صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

مؤتمر الدوحة ذريعة لتسعير الصراعات الداخلية
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اثار المؤتمر الذي عقده معارضو العملية السياسية في الدوحة ضجة وخلافا بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة ، ورغم ان مثل هذا المؤتمر ليس الاول من نوعه ولكن ،وظف سياسيا في الصراع الدائر في البلاد واصبح محل تجاذب لا مبرر له وعلى الارجح كانت المظاهرات الجارية في طول البلاد وعرضها محفزا لهذا التجاذب في محاولة للتعمية عليها وصرف الانتباه عنها ، وذلك بأثارة الصراعات المذهبية مجددا واستخدامها ضد الاخر.
اعتقد هذا هو السبب الاساس فالعملية السياسية بحاجة الى مصالحة وطنية ،والمصالحة تتم بين المتخاصمين والمختلفين والمتصارعين وليس بين فريق الصف الواحد والمتمترسين في الخندق الامامي ضد الارهاب والارهابيين لقد مضى اكثر من عام على خروج مناطق شاسعة من سيطرة الحكومة ولا يلوح في الافق القريب نهاية لهذا الوحش المتجرد من الانسانية وكل القيم والاخلاق السامية والذي الحق بشعبنا افدح الاضرار، وجربنا معه كل الوسائل لأضعافه ولكن لم نحقق نجاحات باهرة لغاية الان.
وكانت الحكومة السابقة انشأت وزارة للمصالحة الوطنية واجرت مباحثات دون شروط مسبقة مع الكثير من الاطراف وحسنا فعلت ولكن اعلاناتها عن التصالح مع هذا الطرف او ذاك كانت خلبية والنتائج هزيلة سرعان ما انفض كل الذين تصالحت معهم. 
والحقيقة ان مساعي الحكومة وتقديرها السياسي بأهمية فرز القوى المعارضة للعملية السياسية عن بعضها البعض وترك الباب مواربا لبعضها وضرورة تحييد قسم منها في الصراع الجاري مع الارهاب كان في محله وله نتائج جيدة ، ولكن للاسف لم تكن النيات سليمة ، ولا الالتزام بالوعود والايفاء بها كافيا ، فانهارت المصالحة الوطنية بعد حين ، واصبحت مجرد تصريحات لوسائل الاعلام ، وكل اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت في داخل البلاد وخارجها خسرناها وضاعت الجهود هباءً.
فماذا حدا مما بدا؟
مؤتمر المصالحة الذي عقد في الدوحة بدأ على غير ما انتهى ، التحضيرات والاستعدادات الاولية كانت بعلم الاطراف جميعا وبمشاركتها وطاف على بعض العواصم والقوى السياسية الا ان الامور انقلبت وبالتالي لم تجد بعض الاطراف من جدوى في عقده لمشاركة قوى لا يمكن التصالح معها او الصفح عنها في الحال الحاضر ، وانسحبت قوى هامة منه.
ان غياب الرؤية الاستراتيجية للقوى السياسية عن المصالحة الوطنية والاهداف الخاصة بها وآليات تحقيقها وتوفير المناخات الملائمة لها ، كل ذلك اسهم في فشل جهود المصالحة خلال السنوات الماضية والى الان.. حيث لا وجود لحد ادنى من المبادىء التي يمكن الارتكاز في العمل عليها والبناء فوق ما تم انجازه في اوقات سابقة، حتى نائب رئيس الجمهورية حين تمت الاطاحة به ذهب مشروع المصالحة الوطنية معه، وفي ذات الوقت المشاريع الموازية للاخرين انتهت وكأنها مناكدة بين هذا وذاك ليس الا.
نحن تحكمنا نخب لا تفصح عما تريد سوى انها شاطرة وذكية في افشال المشاريع لاعادة اللحمة للمجتمع وخلاصه من المحاصصة والصراعات على الولاءات الفرعية والعرقية .. كان بودنا ان يكون الرأي العام على بينة من هذه المشاريع والمؤتمرات ويتعامل معه بصدق وانه هو المادة الخام لهذه المصالحة ولنتائجه الطبيعية ان تحققت واستمرار انتكاستها سيكلفه المزيد من الاثمان الباهظة .
الجميع تجاهل الشعب الذي يتحدثون باسمه ويدعون تمثيله ، بل ان البعض يكرس جهدا لتخريب العلاقات فيما بينه اكثر مما يبذل جهدا لتمكين عرى الوحدة الوطنية السلاح المجرب لدحر الارهاب وجميع اشكال العدوان ومن اين جاءت.
الى الان البعض يفبرك الاخبار ويلفق القصص ويصدقها ويحاول ان يسوقها ، ولا يستمع حتى الى العقلاء من جماعته ولا يريد الا ان يرى النار مستعرة بين القوى السياسية ، كي يطمطم معاصيه ويغطي على الاصوات الهادرة في ساحات التظاهر التي تضم الشعب بكل اطيافه والوانه السياسية وفئاته الاجتماعية المطالبة بمحاسبة الفاسدين وسارقي اموالهم والمسؤولين عن انعدام الخدمات وكذلك اجراء الاصلاح الجذري للعملية السياسية المتهرئة.
هذا هو بيت القصيد من النفخ في مؤتمر تأثيره محدود ان لم نقل بدء ميتا ، وللظهور بمظهر الغيرة الزائفة على وطن ينهب ويدمر ولا احد من كبار المسؤولين عن خرابه يقدم للمحاكمة اسوة ببقية البلدان.8-9-2015

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/09



كتابة تعليق لموضوع : مؤتمر الدوحة ذريعة لتسعير الصراعات الداخلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net