صفحة الكاتب : ضياء المحسن

العبادي بين إرتباك الخطوات، وثقة المرجعية..!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المعلوم أن المرجعية الدينية الرشيدة التي أكدت في خطب الجمعة على ضرورة القيام بالإصلاحات، والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين، كانت قد وضعت النقاط على الحروف لرئيس مجلس الوزراء، عندما أشرت مكامن الخلل في الدولة العراقية، وأن من أولى مهامه محاسبة المقصرين من أي مكون كانوا، أو الى أي كتلة ينتمون.
الدكتور العبادي لا يبدو أنه إستوعب الرسالة بصورة صحيحة، أو أنه يخشى من أبعاد إستجابته لتلك الرسالة، وهذا الأمر يؤشر الى أنه مرتكب في قيادته لدفة الحكم، وهو مؤشر غير جيد، من الممكن أن يستغله خصومه للإيقاع به.
صحيح أنه بدأ سلسلة من الإصلاحات التي لامست نبض الشارع، خاصة بعد التظاهرات التي جابت محافظات عديدة في العراق، لكنه سرعان ما شعر بأنه إنجرف كثيرا؛ خاصة مع سلسلة إصلاحات قد لا يرى كثير منها النور، لأسباب منها دستورية، وبعضها تمس قيادات في كتلته (حزب الدعوة)، خاصة فيما يتعلق بضياع موازنة عام 2014، وسقوط الموصل، وإستشهاد 1700 شاب في قاعدة سبايكر.
قد يكون السيد العبادي مترددا في إتخاذ قرار مصيري بحق من تسبب بضياع موازنة 2014، وسقوط الموصل وإستشهاد 1700 شاب في قاعدة سبايكر، وقد يلتمس له بعض الساسة العذر في ذلك، مع أن العذر غير مقبول أو منطقي، لكن أن يتردد في محاسبة الفاسدين من الذين عليهم ملفات في هيئة النزاهة، وكذلك فيما يتعلق بالقضاء العراقي وتسييسه، خاصة إذا ما علمنا أن كثير من الملفات كانت تدفن في أدراج مكاتب المحكمة الإتحادية، بصورة أو بأخرى.
إن بقاء السيد رئيس الوزراء على هذا الحال، سيكون بمثابة نكسة له، قد تودي بمستقبله السياسي، إذا ما علمنا منافسيه في كتلته يضمرون له الشر، بسبب من تركه رئيس حزبه تتلاقفه أمواج التغيير والإتهامات تترى عليه من كل صوب، فمن تبديده لموازنة العام الماضي، الى هدر أموال العراق لثماني سنوات، الى أزمات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأخير وليس أخرا سقوط الموصل، المتهم الرئيسي فيها، وإستشهاد 1700 شاب في قاعدة سبايكر الجوية.
إن الدكتور العبادي مدعو اليوم أكثر من غيره، الى الإلتزام بالإصلاحات التي طرحها للجمهور، والتي دفعت المرجعية الدينية بإتجاهها، وخرجت الجماهير في حر تموز وآب للمطالبة بها، والتي تضمنت إصلاح الجهاز الحكومي المترهل، والدفع بإتجاه تفعيل القطاع الخاص، ومحاسبة المفسدين وإسترداد الأموال التي سرقوها، من خلال تفعيل عمل البنك المركزي، وخاصة دائرة غسيل الأموال؛ من أجل إسترداد عشرات المليارات من الدولارات، التي سرقها مقاولون ووزراء سابقون في الحكومات السابقة.k

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/10



كتابة تعليق لموضوع : العبادي بين إرتباك الخطوات، وثقة المرجعية..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net