صفحة الكاتب : عقيل العبود

هيولى المادة بين قانون النسبية لإنشتاين وقانون الحركة الجوهرية لصدرالمتألهين
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"فللجسم وراء اتصاله الجوهري جزء آخر حيثية ذاته حيثية قبول الصوروالأعراض اللاحقة وهوالجزء المسمى بالهيولي والمادة". ومقدمة السيد العلامة هذه ترتبط بمحورين: الاول يبحث في الطبيعة المتغيرة للجوهر اي حقيقته المادية، والثاني في أصل المادة اي الحقيقة التكوينية للجوهروهي الهيولى كما سيأتي. هنا نقطتان الأولى ترتبط بحقيقة الجوهر، والثانية بحقيقة العرض. والعرض يبحث في الهوية المتغيرة للمادة بعد الاتصال بغيرها، بينما يبحث في الجوهرعن اصل المادة، أي حقيقتها التكوينية قبل انفعالها، اي اتصالها بمادة ثانية، حيث ان للمادة حيثيتان؛ الاولى حيثية الفعل، والثانية حيثية القوة. ان الامتدادات الثلاثة للجسم باعتباره جوهر ترتبط بحيثية الفعل، أما حيثية القوة فهي حيثية الانفعال وهي تنتج عن الصورة الثانية عبر تفاعل واتصال المادة بمادة اخرى[1].
وتوضيح ذلك بحسب السيد العلامة ان للجسم اوالمادة صورة وكمالات قبل الاتصال، وصورة وكمالات بعد الاتصال. الاولى تسمى هوية الوجدان اي هيئة المادة الفعلية، والثانية هيئة المادة المنفعلة اي المتغيرة وهويسمى بالفقدان، والفقدان هنا بمعنى تغير ماهية المادة الأولى الى ماهية ثانية، فماهية زيد الانسان هي غير ماهية النطفة التي تفاعلت مع البويضة في رحم المرأة لتصبح زيدا فيما بعد، كما جاء في شرح السيد العلامة كمال الحيدري[2]. 
والهيولى(السايتوبلازم) هي المادة التي يصنع الشيء منها. فطريقة بنائها التكويني وتركيبها البايولوجي يعكس قدرتها على التطور واتخاذ صورمختلفة. ومن مكونات هذا السايتوبلازم الميتوكندريات وهي عضيات وظيفتها التنفس الخلوي وتوليد الطاقة داخل جسم الخلية وتحتوي على حمض دنا. والميتوكندريات هي من الاجزاء التابعة لأجزاء الخلية الاساسية التي هي الغشاء البلازمي، والنواة، والهيولى[3]. هنا حيث لا يخفى، فان هنالك نسب ومقادير تدخل في اكمام هذه المكونات وهي ضرورية في حسابات معادلات التفاعل البايولوجي والكيميائي، باعتبار ان شروط التفاعل والاتصال مع المواد والاجسام يعتمد على هذه النسب.
ونقطة الارتباط في محوري البحث تعتمد على قضيتين: الأولى تبحث في القبول(قابلية) المادة على الأتصال، والثانية استعداد هذه المادة على الانفعال وذلك بحكم طاقتها الحركية الناشئة عن الطبيعة المتغيرة لتركيبة الخلية بحسب ما ورد اعلاه. وعلى اساس التحقيق فيما تنوقش في قانون الحركة الجوهرية لصدر المتألهين، نجد ان هنالك طاقة ومادة وسرعة تتنازع فيما بينها، هذا التنازع يبحث في الفرق بين الجوهر والعرض، وبموجب هذا الفرق يصبح للمادة هويتان، فقبول المادة على الاتصال امرا عرضيا، اذ الجوهرهوية المادة الاولى، والعرضي معناه كما اسلفنا قابلية المادة على التحول اوالتغير، اي الهوية الثانية للمادة. وهذا تنوقش في توضيحات السيد كمال الحيدري عن كتاب السيد العلامة عن صدر المتالهين. 
وهذه المقولات تتفق مع ماجاء به اينشتاين في قانون بحث الطاقة والمادة حيث (ط = ك.س²)، بمعنى ان حساب الطاقة اي القوة الفاعلية للمادة المرتبطة مع حيثية القبول يأتي من حاصل ضرب كتلتها اي صورتها الجسمية المفروض فيها الامتددات الثلاثة والتي تم الاشارة اليها في مقدمة البحث، مع مربع سرعة الضوء [4] وبحسب تركيبة الخلية يصبح من الضروري الاستفادة من التركيب الذري لنواة الخلية وهذا مهم في بحث ودراسة الهندسة اوالنشاط الذري لحركة الخلية من خلال انتاج صور جديدة للمادة على اساس مبدأ التحكم بالحركة اوالسرعة. والسؤال كيف يتم بناء خلايا جديدة، اوكيف يتم التحكم في انتاج صور نوعية جديدة للمادة بحسب ما تم مناقشته اوالتطرق اليه؟

