صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

حي على خير العمل
د . رافد علاء الخزاعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان الإنسان خلقه الله على الأرض لغاية أعمارها وهي الغاية الأولى من الخلق ويتوج العمل بالشكر لله من خلال العبادات فلذلك نرى من خلال قصص الأنبياء والرسل والأوصياء والمصلحين في كونهم نبراس الإنسانية بتجسيد مثل غاية الإله فلكل نبي كانت وظيفة دنيوية إضافة للوظيفة الأخروية الدعوتية فتجسدت في أعمال كثر من رعي وتجارة وزراعة وحكم سلطوي تشريعي برزت من خلاله تجارب كثر وكان رسول الله صلوات الله عليه واله مثل هذه الأمة المرحومة من خلال حياته قبل الدعوة وبعدها فكان راعيا للغنم وفلاحا ووكيل تجارة ويقضي حاجته الخاصة والبيتية بامكانته البسيطة فكان مثال للنزاهة السلطوية وتجلت الصورة ايضا في سيرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب في حرصه على اموال المسلمين ومعاقبته للولاة بعد انتشار ارقاع الدولة الاسلامية وكان عمر رغم انه خليفة كان بعيد عن الابهة في الحكم فكانت في قصة عقوبته لابو هريرة بعد عودته من ولايته بثورة هائلة ومصادرتها لصالح بيت المال هي رسالة ان مهما كانت درجة الانسان وقدمه في الدين لايعفيه من العقوبة عندما تدني نفسه في اختلاط المال العام بالخاص والحلال بالحرام لان الانسان عندما تبؤه منصب لايسمح له ان يستغل منصبه وعليه ان يعرف انه امين على مال الامة وهكذا كان تجلت الصورة الرائعة في فكر امير المؤمنين الامام علي عليه السلام عندما تصدى للخلافة فكان رغم كونه خليفة كان يختار الاراضي البؤر ليبداء بزراعتها وليتعلم ويعلم من خلالها الصبر وليعطي رسالة الى سائر الامة النهج الصحيح ليعتبر الخلافة هي واجب خدمي للامة وان يستحصل رزقه من عمل يده فكم يوم نام ال بيت النبوة جياعا لان طعامهم اعطوه لضيف او ابن سبيل او طارق باب وكان من خلال قصته مع ابن عمه عبدالله بن جعفر عندما طلب منه ان يقرضه من بيت المال واتى بجمرة وقال له ان كنت تريد ان اقرضك ضع الجمرة في كفك فابى جعفر ذلك فاجابه ابي الحسن فكيف تريد ان اضع بدني كله في النار انها امانة الامة وعندما كان يسير في اسواق الكوفة وشاهد رجلا مسنا يستجدي سال قنبر لماذا ذلك وهو دليل ان الاسلام يرفض ان يكون الانسان في عوز فاجابه قنبر انه ذمي فانبرى امير المؤمنين بكلمته المشهورة اخذمتوهم لحما وتركتمهم عظما انه في ذمتنا وذمة المسلمين وله ما لنا وعليه ماعلينا اعطه ياقنبر ماتعطي سائر المسلمين انه دليل على خير العمل خير العمل الصلاة التي تقوم النفس حي على خير العمل صوت الفكر الذي يستطيع ان يغيير الانسان ويسمؤ به الى ما ارده الله لنا من خير وسلام. الان ليس وقت جهاد السيف والبندقية في نشر الفكر وانما خير الاعمال والسيرة الحسنة في نشر العدل والاحسان يجب ان يعيد رجال الدين في وسط التحديات وسرعة الاتصال والتقدم العلمي يجيب ان نعيد تفكيرنا وفق المعطيات الفكرية والحداثوية ووجود قوانين ضامنة ووجود عدالة اجتماعية وجدت ملاذ الى المهاجرين المسلمين الجدد نحو اوربا وامريكا ليعيشوا في دوامة فكرية من التحديات التي واجهتهم في فشل تحقيق هذه العدالة في مجتمعاتهم المحليه انه تحدي للفكر الاسلامي لاعادة الصياغة في الخطاب الاسلامي السياسي ليصبح خطبنا حي على خير العمل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/16



كتابة تعليق لموضوع : حي على خير العمل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net