صفحة الكاتب : واثق الجابري

علاج الجرحى أولى من عمليات التجميل؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يُطلّق أي بطل عراقي الدنيا؛ منذ الّحظة الأولى التي يفكر في الذهاب الى المعركة، ويُسطر أمثلة في التضحية لا شبيه لها في العالم، ويسير بطريق لا عودة فيه؛ إلاّ بالنصر أو الشهادة وكقول الشاعر" ما سرت قطاً للقتال ... وكان من أملي الرجوعُ"
الحرب ليست نزهة، ولا مزاح مع عدو تجاوز القيم الإنسانية، وصراع بين الإنحطاط والسمو، والخراب والإنتحار وبين النصر والشهادة.
فرضت طبيعة المعركة تقديم قوافل الشهداء، وجرحى بأبشع وسائل إستهداف الإنسانية، ولم يُفرق بين طفل صغير وشيخ كبير، ورجل وإمرأة، وليس هنالك وسائل كافية، يمكن أن تكون دروع وقاية؛ من عدو يفخخ المنازل والشوارع، وحدائق الأطفال وكتاب القرآن؟!
تَدافع على المعركة، وسباق على الشهادة، رغم قباحة العدو، وبالنتيجة تَزف قوافل الشهداء بفخر، ولكن يترك أطفال أيتام وأرملة وأم مفجوعة بلا رعاية، وجريح عالج جزء من آلامه، ويبقى جليس شهور أو يُعاق بفقد أحد أعضاءه، وفي الحالتين يحتاج أدوية باهضة الثمن، ورعاية وطعام خاص وعلاج نفسي وجسدي، او حاجة الى العلاج خارج البلاد.
يمكننا توجيه سؤال للمشرعين والمنفذين في الدولة، اللذين إختاروا لأنفسهم رواتب ومخصصات عالية، فليست الخضراء أخطر من حدود النار؟! وماذا قدمتهم كي تأخذوا تقاعد 80% كضمان لمستقبلكم؟! فلستم أنتم واجهات المجتمع؛ إذا كان هناك من يضحي بجسده من أجل محاربة الإرهاب والفساد، فما ضمانة عائلة شهيد، وماذا خصص لجريح ذهب مضحياً، وأعيق ثم تُرك وحده يصارع الحياة؟! وهل أن عمليات تجميلكم، أهم من علاج جرحى؛ لولاهم لما جلستم على الكراسي؟!
إن الدولة العراقية تلاشت لولا وجود المتطوعين حشداً وقوى أمنية، وخلفهم مجتمع غيور قدم الأب أبنه، والولد أبيه من أجل سيادة السلام، وقدموا صورة ناصعة تُعيد ماء وجه الوطن التي أضاعها الفساد والإرهاب السياسي، وإستعادوا هيبة بددها ساسة أعطوا مثلاً سيئً لإدارة الدولة.
للحرب نتائج وآلام يتحمل جزء منها المجتمع، وتنهض الدولة بجزئها الأكبر، وشعور المسؤولية، أن لا تدع أحد من رعاياك يتألم، وأنت نائم في النعيم.
الإهتمام بعلاج الجرحى ورعايتهم بعد الشفاء أو الإعاقة؛ أولى من إنفاق ملايين الدولارات على عمليات زرع الشعر وتعديل الأنوف والشفاه ووو، والعناية بالمواطنين وتجميل الأفعال؛ أفضل من وضع عدة مكياج؛ على وجوه كشف الشعب النقاب عن قباحتها، ومنازل الخضراء حق لأبناء الشهداء وراحة الجرحى، ومن بتر أحد أطرافه؛ أكثر شرفاً من الذي قطع أوصال تاريخ حافل بالتضحيات.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/03



كتابة تعليق لموضوع : علاج الجرحى أولى من عمليات التجميل؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net