مُناخْ روحاني ؛ غائم جزئیاً هذه الأيّام !.
احمد البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغبة الرئیس الإیراني "حسن روحاني" باقامة علاقات حمیمة مع الغرب ، لاتخفی علی أحد ، تماماً کرغبة سلفه محمود احمدي نجاد ، مع الفارق ، انَّ الاخیر ، کان مکبلاً أواخر حکمه بعد ان اَبعدَ حلفاءهُ و اصدقاءهُ واحدا تلو الاخر ، فأسقط عن نفسه دعم النظام في نهایة المطاف و خسر ثقته بادارة ملفات خارجیة کبری ، کالعلاقة مع واشنطن ، و النووي ، و دور ایران في الاقلیم .
و في احدی مقابلاته قالها صراحةً ، الرجلُ المتواضع احمدي نجاد ، اِنه غیر معني بالملف النووي ، و فعلاً ، فقد داره امینُ المجلس الاعلی للامن القومي الایراني "سعید جلیلي" بعد ان اوصله "علي لاریحاني" من نفس الموقع
الی مراحل متقدمة ، قبل
تعنُّتٍ فرنسيٍ حینها افشل التوصل الی اتفاق ، و عقوباتٍ امریکیةٍ شملت قطاع النفط و الغاز و البنك المرکزي الایراني ، انهت مسیرة التفاوض .
اما الرئیس الاصلاحي حسن روحاني الذي یرفض احتسابه علی جناحٍ بعینه رفضاً قاطعاً ، و ذلك لنزع اکبر قدر ممکن من تأیید النظام لتنفیذ سیاساته في الداخل و الخارج بسلاسة، فیتمتع بصلاحیاتٍ واسعة ،
اقل مایقالُ عنها ، انها مثالیة ، مقارنة بما حظي بها سلفه و لعدة اسباب ، ابرزها ظروف البلاد في ظلِّ العقوبات ، و متغیرات المنطقة المتشابکة .
هکذا وجدَ روحاني المُناخ مناسباً جداً ، بل فرصة ذهبیة لاستثماره ، فاطلقَ مشروعاً للتقارب مع الغرب ، ابتدأهُ بالمفاوضات النوویة و توصّّلَ الی اتفاقْ ، و واصلهُ عبر فتح علاقاتٍ ثنائیة مع عواصم القرار الأوروبیة ، تجسدت بزیاراتٍ متبادلة ، آخرها لوزیر الخارجیة البریطاني فیلیب هاموند لطهران ، وجاءت بالکثیر ، سیاسیاً و اقتصادیا .
و رغم تزاید حدَّة الانتقادات الداخلیة الموجَّهة لروحاني ، من قِبل مؤسسات و وجوه سیاسیةٍ لامعة تُحسَبُ علی التیار الاصولي في البلاد ، لمایُبدیه الرجل من مرونةٍ زائدة في التعاطي مع الغرب ، لکنه مستمرٌ بنهجه دون تردُّدْ .
و من مصادیق مرونة "شیخ الاعتدال" کما یُطلِقُ علیه مؤیدوه ، تصریحاته الجريئة بین الفینة و الأخری ، آخرها ما اورده خلال لقاءٍ جمعه بوزیر الخارجیة البریطاني هاموند ،
عندما اشار الی ضرورة عدم نبش -احداث الماضي- ، في رسالةٍ فُهمت علی انها وُجِّهت لخصومه في الداخل ، لمن استنکروا اعادة الحکومة ، العلاقاتَ مع لندن ، لتاریخها الاسود في التعامل مع ایران ، بدءاً من مساعیها لعدم تأمیم النفط و اسقاط حکومة "مصدِّق" في اواسط القرن الماضي ، مروراً بقمع الشعب الایراني ابان ثورته علی الشاه ، ختاماً بمساهمتها في فرض العقوبات و ضلوعها في اغتیال علماء نوویین و ادارة جزءٍ کبیر من الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسیة عام 2009 حسب تقاریر استخباراتیة .
الحملاتُ الکلامیةُ ضد الرجل الثاني في ایران في الأسابیع الأخیرة لم تصدر من السّاسة فقط .
فبینما یطالبُ انصارَه -بالکفِّ- عن اطلاق شعار الموت لامریکا ، خرج مساعد رئیس هیئة ارکان القوات المسلحة الایرانیة اللواء مسعود جزائري بتصریح عکس مدی التباین مع توجهات الرئیس ، عندما قال نصاً : "شعار الموت لأمریکا و بریطانیا و اسرائیل لم یلد بین لیلة و ضحاها ، لیُرفَعَ من خطابِ الإيرانیین ، بتوصیةٍ
من هذا و ذاك" .
التصریح هذا ، تلی مقالاً لقائد الحرس الثوري اللواء "محمد علي جعفري" ، طالب فیه المسؤولین الحکومیین باطلاق تصریحات أکثر اتزاناً و درایة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat