صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

التجني الاكبر للسيد حسن شُبَّر – الحلقة الرابعة
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
مكتبات آية الله الحكيـم والمساجد والحسينيات:
سبحان الله فالمؤلف يقلب الحقائق رأساً على عقب ، لأن حزب الدعوة الإسلامية كان يستظل بظل النهضة الإصلاحية لمرجعية السيد الحكيم (قده) ويعمل تحت غطائها ، فكان الحزب المذكور يتخذ من مرجعية السيد الحكيم (قده) ومن جماعة العلماء واجهة تغطي تحركاته ونشاطه(60).
والظاهر من تتبع مسيرة جماعة العلماء وحزب الدعوة الاسلامية أن هناك انتماءات متداخلة بينهما فمثلاً نجد أن السيد مرتضى العسكري (حفظه الله) والسيد محمد مهدي الحكيم (قده) كانا ينتميان في نفس الوقت الى كل من جماعة العلماء وحزب الدعوة الاسلامية فكان نشاطهم العلني والمكاسب التي يحوز ومنها من خلال النشاط الفعال لجماعة العلماء المدعومة من مرجعية السيد محسن الحكيم (قدة) وكبار العلماء تحسب لصالح حزب الدعوة الاسلامية الذي كان حزباً صغيراً سريا محدوداً في حجمة وامكانيته وقد حاول السيد حسن شبر أن ينسب النهضة الاسلامية التي حدثت في العراق في الخمسينيات  والستينات في القرن العشرين الميلادي الى حزب الدعوة الاسلامية وحدة فيبرزه على أنه المحرك الاساسي والوحيد لتلك النهضة , متجاهلاً وجود عدد من المنظمات والاحزاب الفاعلة على الساحة السياسية والتاثير الاجتماعي كما بيَّنا ذلك مفصلاً في الصفحات السابقة تحت عنوان ( الدعوة والدعاة ـ الإتجاه الأول ).

إشتراك الدعاة في المواقف السياسية المهمة في الساحة الاسلامية
يقول السيد حسن شبر: (هل كان بامكان المرجعية أن ذاك لو لم يكن حزب الدعوة الاسلامية ان تقيم احتفالا استذكارياً حاشداً ضد السلطة؟ ومن هم ادوات المرجعية ؟ هل هم الوكلاء ؟ وقد كانوا بين مهتم للحزب او متعاطف او لا يستطيع مخالفة الافكار التي يتبناها الحزب ، تلك الافكار التي اصبحت حالة مسيطرة على الساحة العراقية)(61).
لقد نسي السيد حسن شبّر ان جميع الدعاة او معظمهم من اعضاء حزب الدعوة الاسلامية ممن لم يبلغوا مرتبة الاجتهاد انما كانوا مقلدين لسماحة السيد محسن الحكيم (قده) وان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ادعى في صفحة (7) من كتابه سيء الصيت إنَّه أصل تأسيس الحزب يحتم عليه السعي لإطاعة المرجعية العليا – مرجعية السيد محسن الحكيم (قده) – لانه مرجع تقليدهم ، فلا يمنّ احد على المرجعية بأنه اطاعها او نفذ مخططاتها ، قال تعالى: ((قل لا تمنوا عليّ اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان إن كنتم صادقين))(62).
وذكر الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قده) إنَّ حزب الدعوة لوحظ عليه (عدم التصدي المباشر حتى على مستوى البيانات العامة أو الخاصة في داخل التنظيم)(63). وبدلاً من أن يرد السيد حسن شبّر على ذلك بايراد بيانات او مواقف رسمية للحزب إنْ وُجِدَتْ ، نراه يلجأ الى اسلوب خطابي مفتقر للدليل كما هو اسلوبه في كتيبه كله ! وعجز عن ان ياتي بدليل واحد يؤيد مزاعمه !

