صفحة الكاتب : علاء كرم الله

العبادي أنت مع من؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مشهد الأنتفاضة الجماهيرية التي تعم جميع محافظات ومدن وحتى نواحي العراق قبل أكثر من شهرولحد الآن  لا تقبل القسمة ألا على أثنين، فهناك فئة ضالة مظلة تمثلها الحكومة برئاساتها الثلاثة بكل طواقمها،
هذه الفئة نهبت وسرقت وأكلت الزرع والضرع! ودمرت البشر والحجر وأنتهكت كل الحرمات وأثرت ثراء فاحشا على حساب الشعب، فلم يردعها لا مخافة الله ولا الضمير لا تمتلك أدنى درجة من الحياء والشرف والكرامة، فهي كالسرطان  نهشت بجسد الدولة والشعب منذ عام 2003 حتى أحالتهم الى حطام!.
الفئة الثانية هي فئة الشعب الفئة المظلومة التي صبرت على الضيم كل هذه السنوات وجحيمها، وأنتظرت وأعطت الفرصة تلو الأخرى عسى أن  يتغيرأداء الحكومة والأحزاب وينظروا بشيء من الأنسانية ويلتفتوا الى الشعب ويكفوا عن محاصصتهم المخزية  ونهبهم وسرقاتهم للمال العام، ورغم كل طول ذلك الأنتظارألا انه لم يحدث أي شيء!
فأضطرت الى الأنتفاضة والثورة على هذا الواقع الفاسد، وهنا لا بد من الأشارة بأنه يقع  على  هذه الجماهير  لوم وعتب كبير لأنها تأخرت كثيرا بثورتها!، بعد أن صبرت وسكتت كل هذه السنوات وعلى كل هذه المأسي والألام، تارة من أجل عيون هذه العمامة، وتارة من أجل قدسية المذهب،ومرة لخواطرتلك العشيرة!!.
رئيس الحكومة العبادي كان جزء من الفئة الأولى! فئة الحكومة والأحزاب الظالمة، فهومن قيادي الخط الأول في حزب الدعوة الذي رأس الحكومة وقاد البلاد منذ عام 2005 ولحد الآن، وتبوء أكثر من منصب وزاري وبرلماني!
وكان شاهدا على كل أنواع الفساد والصفقات المشبوهة سواء في حزبه أم في بقية الأحزاب السياسية الشيعية أو السنية أو الكردية، وسكت على كل ذلك ولم نسمع منه يوما أن أنتقد أو طالب بتحقيق في قضية ما أو أعترض على فساد أو فاسد؟! لاسيما وأنه كان رئيس اللجنة المالية في البرلمان في أحد الدورات؟!! يعني أنه كان جزء من صورة الفساد التي كان يطفوا عليها العراق.
شاءت الأقدار أو هكذا خطط الأمريكان بالتوافق مع أيران بأن يكون العبادي رئيسا للحكومة!؟ بعد المالكي الذي ترك وراءه أرثا مدمرا وبلدا محطما في كل شيء بشر وحجر، أقتصاديا حيث الخزينة الخاوية، وعسكريا حيث ثلث الأراضي العراقية بيد عصابات داعش الأجرامية، وسياسيا مزيد من التناحر والصراعات بين الأحزاب بما فيهم أحزاب التحالف الشيعي نفسه، الذي لازال بتصارع على منصب من يقود التحالف!!؟
العبادي ومنذ تبوئه لمنصب رئيس الحكومة منذ قرابة العام هو في حال لا يحسد عليه!، فالشعب يريد منه ويطالبه بالكثيرمن حقوقه المسلوبة، وحزبه حزب الدعوة وقياداته تطالبه بأمور تقف على الضد من مطالب الجماهير؟!، هذا أضافة الى ضغط الأمريكان المزعج حيث يريدوه أن يفهم اللعبة السياسية بكل تفاصيلها!،
