صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي


سمراء تنسل من وراء الانبهار، سيف هندي يحمله فارسا هماما، ويتوقف كل شيء ، ايقنت حينها ان القوة تحرك الزمن وتخلق التوازن بين الخير والشر وتفعل اشياء تفوق قدرات العقل البشري....ارى من بعيد تجمع الغيوم وتكاتف خيوط الشمس وتزاحمها  حول المشهد فقد تركت مسافات كبيرة خالية في السماء واكتظت فوق تلك المساحة الصغيرة تحدق بترقب واعجاب نحو هذا الفعل المبهر الانيق ، تغمز بعيونها فرحا وغبطة وتتجاذب اطراف الاشارات مع الزهور والاشجار وهي تتمايل مع نسمات صباح خريفي ، توقفت  لتشهد هذا الخضم الهائل من الانبهار والغرابة ايضا ، القوة دوما تتسيد الموقف في اثارة الاعجاب وسرقة الانتباه لتعلقها الفطري بالشجاعة والاقدام ...ومن لم تبهره الخوارق...!؟
بدأ سيل التساؤل يحفر في جرفي اليقين و ويطلق اشرعته ليبحر بعيدا في محيطات الفضول ولمحت عقارب ساعتي الخجلة وهي تهدم استار الصبر، تهم باللحاق بوحداته المهرولة نحو المجهول وتتناثر الدقائق والساعات على الدروب تتبعها الايام والسنين ، وسالت دقيقة سقطت في كفي سهوا :

    "ماذا يحدث...!؟"     اجابت :
    " انظر ...! ..انها تبرز في الافق فجأة كالسيف فيتوقف الزمن و كل شيء...!"

نظرت باتجاه الافق ورأيت سيفا مسلولا بخمسة اصابع يأمر الاشياء والزمن بالتحرك والتوقف والكل يمتثل وينفذ ويطيع باحترام اسطوري . بدا الصراع بداخلي بين عقلي وضميري ونفسي واحساسي وثارت ثائرة هذا الرباعي المتناقض وبدا زعيق الصمت  يشق اخيلتي ويهز كياني ويرصفني في كل مرة مع واحدة من هذا الرباعي الهائج المجنون حتى وجدت نفسي اعبر الشارع الى الضفة الاخرى دون  ان احس، وانا افكر بعقال ابي الذي لا تزال اثاره تؤلمني حين رفعت قدمي لأعتلي ناصية  الرصيف ، كان سلاحه الوحيد ،رحمه الله ، حين يغضب منذ عقدين خلت ....ليته يحضرني الآن....؟.... تعالت حدة العراك حتى صار داميا و توصلوا اخيرا الى نتيجة فاصلة بعد التقصي والاختلاف ، انهم فشلوا من ادراك انهم فعلا فشلوا....وسوف يستمر البحث والتساؤل مرة اخرى....واخرى....!
 اخذني التمعن والفضول في الموقف نحو التقصي الدقيق فقمت بجرد عام لجميع ممتلكاتي المعرفية للبحث عن مصدر تلك القوة ، وكان استهلالي هو الثورة الفرنسية وجرفني الزمن وانا انظر في وجه ماري انطوانيت ، باروكتها الشقراء المنفوشة وهل قطعتها المقصلة حين نزلت على عنقها الرقيق وهل كانت فعلا تحب لويس السادس عشر...؟ وحييت بسمارك بتحية المترجم العابر ونزلت قليلا في الساحة الحمراء مستذكرا ماركس ولينين ولحيته المدببة والديالكتيك وابتسمت حين تذكرت انه لا يدري بان الشعب الروسي قد حطم تمثاله بعد ان اكتشف ان الاشتراكية ان طبقت بدقة تصبح رأسمالية دولة(State Capitalism)  ..... وفعلا  ادرك الشعب الروسي تلك الحقيقة وانقلب عليها.......
ختمت رحلتي بقساوة ستالين وطموح هتلر ..... ومع غيبتي الطويلة تلك ولم اعثر في جعبتي عن جواب لجميع تساؤلاتي المائتة قبل ولادتها .....وانتبهت اخيرا من غفلتي حين نزلت من عليائها الوردي فانطلق كل شيء بنظام وانسيابية مبهره تجلب الانتباه ، وقفت مأخوذا بهذا المشهد السرمدي ، اتفحص تلك الحركة النشطة والمليئة بالحياة ، وعند ومضة وعي من لائحة الممنوع المنتصبة امامي بشموخ ابتسمت ، ادركت ان الحياة المنضبطة معلقة بين عمودي ، الممنوع والمسموح  وابتسمت حين ذكرت ولدي ذي العاشرة وهو يحلم ان يكون اقوى رجل في العالم.....!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/02



كتابة تعليق لموضوع : الجبروت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net