قصة المنشور بعد اعتزال الامام السيد محسن الحكيم في الكوفة:
يبرز السيد حسن شبّر جانباً من عدم إطاعة حزب الدعوة الاسلامية لاوامر المرجعية العليا متمثلة بمرجعية السيد محسن الحكيم (قده) ، وإن عدم الانسجام بيّن وواضح. فحين جاءت الاوامر من المرجعية العليا بان يحمل المنشور دعاء (اللهم انا نرغب اليك) فقط نجد ان حسن شبّر يقول: (ولكن الحزب لم يوزع مثل هذا المنشور لاعتقاده بأنه لم يكن في مستوى الحدث والهجمة التي تعرض لها الامام الحكيم. وان المنشور الذي يتضمن دعاء فقط يعتبر موقفاً ضعيفاً تكون نتائجه سلبية أكثر مما كانوا يتوقعون)(64) ، فقدموا رأيهم على رأي المرجعية العليا ((يا ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)).
فلماذا ظنت قيادة الدعوة ان نشر المنشور وهو يحمل دعاءاً فقط هو موقف ضعيف ؟! مع ان الدعاء يتصف بالثورية والتحدي والاصرار! لقد اساءت قيادة الدعوة الرأي حين ظنت ان نشر المنشور بهذا الدعاء يضعف الموقف بل الصحيح ان الموقف اصلا ضعيف وان نشر هذا المنشور بصيغته الثورية المتحدية كان يمكن ان ينقذ الموقف الضعيف ويقويه.
نعم كان الموقف ضعيفاً جداً ، فحينما قدم السيد محسن الحكيم (قده) الى بغداد سنة 1969 استقبلته وبايعته عشرات بل مئات الوفود وآلاف الاشخاص ، ولكن حينما الصقت السلطة العفلقية تهمة الجاسوسية بإبنه واقتحمت منزله لاكثر من اربع ساعات تبعثرت الجموع من حوله ولم يات احد لتأييده وبقي حوله اشخاص قليلون يتفائل البعض فيصف عددهم بالمائة على اكثر تقدير. نعم كان الموقف ضعيفاً بل ضعيف جداً وكان من شان ذلك المنشور أن يبعث فيهم روح الثورة والتحدي والاصرار.
واما موضوع اعادة مبلغ المنشور فيقول حسن شبّر: (ان المائة دينار فلم نرجعها لاننا قد صرفنا قسماً منها في الطبع ، يضاف الى ان ارجاعها ربما يوقعنا في خطر)(65)! ولم يوضح حسن شبّر كيف ان اخذ المبلغ لم يكن فيه ايقاع بالخطر فيما رأي ان اعادته فيه ايقاع للخطر ؟! ثم الم يكن بالامكان الاختفاظ بالمبلغ ثم اعادته الى ان تتحسن الظروف وينتفي إحتمال الوقوع بالخطر ؟!

حزب الدعوة يتراجع عن تسيير التظاهرات:
أمر آخر تم انكاره من قبل حسن شبّر حيث يقول مخاطباً الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قده): (الم ننذهب الى والدك المرحوم وعرضنا عليه خدماتنا وامكاناتنا ورفض)(66).
يحاول حسن شبّر ان يتلاعب بالالفاظ والافكار ، فهو يعلم جيداً ان لحزب الدعوة قيادة مستقلة وهي لا تأتمر بأمر المرجعية – كما مرّ من حادثة المنشور – مما يؤكد ما اشار اليه الشهيد الحكيم (قده) من ان القيادة المذكورة تراجعت عن تعهدها بالقيام بتظاهرات عندما يقوم البعثيون بالتحرش بالمرجعية ، فماذا كان يمنعها ؟!!

إيقاف مواكب الطلبة:
يبدو ان تحامل حسن شبّر على الشهيد محمد باقر الحكيم (قده) افقده توجيه الاتهامات بموضوعية ! ففي الصفحة (63) يقول: (ألا تدري يا سيد بأن السلطة منعت تلك المظاهرات الطلابية إلا بإجازة منها ومدح السلطة؟)... الى ان يقول: (فلماذا إذن هذا التجني بأن التنظيم هو الذي اوقف إخراجها؟). مع انه هو نفسه نقل في صفحة (62) قول الشهيد الحكيم (قده): (الامر الذي ادى بالتنظيم الى ان يوقف إخراج هذه المواكب تجنباً للمواجهة مع النظام).
فلماذا هذا اللف والدوران يا سيد حسن شبّر فالسلطة منعت المظاهرات الطلابية إلا في حالة تحولها الى بوق دعاية لها ، والتنظيم الخاص (حزب الدعوة الاسلامية) أمر بإيقافها لأنه كان امام خيارين اما ان يسيرها رغماً عن السلطة فيحدث الصِدام ، او يسيرها بأن تكون بوق دعاية للسلطة ، فاختار الحزب الامر الاول أي ايقافها تجنباً للمواجهة مع النظام وهو ما ذهب اليه الشهيد الحكيم (قده).

الهوامش:
[60]   حزب الدعوة الإسلامية ، حقائق ووثائق ـ ص101 و106.
[61]   الرد الكريم ـ ص53.
[62]   الاية (17) من سورة الحجرات.
[63]   الرد الكريم – ص51.
[64]   المصدر السابق ـ ص57.
[65]   المصدر السابق.
[66]   المصدر السابق ـ ص58.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/28



كتابة تعليق لموضوع : التجني الاكبر للسيد حسن شُبَّر – الحلقة الرابعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net