صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

أصوات لم تكوى بنار البعث
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


إن أقسى التجارب التي تمرُ على الأنسان, هي التي يكتوي بنارها, ويضوق مرارتها, وقد تكون أفضلها, لأن مرارة الألم تبقى, فتردع عن العودة الى مثلها, او أعادة تجربتها.
عاشت أمتنا الأسلامية, تجارب مريرةٌ, راح ضحيتها ملايين من البشر, ومن أبرز تجاربها هي الرضوخ الى الطغاة, والحروب الأهليةوالفتن المذهبية, ورغم غزارت تلك التجارب وما كلفتهٌ, من أرواح وأموال وأحقاد, الا أن المختصين والساسة ومراكز البحوث لم توليها ذالك الأهتمام, الذي يتناسب مع فضاعة حجمها, فتركت تمر مرور الكرام, دون تحليلها والأستفادة منها.

هناك عشرات من التجارب والشواهد التي مرت على الشعب العراقي, وخلفت أثارعظيمة فتجربة النظام البعثي, في العراق على مدى 35 عاما وماخلفة, من خراب ودمار وقتل وتهجير, لازالت أثارها السلبية باقية الى يومنا هذا, فالمغامرات التي خاضها النظام, من حروب طائشة أودت بحياة مئات الالاف من غير المعاقيين وأثارها النفسيةعليهم, الخراب شمل كل مرافق الحياة, وهي من أشد الفتراة قساوة, في حياة العراقيين.

هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة والعالم, تعتبر من اهم التجارب المفيدة للعراقيين, لأخذ العبرة والتجربة منها وعدم تكرارها تحت اي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب, لهذا نجد أن أغلب الساسة العقلاء وعامة الشعب العراقي, يتحصر الماً
عند الحديث عن تلك التجارب المريرة, ويحبس أنفاسة خوفا من تكرارها, في ظل صيحات بعض الأصوات غير المسؤولة, التي تطالب بأعادة النظام الرئاسي, والغاء النظام البرلماني, وتكريس السلطة بيد شخص الرئيس المفترض, واعلان حالة الطوارئ, فلازالت مرارة الحكم الصدامي ولوعتة, في قلوب العراقيين ليأتينا بعض المراهقين ومن لاعلم لهم بعالم السياسة, ويطالبون بعودة هذا النظام.

العالم يتحول الى النظام اللامركزي ونقل الصلاحيات, الى الاقاليم والمحافظات,ونحن نريد العودة الى حكم العسكر
ومركزية ميقتة التي أذاقت الويلات هذا الشعب المظلوم, أن تلك العقود المظلمة في حكم البعث الصدامي قد تتكرر اليوم في العراق, في ظل تلك الدعوات, التي تطالب بعودة النظام الرئاسي, ففي العراق الأرضية مهيأة لنشوء الدكتاتوريات الجديدة.

إن أخذنا العبرة من التجارب الفاشلة للنظام الرئاسي, في العراق وليبيا وتونس ومصر واليمن والتي تعاني اليوم شعوبهم, من آثارها وزرعهم الفتنة بين أبناء الوطن الواحد, لذلك تلك النيران التي أكتوا بها الشعب العراقي, لابد من أخذ العبرة منها من خلال العمل على توعية عامة الناس على مخاطر مثل هكذا دعوات, ومخاطر أعادة تجرباتها مرة أخرى, وتنبيهم من خطر دكتاتوريات جديدة لاطاقة للعراقيين على حملها, وأعادة تجربة أربعة عقود من الطغيان, بلباس وشكل جديد بأسم الديمقراطية الرئاسية.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/29



كتابة تعليق لموضوع : أصوات لم تكوى بنار البعث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net