صفحة الكاتب : محمد شفيق

مقترح لانهاء الصراع بين المالكي وعلاوي
محمد شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ العام 2010 والخلاف بين السيدين نوري المالكي وايادعلاوي يسيطر على مساحة كبيرة من برامج الفضائيات ومانشيتات الصحف , واصبح مادة دسمة للكتاب والمحلليين السياسين . بذرة الصراع تمثلت في اجتثاث هيئة المساءلة والعدالة رموز القائمة العراقية وحرمانهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية لانتمائهم لحزب البعث ابان حكمه للعراق , والذي لاقى تأييدا من لدن رموز وقيادات دولة القانون . تأزم الصراع بعد اعلان النتائج والذي تمخضت عن فوز ائتلاف العراقية بزعامة علاوي بحصولها على 91 مقعدا , لكن اشكالية الكتلة البرلمانية الاكبر وتفسيرها على انها الكتلة الاكبر مقاعدا في مجلس النواب وليس الكتلة الفائزة , وتشبث المالكي برئاسة الوزراء جعل الصراع والخلاف يتأزم اكثر فأكثر . في فترة صناعة الحكومة تبادل علاوي والمالكي الزيارات لاكثر من مرة وكذلك القبلات !! مما طمئن الشارع العراقي بأنتهاء الخلاف بين اكبر زعيمين سياسين في البلاد . لكن ما لبت حتى عادت المشاحنات والحرب الكلامية للواجهة من جديد , حتى وصل الامر الى عزم دولة القانون رفع دعوى قضائية ضد اياد علاوي , اعقبه الاخير بهجوم عنيف هو الاول من نوعه حيث وصف نوري المالكي " بالكذب والتضليل والاعتماد على الاجنبي للبقاء في الحكم " علاوي تمادى في قسوته حيث اتهم المالكي بالبغي الذي تمادى في ظلمه , ووصف اتباعه والمقربين منه بخفافيش الظلام والجلاوزة الطغاة . 
لاشك ان تصريح الناري للسيد علاوي والذي لم يعتمد فيه المجاملة ولا مراعاة اي الاواصر التي تجمع الطرفين , اظهر حجم المأزق الذي يعيشه الائتلافين ( العراقية ودولة القانون ) ومن الحتمل بل المؤكد ان تترجم هذه الاقوال الى افعال يكون ضحيتها المواطن العراقي وتحدث صدامات مسلحة بين الطرفين , وهنا ستعتمد كلا القائميتن على انصارهما لانزالهما الى الشارع وحدوث الاشتباك بالعصي وربما بالاسلحة بين انصار المالكي وعلاوي وهذا ما أكدته تظاهرات الجمعة الماضية 10 / 6 , والتي انذرت بتكرر هذه الحالات مستقبلا .
الصراع الحقيقي بين القائمتين كان على منصب رئاسة مجلس الوزراء وهذا معروف للجميع , فمنصب رئيس الوزراء يعني ما يعني من رواتب وامتيازات وقرارات وو الخ . لكن بودي ان اطرح السؤال التالي . لو جردنا منصب رئيس مجلس الوزراء من كل الصلاحيات التي يتمتع بها , هل كنا سنشاهد الصراع والحرب الكلامية التي نشاهدها الوم بين المالكي علاوي . لو ذهبنا لابعد من ذلك وقمنا بأعتماد " مبدأ فصل الثروة الوطنية عن السلطة وجعلها بيد الشعب " والذي يطرحه التنظيم الدينـقراطي منذ سنوات كحل للخروج من الازمات والمشاكل والصراعات السياسية , هل سيحتدم الصراع على هذا المنصب بهذا الشكل ؟ هل كان السيد المالكي يتحيل كافة الفرص من اجل البقاء في هذا المنصب ؟ وهل كان السيد علاوي يفعل ما يفعله اليوم ؟ لنترك المالكي وعلاوي قليلا , دعونا نأخذ مثال حي وهو الصراع بين " لوران غباغبو "  رئيس ساحل العاج السابق و "الحسن الوتارا " الفائز في انتخابات ساحل العاج  والرئيس الحالي لها , اذا كان مبدأ فصل الثروة عن السلطة معمولا به في ساحل العاج , هل بقي غباغبو متزمتا بمنصبه بهذا الشكل الغريب ؟ 
اذن الصراع بين القائمتين ( العراقية ودولة القانون ) هو صراع من اجل منصب رئاسة مجلس الوزراء , والسيطرة على مراكز صنع القرار وليس صراعا علمانيا او دينيا او قوميا كما صرح السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي بذلك مؤخرا .
اذن اقترح على الكتل والاحزاب السياسية في مجلس النواب العراقي التصويت لصالح اعتماد مبدأ فصل الثروة الوطنية عن السلطة وجعلها بيد الشعب , ومطالبة التنظيم الدينـقراطي صاحب هذه الفكرة بتقديم مشروعه بالكامل الى اعضاء مجلس النواب لدراسته ومن ثم اقراره . اعرف ان هذا المشروع سيصدم بعقبات كثيرة وسيعارضه الجميع , لكنه هو الحل " المثالي " للازمة بل الازمات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية التي تمر بها البلاد فهل من مجيب ؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد شفيق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/15



كتابة تعليق لموضوع : مقترح لانهاء الصراع بين المالكي وعلاوي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : احمد شلش من : العراق ، بعنوان : خطوة جيدة في 2011/06/15 .

لأول مرة اقرأ مقالا على هذا الموقع يشير الى عرض المشكلة واقتراح الحلول لها وان كانت هذه الحلول صعبة التطبيق الى درجة كبيرة في وقتنا الراهن الا انها خطوة صحيحة في الاتجاه السليم وهذا افضل بكثير من الانشغال بالتحليل والنقد فقط_مع خالص تحياتي.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net