 ولكن الأخطر من كل ذلك هو ضغط أيران الشيطان الأكبر!! المتلاعبة بمصير العراق منذ سقوط النظام السابق عام2003 ولحد الآن، والتي تطالبه وتضغط عليه وفق ما تريد وتخطط وفق مصالحها!، ولا ندري ما هي الضغوط والتوصيات التي مارستها عليه عندما أجتمع (قاسمي سليماني) بقيادات التحالف الشيعي قبل أيام على خلفية الأنتفاضة الجماهبرية التي تعم كل مدن العراق !!!.
المصيبة أن الرجل هو أضعف بكثير من كل هذه الضغوط ، ويعيش حاله من التمزق النفسي وأضطراب الضمير بسبب كل ذلك!!.
أن صوت الجماهير المنتفضة لحد هذه اللحظة هو الغالب والأكثر علوا، لأنه صوت الحق وصوت المظلومين، والأكثر جمالية في قوة وصوت الجماهير الثائرة أنه أستمد قوته ليس من شرعية مطالبه حسب ولكن من دعم المرجعية له.
ولتعذرني المرجعية حيث أسجل عتبي الشديد عليها!، وأسأل زعاماتها لماذا سكتم كل هذه المدة؟؟! ولو لم يأتي الثوار في النجف الى بيت السيد السيستاني مطالبة أياه بأصدار القتوى ضد الفساد والفاسدين، لربما أستمرت المرجعية بالسكوت؟!
كل هذه الجماهير الثائرة والمدعومة بنفس وروح  المرجعية  تقدمت بين يد العبادي وفوضته بأن يكون لسانها والمعبر عن تطلعاتها و أن يضرب بيد من حديد على كل الفاسدين وأن يبدأ بحزبه أولا وان لا تأخذه في الحق لومة لائم، ألا أن موقف العبادي لحد الآن لازال دون المستوى التي تطالب به الجماهير والمرجعية!!؟
فهو كثير الكلام والتهديد للفاسدين ولكن دون فعل قوي ومؤثر!؟، أرى أن الرجل وكما ذكرت آنفا أضعف بكثير من تلبية مطالب الجماهير الثائرة ومطالب المرجعية الرشيدة، فهو لازال مكبل وبقوة بقيود حزبه حزب الدعوة وبقيود التحالف الوطني (التحالف الشيعي)،ويبدو أنه لا يستطيع الأنفكاك والتخلص من هذه القيود!،لربما حبا بالحزب والتاريخ النظالي له، أو بسبب الخوف من تبعية الخروج من الحزب؟؟ (الجماهيرتطالبه  بأن يخرج من الحزب وتكون هي حزبه وضمانته).
 ولربما الذي يزيده رعبا وخوفا وترددا هو وجود الأخطبوط الأيراني الجاثم على نفس العراق منذ 2003  بشكل عام وعلى التحالف الشيعي بشكل خاص حيث لأيران القول الفصل والحاسم في كل أراء و قضايا وتفاصيل التحالف الشيعي، ووفق ما تقتضيه المصالح الأيرانية العليا!!.
أخيرا نقول أن موقفك المتردد غير الواضح لتحقيق مطالب الجماهير الثائرة لا يخدمك ولا يخدم العراق ولا شعبه فأما أن تكون أو لا تكون ، فأما أن تبقى في حزبك ولاتستطيع أن تحاسب الفاسدين فيه، وعند ذلك ستطالك لعنة الله ولعنة الجماهير والتاريخ!
أو تعلن موقفك الواضح والصريح  بكل شجاعة وجرأة وشرف  وتخرج من الحزب وتنضم الى صفوف الجماهير الثائرة ومطالبها المشروعة وتضرب كل الفاسدين من حزبك أو من بقية الأحزاب،  وعندها ستكسب رضا الله ورضا الشعب والمرجعية وسيخلدك التاريخ بكل زهو وفخر، حتى وأن أدى ذلك الخروج الى موتك!! حسب ما ذكرت ذلك بنفسك!.
فالخيار لك والوقت يسير بسرعة والله والشعب والمرجعية بأنتظارك، فأحسم أمرك أنت مع من يا دولة الرئيس؟؟!!.



                         
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/29



كتابة تعليق لموضوع : العبادي أنت مع من؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net