هنا نقطتان:الاولى، قابلية المادة على الاتصاف بهوية اخرى كما في تحول النطفة الى زيد، حيث فقدان النطفة لهويتها التي كانت عليها بعد تحولها الى زيد، فالقبول والاتصاف بالصورة الجديدة يدخل في باب الفقدان، وحقيقة تلك القابلية قبل الانفعال اوالاتصال تدخل في باب الوجدان، وهو الطاقة الكامنة اوالامكان الاستعدادي للمادة، وهذا يعطي اتصافا جديدا للمادة اوالكتلة بحسب القانون اعلاه.الثانية، موضوع مربع السرعة ويحسب من خلال المسافة والزمن، والغاية من تربيع السرعة لها مضمون فيزيائي بحسب قانون الجذب العام لنيوتن، الذي يسمى بقانون التربيع العكسي وهو ان "القوة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة بين مركزي الجسمين" وهو قائم على اساس ان حركة المادة يفقدها جزء من مادتها اثناء اتصالها مع مادة ثانية لتنتج صورة جديدة وهذا ما يسمى بالفقدان كما يحصل في انشطار الذرات الكيمياوية، لهذا فان مربع السرعة يساعدنا في تحديد الصورة الجديدة اوالاتصاف الجديد للمادة [5].
فقد ورد في سورة "المؤمنون" اية 13"ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأنه خلقا اخرفتبارك الله احسن الخالقين" [6].

وهذا من قبيل التطورالبايولوجي للجنين عبر مراحل التكوين المختلفة للإتصاف الجديد حيث النطقة التي خلقها الله لتكون سببا كافيا لخلق اخر يتلوها زمن تحول النطفة الى علقة، وزمن تحول العلقة الى مضغة، وزمن تحول المضغة الى عظام، وزمن كسو العظام لحما. وهذه المراحل الخمسة المتصلة وهي مرحلة النطفة والعلقة والمضغة والعظام واللحم تصبح في النهاية خلقا اخرا بافاضة الخالق حيث تكتمل عوامل الخلق والتكوين بناءا على قانون الاتصال الفيزياـبايولوجي للخلية ومراحل تكاملها الخلقي بحسب (الاستعدادات التدريجية المتعاقبة الحصول في امتداد الزمان)[7] بحسب الملة هادي السبزواري.
 
...................
الهوامش:
[1]نهاية الحكمة، في ماهية المادة وإثبات وجودها ص 113ـ ط 1986بيروت ـلبنان114.
[2]كتاب نهاية الحكمة السيد كمال الحيدري المجلد الاول، في ماهيَّـة المـادَّة وإِثبـات وجودهـا: من قوله :فإنَّ الإِتِّصالَ الجوهري من حيث هو اِتِّصالٌ جوهريٌّ لا غير، وأمَّا حيثية قوَّة الكمالات الَّلاحقة وإِمكانها فأمرٌ خارِجٌ عن الإِتِّصال المذكور مُغايراً لهُ، محاضرة 102.
[3]راجع هيولى المعرفة. 

marefa.org
http://www.marefa.org/index.php/هيولى
[4] تكافوء الطاقة والمادة انشتاين 2015، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
[5]راجع فلسفة الفيزياء2014، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة وقانون الجذب العام لنيوتن 2015،
وتوضيح السيد كمال الحيدري عن موضوع الحركة الجوهرية للسيد العلامة، ما له علاقة فيالتسلسل[6]

[6] كتاب نهاية الحكمة السيد كمال الحيدري المجلد الاول، محاضرة 102.
[7]راجع شرح الاسماء الحسنى الملة هادي السبزواري ج1، ص62.
http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2397_شرح-الأسماء-الحسنى-الملا-هادى-السبزواري-ج-١/الصفحة_62

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/07



كتابة تعليق لموضوع : هيولى المادة بين قانون النسبية لإنشتاين وقانون الحركة الجوهرية لصدرالمتألهين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net