كان من جماله ما يجعله كاحدهم ...ولاصالته  وتقاليده مايجعله غريبا.....؟!

كما تكبر الاشجار كبرت سمر وبدت كانها الاقحوان او كانها الاميرات او ما يشبه الاميرات وبعد حين ليس بالقريب التحقت بالجامعه بعد ان اتمت تعليمها الاولي في تلك المدينه الزاهده .... في كل شي الا الاصاله والتقاليد....

كان حينها الزهد بالتقاليد او تجاهلها هو الطريق الاقصر للانغماس بما يسمى مجتمع (الهاي لايف)....!!؟

كانت سمر كما بقية ابناء المدينة  ممن يرغبوا بالانظمام الى الجامعه عليها الالتحاق باحدى جامعات العاصمة... وكانت عوائل تلك المدينة تتباين فمنهم من لايرسل ابنائه (او بناته خصوصا) الى العاصمه خشيه من المجهول , او منهم من يرسل ابنائه بتحفظ كما ارسلت (سمر)

كان هذا العائق مقبرة لكثير من الابناء فقد كان من ابناء هذه المدينة او بناتها من يمتاز ببارع الذكاء وحتى من لم يُمَن عليه ببارع الذكاء فقد كان يجد في الدراسه منفذاً للحرية فبذا هم يتميزون عن غيرهم بانصرافهم عن التُرهات....

انغمست سمر في الجامعة قليلا فكان من جمالها مايجعل المجتمع يسعى اليه ويحتاجه وكانت الفتيات تسعى اليها قبل الفتيان فقد كان من جمالها واناقتها وحسن صنيعتها ما يجعل خلفها سراً تسعى لالكتشافه كثير من اللاتي لم يجدن في مجلات الجمال والبرستيج ما يجعلهن ك (سمر) ولااحد يدرك ان ماهي عليه لم يكن الا سرا من اسرار الخالق المبدع ولم تستعن بالاقزام ممن كانت الفتيات في عصرها يعتبرنهم خلاقين او أُناس فوق العادة....

كانت سمر كما كان حسام تحس بسذاجة من حولها وانصرافهم نحو الرخيص والفاني فبدت هي وهو منصرفان نحو الاعمق واللا متناهي ....

كان حسام يكبرها بسنوات ثلاث وهذا ما جعل بينهما تباينا في مراحل الدراسة ..

.... حين يخطط القدر يبرع في التخطيط فيُعجِز بذلك ابرع المهندسين والاستراتيجيين

صدفة ومن غير تكلف ولا تخطيط بشري التقى حسام بفتاة واحس بعينها بريق يختلف عما كان يراه في الاعين الاخرى التي كانت ترمق اعتدال قامته....

واحس بان بينهما كل المعرفة... كما قد تكون معرفة سنون غير قصار...

لم ينفك من التفكير بتلك النظرة التي لاتعدو ان تكون الا خاطفة ولكنها تركت به عظيم الاثر كما يترك خاطف السيوف وبارقها بجسد المطعون...

انشغل عن كل الشي الا عن الافكار التي ترده من تلك الفتاة ونظرتها التي دب سقمها في جسده كانه الحبر حين يدب في الاناء

وتسائل في قرارة نفسه من تكون؟ ولما التقاها؟ ولم هذا التفكير؟ وهو قد مر عليه ما مر من نظرات الفتياة المتعطشات لقوامه المفتول....

وهمّ بان يعرف...

هسه هم تفكر بي مثل ما افكر بيها؟ وردد كلمات فانتابته ابتسامة موهنة:

-ياترى يا واحشني بتفكر في مين؟

وتوالت اجوبه كثيرة في راسه فمنها ماينفي تفكيرها به...

-ليش تفكر بي اكيد كومه يباوعولها يوميه ما معقولة كلهم تفكر بيهم شطلع راسها شيحمل..... ومنها ما يقنعه بانها تفكر به وتستغرق في التفكير وهذا ما كان يريحه..

وهناك من جانبها طرحت سمر نفس التساؤلات فهي ايضا لم تنفك تفكر به ولا للحظة .... ورددت كلمات فَعَلَت  ضحكاتها :

اه يانضراتو شو حلوة نضراتو...اه يا حكياتو شو حلوة حكياتو...فضحت لانها وصفته بحلو الكلام ولما تسمع كلماته بعد ولكن من يودع نظراته هذا الجمال فبمَ سيودع كلماته؟؟

مضت الليلة الاولى ثقيلة ولكانها الف ليلة باتت بانتظار ليلة...ليلة اللقاء....لتمسي بذلك الف وليلة وتكون هي شهرزادها

وجاء الصباح فَهَمّ كل منهم ان يرى صاحبه ولكنهما تكلفوا في ابداء عدم الاهتمام وتكلفو اخفاء التعمد في اللقاء...

