صفحة الكاتب : منتظر الصخي

القضاء هرم الإصلاح المنشود
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شهد العراق في الفترة الأخيرة مظاهرات كبيرة، وحملة إحتجاجية واسعة ناقمة على الوضع في البلاد، مطالبة السياسيين بإجراء إصلاحات كبرى، تطال جميع مراكز الدولة، كي ينهض العراق من حاله المزري، ويستعيد كامل قوته، ليسترجع هيبته الضائعة وسط الصراعات الدولية الإقليمية القائمة، فلابد من عراق متبوع لا تابع، لا يَخضع لأحد ويُخضع له .
عندما تظاهر الشعب من أجل الإصلاح، كان ولابد أن يكون القضاء العراقي أول الملبين، لصرخات المتظاهرين فالمشكلة التي تنخر جسد الدولة، هي أن الفاسدين يسرحون ويمرحون دون رادع يردعهم، وسط قاعدة من أمن العقاب أساء الأدب، طيلة السنوات الماضية لم يرفع الإدعاء العام أي شكوى في المحاكم ضد المسؤولين الفاسدين، وكأن القضاء لا يرى ما حوله ولا يسمع حتى، محاسبة الفاسدين والمقصرين مسؤولية القضاء، ولابد من تكفله لهذه المسؤولية الملقاة على عاتقه، فحينها ستكون العملية الإصلاحية التي تنطلق بها الدولة ناجحة ولن يعيقها أحد، لأن الأساس في الملك العدل، الذي يتم من خلاله خدمة المواطن والسهر على راحته .
بعد أن ضاقت المرجعية والناس ذرعاً بما جرى سابقا ويجري الآن، أعلنت الحكومة الإتحادية عن حزمة كبيرة من الإصلاحات لتشمل عديد من مفاصل الحكومة، وتخفض رواتب المسؤولين من أصحاب الدرجات العليا، وتلغي بعض الحقائب الوزارية وتدمج بعض آخر،  وكما فعلت خيرا أيضا بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية " منصب الضرات "، الذي يعد منصبا تشريفيا للرئيس فما هي فائدة نوابه، سوى أنهم يثقلون كاهل الدولة بإمتيازاتهم ورواتبهم الكبيرة .
البرلمان بدوره بادر ليطلق ورقته الإصلاحية، التي من خلالها سيعمد إلى تخفيض النفقات الكبيرة التي تصرف بدون أي وجه حق يذكر، والمضحك المبكي فقرة " تحسين المعيشة " والذي يتبادر إلى الأذهان فور سماع هذه الجملة، أن النواب كانوا جياعاً وعلى الدولة أن تنفق عليهم من قوت الشعب حتى يشبعوا، ما لكم كيف تحكمون أنسيتم قوله تعالى " وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ " تعساً لكم يا من قسمتم بالقرآن الكريم على حفظ الأمانة، وفصل النواب المتغيبين أين هم وما سبب غيابهم، أين الرقابة والمحاسبة يا أيها النواب، أما شبعتم من ملئ بطونكم أنسيتم أن هناك آخرة ستفضحكم، وسيقذفكم تعالى في نيرانه، جراء فسادكم وتقاعسكم عن آداء واجباتكم .
بعد كل الورقات الإصلاحية لم يحرك القضاء ساكناً ليبادر بطرح ورقته الإصلاحية، وهذا الصمت من قبله يعد إستخفافاً برأي المرجعية، التي طالبت وكررت ندائها لكي يقوم القضاء بواجباته القانونية المناطة به، فمن المستفيد يا ترى من تكاسل القضاء أو تجاهله للصرخات الحقة، هذا الصمت لا يعد إلا تواطئاً فاضحة مملوء بالتحدي لإرادة الشعب ومرجعيته الدينية، فلابد من ينتفض القضاة والمحامين وجميع الحقوقيين، ليثوروا بوجه زمرة الفساد المتمسكة بسدة الحكم، وهل تناسيتم مشروع التغيير الذي طالبت به المرجعية، نعم كان ولابد أن تجري أول عملية إصلاحية في القضاء، كي لا يأمن الفساد من القصاص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/04



كتابة تعليق لموضوع : القضاء هرم الإصلاح المنشود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net