العقلية الصدامية والحرب التي ليست نزهة!
د . احمد راسم النفيس

قلنا وحذرنا من مغبة الاستمرار في هذه الحرب المشئومة التي شنت على الشعب اليمني ولم نكن وحدنا فالأمة بها الكثير من الخبراء والعلماء في مجال الفكر والسياسة الذين حذروا مثلما حذرنا، إلا أن العنجهية والغرور أقنعت المعتدين على هذا الشعب أن بوسعهم تحقيق نصر حاسم يرضي غرورهم ويكونوا من بعده قوما صالحين!!.

لا نصر ولا حاسم بل حرب استنزاف طويلة سيخرج منها المعتدون مهزومون طال الوقت أم قصر ويبدو أنه سيطول.

ما إن وقعت الواقعة وسقط الصاروخ اليمني على قاعدة صافر مما أدى إلى سقوط عدد هائل من الضحايا الإمارتيين حتى علا صراخ بعض المهاويس ومن ضمنهم المدعو ضاحي خلفان الذي طالب ما يسمى بقوات التحالف ان "لا يتركوا مكانا في اليمن الا قصفوه دون توقف" كما دعا لجعل صعدة منخفضا ومسح اي تجمع لانصار الله والاتيان بـ"راس ثلاثة آلاف حوثي بدل الثلاثة" على حد تعبيره!!.

إنها ذات العقلية الصَدامية البعثية التي شنت حربها المجنونة على إيران لمدة ثمانية أعوام قبل أن تنتهي الحرب لتبدأ حرب ثانية وثالثة ورابعة وخامسة دون أن يتمكن العرب الصداميون المتعفلقون من تحقيق انتصار حقيقي في أي من هذه الحروب اللهم إلا إذا كان ضاحي خلفان ومن على شاكلته يعتبرون تدمير سوريا وليبيا والعراق والآن اليمن انتصارا لهم ولعروبتهم الزائفة أو لإسلامهم الأكثر زيفا!!.

إنها الحرب أيها الأغبياء ومثلما تَقتلون تُقتلون، بغض النظر عن تلك العنجهية التي لا مكان لها ولا مبرر اللهم إلا الغرور القاتل وما أبشعه وأسوأه من قاتل.

يقول الإمام علي بن أبي طالب: فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَأَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَقَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَنَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ.

إن كنتم عربا فاليمنيون عرب وإن كنتم مسلمين فهم كذلك مسلمون والشيء المؤكد أنكم معتدون منتهكون لأرض غيركم وحرماتهم.

إنها حرب وليست نزهة كما أن أحدا لم يقدم لكم دعوة للعشاء ثم غدر بكم!!.

يتهمون ما يسمونه (بإعلام صالح) بالشماتة في جنود الإمارات القتلى وهو كلام ينم عن انفصال كامل عن الواقع وانعدام للحس والإدراك وكأنه يتعين على الشعب اليمني أن يندب ويبكي على أصحاب الدماء الإمارتية الزرقاء وأن يتقبل من لحق به من دمار بروح رياضية أخوية وأن يبادر إلى تقديم العزاء لضيوفه الكرام!!.

حرب شنت من غير سند لا من شرع ولا قانون، تمنى الجميع عليكم أن توقفوها حقنا لدماء المسلمين من الطرفين، عملا بمبدأ قرآني ثابت ستعودون إليه شئتم أم أبيتم (إنما المؤمنون إخوة) ولكنكم في غيكم سادرون!!.

حرب ظالمة يتعين وقفها، ليست نزهة بالقطع وليست دعوة لعشاء على الأرض اليمنية يأسف الجميع ونحن منهم لكل قطرة دم سفكت من هنا وهناك ولكن لا سواء الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه!!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . احمد راسم النفيس

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/06



كتابة تعليق لموضوع : العقلية الصدامية والحرب التي ليست نزهة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net