فحين التقى كل صاحبه احسا بان قلوبهما ستنفجر من كثرة اضطرابها....

وبدى الخجل صورة جلية واضحه ترتسم في حمرة وجوههما واضطراب قلوبهم ودقاتها....

وعمد هو ان يكون جريئا واحست بضجر من تاخيره....

وببراءة غير معهودة ولا معروفة في ما كان سائد وقتها من العلاقات العابرة...

اراد التكلم فلم يُسعَف ولا حتى بحرف واحد وتكلف ان يخفي تلعثمه فبعد عناء قال من بين شفاهه المرتجفات....

-العفو بيش الساعة..؟

فابتسمت هي بخجل كما الندى وضحك هو بعد برهة ساخرا من نفسه

لان ساعته البارزة والكبيره كانت اكثر ما يميز يده.....

وبعد ذلك تعمد كل منهما الابتسام والتحية لصاحبه بمناسبة   او بدونها... وتعمد هو ان يجمعها بحديث وان لم يكن يعرف اهتماماتها ولكن اراد ان يكمل سلسلة النظرة فابتسمامة  ف.....

فجمعتهم الاحاديث بل القدر وطالت اللقاءات وان قصرت كانها البرق

واحس كل منهما بان ناقوس القلب قد اذن بشيء يسمى الحب او مايشبه الحب....

وليت شعري اي حبٍ هذا بل اي قدر سيحيل الاخوة الى مشارف العشق وصرعاه

كانت تستلذ بانتظاره ويسعد برؤيتها ويتقابلان كانهما الرحمة....

-البارحه شفتي القمر...؟

-- اي يخبل اجابته بابتسامة...

- شفتيني جنت واكف وراه اشرتلج بايدي ووديتلج سلام.... فضحك كلاهما...ثم واصل:

- شوفي هذا القمر سمر... قال حسام باضطراب...

قالت ضاحكة :

--شنو صاير شاعر؟

استجمع قطرات ريقه وهو في حضرة المحبوب

استجمعها وقال ،،

--اذا غبت عنج فد يوم فأوكفي كدام القمر وأشري بايدج وسولفيله اخبارج وانثريله شعرج لان اني راح اكون وراه وهم اشاورلج بايدي واشوفج وتشوفيني،،،

قطرات دموع حارقة  انهمرت فوق خديها بعد أن اخترقت أجفان القمر....

فرحت امه كثيرا حين اخبرها بانه يحب وان هناك بنت تاخذ انتباهه عنوة ولكأنه بحديثه قد اعاد اليها عهد الشباب السحيق....وكما هي العادة فان الام هي من يحمل مسؤولية إخبار الأب  لان الأبناء عادة ما يلجؤون الى الام في الامور والمسائل التي تفرض الخجل .....

مضى ماكان يتمنى بان لايمضي وبدء ابو حسام يبحث عن اخبار هذه العروسة ،،،وبدى حسام ولكأنه نافذ من وراء الزمن واسواره...! فكان كارها لكثره التدقيق في السؤال عن سمر،،،

سارت الايام مسرعة والليالي حبلى اطالت المخاض ولابد لها من الولاده ان لم يكن منها بد........

...بدى حسام متأنقا وقد بالغ في ذلك وكيف لايبالغ فيه ...وبدى كانه الرمح فاهم باختراق الزمن وبدى مستعدا كل الاستعداد ولم يتكلف غيره  من قبل كما كان هو فاعلا ... وبدت سمر  كانها شهرزاد بحله ماعرفتها الملكات ولكن هذه المرة وهي ابتسام !!! ونفذ حسنها خلف الازمان فهو نافذ ببريقه حتى الى نظر الاعمى والى كل الازمان...

وانطلقا وبدت يداهما مجتمعتان ومتلاصقتان وان كان بينهما الدهر والازمان

وان كانت بينهما الأكوان ؟ ساروا  كل على حدة متفرقين الاجساد مجتمعين القلوب

ولكن ليس عجيبا ان يسيران متفرقين فهما ذاهبان وكل منهما ذاهب لمقابلة القمر من موضعه ايفاءا للعهد......... فهو منتصف الشهر

 

د. مسلم بديري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/13



كتابة تعليق لموضوع : بقايا حبيب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net