صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

اردتُ ان اكتبَ... ولكن ابكاني ايلان
عبد الخالق الفلاح

على رمال الشاطئ، ينام العالم بثقله، صامتاً، عاجزاً، أو متواطئاً على أجسادهم الطرية الغضّة التي لعبت بها المياه، إنهم ضحايا حروب الطغاة على الطفولة والأوطان وحقوق الإنسان ولن تثمر عالماً مدنياً مسالماً ابداً، ،كأن حياة أطفالنا ترف لا نستحقه. اجساد تبحث عن دفئ الإطمئنان في ليلة الهجر وقد رحلت السعادة إلى الفناء، فلا حلاوة الأمس في الفقر، ولا عذابات اليوم في الغربة ترضيان

 

كأن موتنا لا نهاية له ، الهجرة التي لم تشفع للأبرياء ولا للطفولة المعذبة التي لا تحمل ذنوب الكبار والطغاة يتخذون قرار الحرب ولكن الصغار هم من عليهم ان يخوضوا الحرب والموت فيها ويدفعوا الثمن، والأطفال هم أكثرُ ضحايا تلك الحروب تأذِّيًا وتشتُّتًا وضياعًا؛ ذلك لأنَّهم يَفقدون براءتهم الواقعيَّة، وتتشوَّه القيم الجماليَّة امام أعينهم وهم يُشاهدون المناظر الرَّاعبة و المجازر الكارثيَّة، صوتُ الرصاصِ وعتمُ الليلِ الذي يُرهِبُهُـا ، فالذعرُ حـلَّ مكـانَ اللهوِ والحُلُـمِ عندهم قد غادر الى عالم اخر. فالكلُّ يرزحُ تحتَ الخـوفِ والعَـدَمِ. كل الظروف متاحة ولم تزل متاحة من اجل ان يحقق الفكر الانساني غايته الاسمى وهو الابقاء على الانسان انساناً مترفعاً على الواقع ومتحدياً لكل موجبات المذلة والمهانة.ولكي يجد من يمسح الدماء المتناثره في ارجاء الدنيا ، هذا ما لا  يفهمه الطغاة  الذين تنكروا للشرائع الوضعية والسماوية كلها، من أجل تنفيذ أطماعهم وسطوهم على الشعوب .

 

الاطفال ضاعت ابتسامتهم ، لا يعرفون الطفولة ،  ولا الطفولة تعرفهم ، لا لعب لديهم سوى ازيز الرصاص , ولا قصص لديهم سوى القتل والموت والضحايا، لا مياه لديهم ولا قطرات ماء سوى دموع الارامل والثكالى .

 

أمس، وقف العالم مذهولاً أمام صورة الطفل المشرد قذفته أمواج البحر، لتنام جثة هامدة على ساحل الجزيرة، الغضب يكون على قياس الرعب الناجم عن المشهد. لتسقط كل معايير الأخلاق والوجدان عند المسبب.

 

"الطفل ايلان" قرر الرحيل مجبراً ودمعته هذه التي تسيل لمن تركها ، لمن ترك حلمه الجميل ،حزينةٌ كلماته اليائسة ، كلماتٌ استرقت همسات الدنيا تشعل أهاتها ولكن . كثيرة هي الدموع ، والأمل ماضٍ بلا رجوع ،

 

النارُ تحرقُ قلبي والدموع تغرق عيني ، الحزنُ لن يتخلى عني والفرحةُ لن تقربَ مني ، دموعي مثل الشلالِ وقلبي حر الرمالِ، أعد أياماً طوال والحزنُ يجري خلالهاِ ،الحزنُ في القلب ينتظرُ حزن الليالي، الحزن بنبرات ضعيفة تسرد معاناة الفراق المريرة ، نقشت حزناً بين الزهـــــــور ، تناثرت دموعي بين اكفي، هتفت اعماقي  قائلةً ليتني ، ليتني لم أعش ذاك الشعـــــــــــور،

 

 ليته غاب قبل الشــــــروق ، ليته غاب بين السطـــــــــــور، هل نسيت ابتسامته ، بعد ان نثرت عبق العطـــــــــــــور، ها قد أتى الرحيل يسحب أذيالــه ، باكياً يطرق أبواب العصــــــــــور، ذهب ايلان وذهبت الطفولة ، نسيت كيف تُشعل شموع ليلة الوحشة ، و كنت اعتقد إني استطيع أن اكتب كلمات كنت ألهث لأجمع تفاصيلها ، ولكن عندما بدأت كتابتها شعرت أن شيئا ًبداخلي قد احترق، فسكت وسكت القلم . ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/08



كتابة تعليق لموضوع : اردتُ ان اكتبَ... ولكن ابكاني ايلان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net